جولات الرئيس السيسى فى أفريقيا مؤخرا شاهدها معظم الشعوب، ولكن من فهمها قليلون، إصراره على الحضور للقمة الأفريقية وكلماته فى القمة التى تؤكد عودة مصر لسابق عهدها، ارتجف منها كل من كان ضد مصر. شاهدنا رئيس وزراء إثيوبيا يجلس ويحاور، ويصر على إصدار بيان مشترك من أهم ما جاء فيه هو احترام القانون الدولى والتزام الحكومة الإثيوبية بتجنب أى ضرر محتمل من سد النهضة على استخدامات مصر من المياه. فهذا التحرك يوضح عجز الخائنين على المشاركة فى التضليل.
إن الجانبين المصرى والإثيوبى اتفقا على البدء الفورى فى الإعداد لانعقاد اللجنة الثنائية المشتركة خلال ثلاثة أشهر، كما أكد الطرفان على محورية نهر النيل كمورد أساسى لحياة الشعب المصرى ووجوده، وإدراكهما لاحتياجات الشعب الإثيوبى التنموية. حوار تم خلال دقائق أسفر عن تفاهم ونتائج، فلم يتم الإعلان عن اجتماع فى الرئاسة لمناقشة وضع سد النهضة، ولم نجد من يخرج علينا باقتراحات فذة كما شاهدنا فى عهد المعزول محمد مرسى، ولكن للدبلوماسية وللسياسة رجالها.
السيسى أصدر تعليماته منذ اليوم الأول بتشكيل لجنة مصرية من بعض الوزراء المعنيين والأمن القومى المصرى، لوضع حلول على أرض الواقع، والتواصل مع الجانب الإثيوبى لإيجاد حل، ولن يسمح بتهديد الأمن المائى بمصر، وهذا ما لاحظته إثيوبيا من أن سياسة مصر تغيرت عما كانت عليه، لاحظت أيضا أن مصر تعلم يقينا ما يحاك لها من مؤامرات، وأن سد النهضة جزء من هذه المؤامرة على مصر. ولذلك أسرعت لبناء حوار للتفاهم لحل هذه المشكلة بما لا يضر بالبلدين، وكان ذلك نتيجة لما أدركته إثيوبيا أن من يقف بجانبها هم كغثاء السيل لم يستطيعوا الوقوف أمام إرادة المصريين والسيسى فى الأيام الماضية.
القلق الإثيوبى ملحوظ يدركه المسئولون، ولذلك جاء اللقاء بما لا يتوقعه أحد إلا القائمون على الوضع المصرى، ومضمون اللقاء يعلمه الجميع. ومن هنا ستفتح أبوابا جديدة للتعاون المصرى الإثيوبى الأيام القادمة، وسيكون هناك انفراجة ملحوظة فى هذا الملف.
تيمور المغازى يكتب: السيسى.. وأثيوبيا.. وآفُاق التعاون الجديد
الخميس، 03 يوليو 2014 10:07 ص