كايوكو سوزوكى، زوجة السفير اليابانى بالقاهرة، كأى يابانى تحب النظام والنظافة، ويسيئها الزحام والضوضاء، أدهشها "خضار" القاهرة وتعشق التجول فى الزمالك، وترى أن مسئولية الأم تعليم الأبناء وتشجيعهم على التفكير المنطقى والتحليل وتطوير قدرتهم على تنمية أنفسهم.
وتقول كايوكو سوزكى، فى حوارها مع "اليوم السابع" عن انطباعها عن مصر، إنها جاءت قبل عام وبضعة أشهر وكانت المرة الأولى التى تزور فيها القاهرة، "وكنا فى شهر إبريل، وفى طريقنا من المطار إلى المنزل، فوجئت بكثرة اللون الأخضر فى الشوارع، ما بين أشجار وزهور جميلة، ولم أكن أتوقع أن أجد هذا فى المدينة"، مشيرة إلى أن القاهرة أيضا تتسم بكثرة الغبار والضوضاء والزحام وانتشار القمامة على جوانب الطريق معتبرة أن هذا أكثر ما يزعجها.
وأكدت كايوكو أن رمى القمامة فى الشارع، سلوك أنانى لأن من يفعل ذلك لا يكترث سوى لنفسه ولا يبالى بحقوق الآخرين.
ومضت تقول إنها سمعت عن مصر الكثير والكثير، حتى قبل الثورة، فهى مدينة كبيرة ومزدحمة يتوافد عليها السياح من مختلف أنحاء العالم، وأيضا من اليابان، "فمصر من بين أفضل الوجهات التى يقصدها السياح اليابانيون، لذا لدينا الكثير من المعلومات التى تخص السياحة فى مصر، ولكن ما لفت انتباهى كانت الأشجار الخضراء والزهور".
وأخبرت كايوكو “اليوم السابع” أنها درست الآداب وأنها لا تعمل حاليا، حيث عملت قبل الزواج لدى شركات أجنبية فى اليابان، أما الآن فهى تقضى وقتها فى وظائف اجتماعية حيث تزور بعض الجمعيات الخيرية فى مصر. كما أنها لديها وقتها الخاص الذى تزور فيه بعض الأصدقاء أو تقوم فيه بالتسوق. ورغم أنها تعيش فى جاردن سيتى، إلا أن كايوكو أكدت أن منطقة الزمالك هى الأحب إلى قلبها، حيث تستطيع أن تتمشى وحدها نهارا وتزور الكثير من المقاهى والمحلات، "فهى آمنة، وهذا أمر هام للغاية"، على حد قولها.
وعن وضع المرأة فى مصر، قالت زوجة السفير اليابانى إنه ليس من العدل أن تصدر أحكاما على المرأة بوجه عام مشيرة إلى أن هناك نوعين من السيدات فى مصر؛ الأول من يحظين بتعليمهن فى الغرب أو تعليم غربى ولديهن خبرة بالمجتمعات الغربية وهؤلاء غالبا ما تكن ثريات، والثانى هن من لن يحظين بنفس التجربة، ومعظمهن من خارج القاهرة، وغالبا ما تكن هؤلاء خاضعات للزوج أو الأب وليس لديهن رأى قوى خاص بهن، و"الأم هى عضو مهم من أعضاء الأسرة، لأنها الأكثر تأثيرا، حتى على الزوج الذى "تقوم ببعض الأحيان بالسيطرة عليه"، هكذا أكدت كايوكو، مشيرة إلى أن وضع العائلة فى القاهرة مختلف عن القرى.
ووصفت كايوكو مصر، بأنها "عظيمة وواسعة"، من حيث المساحة والتاريخ والإرث والتراث والتنوع.
وقدمت زوجة السفير اليابانى رسالة للمصريات، قائلة لهن إنهن لديهن نفوذ عظيم على الأسرة ينبغى استغلاله فى تعليم أولادهن والاستثمار فيهم عن طريق التعليم،"فرغم أن الأطفال يحصلون على التعليم فى المدارس، إلا أنه ليس كافيا، وأتمنى أن ينفق الرئيس عبد الفتاح السيسى المزيد من أموال الميزانية على التعليم".
