اجتاح «التتار» بغداد منذ عدة قرون، وكان سقوطها نقطة فارقة فى تاريخ الشرق الإسلامى، وها هم «التتار الجدد» يحاولون إسقاط بغداد، والسيطرة عليها حتى يصبح العراق دولة تحكمه جماعات غامضة المنشأ، غريبة الهوية تحت مسمى «داعش»، تستهدف تطويق المشرق العربى، والامتداد نحو الخليج، ومواجهة مصر فى نهاية الرحلة المريبة.. إنها هجمة إرهابية جديدة أشد خطرًا من سابقاتها، وكما عبر المتحدث الرسمى الأمريكى فإن ما يجرى فى العراق حاليًا هو أخطر ما حدث فى المنطقة، وربما فى العالم منذ 11 سبتمبر2001.
ولقد كنا نقول من قبل إن أية جماعة إرهابية لا يمكن أن تسقط دولة، ولكن ذلك حدث فى أفغانستان عندما قفزت حركة «طالبان» إلى السلطة، وأحالت تلك الدولة الإسلامية العريقة إلى جحيم كامل بسلسلة إعدامات غير مبررة، وتحطيم لتماثيل التراث الإنسانى دون سند من دين أو قانون أو أخلاق، وها هى الدورة الشريرة تستعيد وجودها، وتهدد الكيان العراقى والكيان السورى فى وقت واحد، وتتجه إلى ترويع المنطقة تحت مظلة تأسيس دولة إسلامية، بينما هم أبعد ما يكونون عن الهوية الإسلامية والدين الحنيف.. إننا يجب ألا نتعامل مع خطر «داعش» بالتهويل أو التهوين، لكننا يجب أن نعترف أن المناخ العام على المستوى الإقليمى هو الذى شجع تلك الطغمة المجهولة الأصل والهوية.. إن «داعش» لن تتوقف عند العراق وسوريا، لكنها تخطط لاجتياح الأردن، والوصول إلى سيناء، وتهديد مصر، ثم منطقة الخليج بعد ذلك.. إنه مخطط يعادى الإسلام والعروبة، ويسعى إلى تهديد استقرار المنطقة، وتقسيم دولها وإدخالها فى مرحلة ظلامية بغير نهاية.
د. مصطفى الفقى يكتب: داعش تستهدف السيطرة الكاملة على العراق وتطويق الخليج العربى.. مصر ليست بعيدة عن مخطط هذه الجماعة المتطرفة.. ونحتاج تحركا عربيا واسعا للقضاء على الإرهاب
الخميس، 03 يوليو 2014 07:51 ص