كاريزما "الزعيم" غير قابلة للتقليد.. نجوم جسدوا دور "ناصر" بين التوفيق والإخفاق.. أحمد زكى الأكثر نجاحا.. ومجدى كامل وطارق الخولى اقتربا من الواقع.. وجمال سليمان بلهجة سورية تنذر بفشل "صديق العمر"

زعيم واحد وضعت قصة حياته المليئة بالتفاصيل والمعارك سيناريوهات عدة لكتاب الدراما، وتحولت سيرته إلى أعمال فنية خرجت بصور مختلفة ومعالجات درامية، تفنن مخرجو السينما والدراما التلفزيونية فى التنافس على إخراجها للجمهور عن حياة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، والذى يعد الرئيس الأشهر والأكثر تناولاً فى الأعمال الفنية، سواء فى الدراما والتلفزيون، بداية من "ناصر 56" الذى جسد فيه الفنان الراحل أحمد زكى دور الزعيم جمال عبد الناصر للمرة الأولى، وعلى الرغم من الكاريزما الطاغية التى تمتع بها "ناصر"، وتفاصيل ملامحه وحركاته ونبرة صوته التى طالما حملت معانى وتعبيرات مختلفة يصعب تجسيدها بدقة، إلا أنه الشخصية التى تنافس على تقليدها العديد من النجوم بداية من الراحل أحمد زكى، وحتى جمال سليمان النجم السورى الذى يجسد حالياً شخصية ناصر من زاوية مختلفة تظهر على الشاشة للمرة الأولى فى مسلسل "صديق العمر".

"صديق العمر" ليس العمل التلفزيونى الوحيد الذى خرج بأكمله لتناول حياة الزعيم الراحل، فغالباً لا يخلو الشهر الكريم من طلة الزعيم، سواء فى أدوار قصيرة أو دور كامل مثل الذى قدمه الفنان مجدى كامل فى مسلسل "ناصر" منذ ثلاث سنوات، إلى جانب مجموعة أخرى من الأعمال التلفزيونية والسينمائية التى جسدت شخصية الزعيم من زاوية مختلفة، بعضها تناول حياته الاجتماعية، وبعضها الآخر تناول قراراته الحاسمة، وإحدى هذه الزوايا هى الزاوية التى يلعبها النجم جمال سليمان فى مسلسل "صديق العمر"، وعلاقته الخاصة مع صديق عمره المشير عبد الحكيم عامر، وهو الدور الذى اعتبره الناقد الفنى طارق الشناوى من أهم الأدوار التى تناولت منطقة حساسة فى حياة وشخصية الزعيم، على الرغم من اللهجة السورية التى أفسدت العمل، ووضعت المشاهد فى مجال المقارنة بين النجوم الذين جسدوا شخصية الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، إلى جانب دور هذه اللكنة فى وضع دور الزعيم فى المقام الثانى بعد دور الفنان باسم سمرة، وهو ما تحدث عنه الشناوى قائلاً: "جمال سليمان نجم موهوب لأبعد الحدود، ويمتلك إمكانيات فنية عالية أمام الكاميرا، ولكن فى حالة تجسيد شخصية بقيمة الزعيم جمال عبد الناصر، لن يقبل المتلقى أن تخطئ مثل هذه القيمة فى النطق أو اللهجة، خاصة وأن خطب الزعيم جمال عبد الناصر وتفاصيل حياته، ومواقفه السياسية هى ملك العرب جميعاً وليس المصريين فقط، وخاصة أن أداءه كان مشهورا دائماً باللغة العربية ذات اللهجة المصرية الدارجة، وهو ما عرفه الجميع عن الزعيم، وهو ما خلق حول لهجة جمال سليمان فى المسلسل حالة من الجدل حول قدرته على تجسيد الشخصية ببراعة، وهذا لا يعنى أن الممثلين العرب ليس بإمكانهم تجسيد شخصيات مصرية، والدليل هو تجسيد الفنان تيم حسن لشخصية الملك فاروق.

يكمل "الشناوى": "الفنان طاقة، وفى حال توجيه الفنان للطاقة فى أحد الاتجاهات يجب أن يؤثر على باقى الاتجاهات، وعيوب اللهجة من شأنها التأثير على العمل ككل، خاصة وأن العمل يتناول الزعيم من زاوية صعبة وإنسانية من الدرجة الأولى، كما أن ارتفاع أداء باسم سمرة فى مقابل جمال سليمان من شأنه إضعاف العمل، وليس العكس، لأن مهارة باسم سمرة وتمكنه من أدواته تلقى بالضوء على عيوب أداء جمال سليمان فى إتقان لهجة جمال عبد الناصر.

تجارب أخرى عكست شخصية الزعيم، وتباينت بين الإتقان المطلق والأداء الذى شابته الأخطاء بداية من النجم الأسمر الراحل أحمد زكى الذى برع فى تجسيد شخصية الزعيم وحركاته ونبرة صوته، وجاء دوره بارعاً فى أدائه لشخصية جمال عبد الناصر.

تجربة أخرى أعقبت تجربة الراحل أحمد زكى هى فيلم "جمال عبد الناصر" للفنان خالد الصاوى الذى جسد فيه شخصية جمال عبد الناصر، ولكنه لم يلق نجاحاً يذكر، نظراً لفقر الدعاية، وعدم إتقان الشخصية، تجربة أخرى كانت من الأكثر نجاحاً هى تجربة الفنان رياض الخولى الذى جسد شخصية الزعيم كدور فرعى فى مسلسل "أم كلثوم"، وجاء الدور ناجحاً، وتلقى الكثير من ردود الأفعال الإيجابية، كما وصفه بعض النقاد بأنه الأكثر نجاحاً فى تجسيد دور جمال عبد الناصر.

أما عن تجربة الفنان مجدى كامل، فكانت هى الأبرز بعد تجربة أحمد زكى، وبدأت بتجسيد شخصية الزعيم كشخصية فرعية فى مسلسل "العندليب"، وتسبب ما حققه الفنان مجدى كامل من نجاح فى تجسيد الشخصية، فى إنتاج مسلسل خاص بالزعيم، هو مسلسل "ناصر" الذى تم عرضه فى رمضان 2011

وعن رأى النقاد فى أكثر الفنانين نجاحاً فى تجسيد شخصية الزعيم، يعلق "الشناوى": فى حالة المقارنة يمكن وضع أحمد زكى على رأس من جسدوا شخصية الزعيم، ولكنى لم أر حتى الآن من جسد الشخصية بما تستحقه، ولا أزال حتى الآن فى انتظار من يجسد شخصية الزعيم.