وأضافت أن المرأة لها دور كبير فى إحداث توازن فى النظام التعليمى لأولادها، فهى ينبغى أن تهتم ليس فقط بتفاصيل المواد مثل الرياضيات والعلوم، وإنما فى تطوير قدرة الأبناء على التفكير المنطقى، "والآن مصر تعانى من مرض خطير متمثل فى الكسل، وهذا الكسل نتج عن عدم التفكير، لذا على الأم ألا تكون كسولة وتقوم بتعليم أبناءها ولا تتخلى عن عملية إنهاء المهمات، وأتمنى أن يتعلم الأطفال الطموح والأم مسئولة عن أن تشجيع الأبناء لتكون لديهم عادة التفكير، وهذا ما تفعله اليابانيات فى منزلهن". مشيرة إلى أن العملية لن تكون قصيرة أو سهلة، ولكنها تستحق العمل من أجلها.
وأضافت كايوكو أن الأولاد والبنات كذلك يتعلمون الأخلاقيات العامة والواجب العام فى المنزل، تلك الأشياء البسيطة مثل عدم رمى القمامة فى الشارع، أو الضوضاء، والتفكير فى الآخرين بوجه عام، وهذا واجب كل أم، على حد قولها.
وعن الحياة الثقافية فى مصر، قالت كايوكو إنها تحب الموسيقى وحفلات رقص البالية، وتحضرها فى دار الأوبرا، وتحب حضور حفلات الموسيقى المعاصرة فى مسارح وسط البلد معربة عن اهتمامها بالتعرف على الثقافة المصرية، وعلى طريقة تفكير الشباب وكيفية خوض حياتهم اليومية، قائلة إن زوجها، السفير توشيرو سوزوكى عمل فى السفارة اليابانية فى مصر قبل 30 عاما ، وكان مقر اقامة السفير اليابانى هو نفسه الموجود الآن، وأكد لها أن جاردن سيتى كانت من بين أجمل المناطق فى مصر وكانت الشوارع نظيفة للغاية وكان الناس سلميين ودافئين وودودين للغاية، "فبالفعل كان عالما مختلفا، لذا كان يجب أن أرى البلاد قبل 30 عاما عندما كانت خلابة".
ومن الأماكن التى تحب زوجة السفير قضاء الوقت بها فى مصر، أضافت كايوكو أنها تحب صعيد البلاد مثل أسوان "لأنها نظيفة وأهلها معتدون بأنفسهم ويرحبون بالسياح من كل مكان، ويحاولون دائما تنظيف المدينة بأكملها ليس فقط أمام منازلهم وإنما الشوارع المحيطة بهم، وأتذكر أننى كنت هناك فى إحدى المرات، ورأيت طفلا يكنس الشارع، وليس داخل منزله"، وهو الأمر الذى أثار دهشتها وإعجابها. ولفتت أيضا إلى حبها للصحراء وزيارتها للصحراء الغربية والواحات.
وعن أسرتها، أوضحت كايوكو سوزوكى، زوجة السفير اليابانى بالقاهرة إنها التقت زوجها عندما كانا طالبان فى الجامعة وتزوجا بعد ذلك وأنجبا طفلين، ولدا وبنتا، الأكبر لديه 27 عاما، والصغرى لديها 25 عاما ويعيشان الآن فى طوكيو مستقلين بحياتهما.
وعن صعوبة العمل الدبلوماسي وتأثيره على العلاقات الأسرية، اعتبرت كايوكو فى حوارها مع "اليوم السابع" أن أبناءها ناضجان ويستطيعان إدارة حياتهما وحدهما، مؤكدة أن "العلاقات الأسرية لم تعد قوية فى اليابان مثلما هى الآن فى مصر، وبالطبع عندما يكون الأبناء أطفالا يصعب العيش بعيد عنهم، وإنما عندما يكبرون يكون لكل منهم حياته الخاصة، حتى وإن كان الأهل فى طوكيو، فكل ابن و بنت له شخصيته المستقلة ورأيه".
وعن الكتب التى تفضلها، قالت كايوكو إنها تحب كتب التشويق والجريمة، أما عن المطبخ المصرى، أكدت كايوكو إنها تحب الملوخية، والفول، والمسقعة. وعن نصيحتها المفضلة، أكدت زوجة السفير اليابانى، أنها تحب نصيحة "أفعل الآن ما يجب أن تفعله الآن".
موضوعات متعلقة
سفير اليابان يصل مقر وزارة التعليم العالى لبحث التعاون بين البلدين
زوجة السفير اليابانى بالقاهرة لـ"اليوم السابع": مصر بلد عظيم وكبير بتاريخه وإرثه وتنوعه.. ورسالتى للمرأة المصرية: استثمرى فى أطفالك بتعليمهم كيفية التفكير وتطوير أنفسهم
الخميس، 03 يوليو 2014 10:51 ص
جانب من الحوار
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
محب الوطن
بموضوعية لصالح المصلحة العامة والوطن