الفوضى تسيطر على وجبات رمضان الخيرية.. 137 حالة تسمم فى أسيوط.. ووكيل وزارة الصحة: التضامن الاجتماعى يجب أن تخبرنا لنراقب مطابخ الجمعيات.. ومبادرة دليل الخير: غياب التنظيم سيؤدى لكوارث فى المستقبل

الخميس، 03 يوليو 2014 02:50 م
الفوضى تسيطر على وجبات رمضان الخيرية.. 137 حالة تسمم فى أسيوط.. ووكيل وزارة الصحة: التضامن الاجتماعى يجب أن تخبرنا لنراقب مطابخ الجمعيات.. ومبادرة دليل الخير: غياب التنظيم سيؤدى لكوارث فى المستقبل أرشيفية
كتب حسن مجدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قبل أسابيع من بداية الشهر الكريم، مثلما تناثر الناس فى الشوارع يستعدون لاستقبال الشهر، تناثرت دعوات الخير وإعداد الوجبات الجاهزة وموائد الرحمن والشنط الرمضانية لتوزيعها على الفقراء، ولكن لم نر جهة حكومية واحدة تعلن مسئوليتها عن الرقابة على هذه الدعوات، أو تنظم هذه الأفكار الخيرية الهامة، الفقراء يريدون الطعام كلمة لا يمكن الوقوف أمامها، ولكن تقابلها حقيقة أن الفوضى لا تؤدى إلا لمزيد من الفوضى، لتصبح النتيجة فى النهاية هو ما حدث فى أسيوط وإصابة 137 شخص بالتسمم بسبب مجموعة من الوجبات الجاهزة التى قامت الجمعيات الأهلية بتوزيعها هناك.

حادث أسيوط، والذى يمكن أن يتكرر عشرات المرات فى ظل درجة الحرارة المرتفعة والرقابة شبه المنعدمة على هذه الأطعمة، بدأ فى أحد المطاعم الشهيرة والتى تتم الرقابة عليها من وزارة الصحة فى محافظة أسيوط، وتم نقل الأطعمة فى سيارات مجهزة حتى القرى التى توزع الوجبات، حيث استلمتها جمعية خيرية، وحتى الآن تشير التقارير الأولية إلى أن الفترة بين استلام الوجبات وتوزيعها وموعد الإفطار هو السبب فى حالات التسمم الكبيرة، والتى وفقا للدكتور أحمد عبد الحميد، وكيل وزارة الصحة بمحافظة أسيوط، نجا بعضهم من موت محقق بأعجوبة.

الحادث حرك مديرية الطب البيطرى لشن حملة على المحال هناك والنتيجة كانت 1078 وجبة تحتوى على دجاج غير صالح للاستهلاك الآدمى، ولحوم وكبد وكلاوى فاسدة، ولكن تظل مئات المطاعم هنا دون رقابة، والأهم آلاف المطابخ المنزلية ومطابخ الجمعيات الخيرية غير الحاصلة على أى تصاريح، ولا تعرف عنها وزارة الصحة شيئا.

الدكتور أحمد عبد الحميد، وكيل وزارة الصحة بأسيوط، يقول، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع": الوزارة تقوم بالرقابة على المحلات العامة، ولا توجد لدينا حتى الآن جمعيات خيرية لديها تصريح بطبخ الأطعمة أو تحضيرها، وهذه التصريحات يجب أن تكون برقابة من وزارة التضامن الاجتماعى التى تقوم بدورها بتبليغنا لنقوم بدورنا فى الرقابة الطبية على هذه الجمعيات.

ويتابع: حتى الآن لم تظهر نتائج التحليلات لنتعرف على السبب الرئيسى المسبب لحالات التسمم، ولكن أغلب الظن أنها كانت بسبب درجة الحرارة المرتفعة، والوقت الكبير الذى أخذه توزيع الوجبات، ولذلك هذا أهم ما يجب التأكيد عليه، فإن لم يكن سيتم وضع الوجبات فى الثلاجة، فيعد أقصى وقت لتركها خارج الثلاجة فى درجة الحرارة العالية الآن هو ساعة واحدة وليس أكثر، حتى لا يتكرر مثل هذا الموقف الذى كان يمكن أن يؤدى إلى حالات موت محققة لا قدر الله.

على الجانب الآخر، يقول أحمد على، أحد مؤسسى دليل الخير وهى مبادرة لتنظيم الجمعيات الخيرية، "هذا العام شهد زيادة كبيرة جدا فى عدد الجمعيات الخيرية والمبادرات الشبابية وحتى الأفراد الذين يحاولون تقديم إطعام للفقراء، ولكن مع الأسف لا توجد أى رقابة على هذه الأنشطة، وبينما يعد من المستحيل تنظيم رقابة على جميع هذه الأنشطة، يجب أن يتم تنظيم رقابة على الجمعيات الكبيرة، والأعداد التى تقدم أكثر من 100 وجبة على الأقل حتى لا نجد أنفسنا أمام مشكلة كبيرة والمئات من حالات التسمم فى النهاية".

ويتابع "على": غياب التنظيم لا يؤثر فقط على مزيد من حالات التسمم، ولكن أيضا يؤثر على وصول الفائدة القصوى من أعمال الخير، ففى الوقت الذى لا يجد شخص فيه الدواء، ويعانى بسبب غيابه، نجد فائضا فى الطعام، وإهدارا له، بسبب غياب التنظيم، فهناك ملايين الأنشطة التى يحتاجها الفقراء من دواء ومن أسقف وغيره، ولذلك يعد التنظيم الآن هو ضرورة لا بد منها، حتى لا نجد مزيدا من المشاكل فى المستقبل.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة