"الفاو": تراجع مؤشر أسعار الغذاء للشهر الثالث على التوالى

الخميس، 03 يوليو 2014 11:55 ص
"الفاو": تراجع مؤشر أسعار الغذاء للشهر الثالث على التوالى صورة ارشيفية
كتب عز النوبى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
واصل مؤشر أسعار الغذاء لدى منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة "FAO" تراجعه للشهر الثالث على التوالى، تحت تأثير انخفاض أسعار القمح والذرة وزيت النخيل، وفى ما يعكس وفرة الإمدادات وتحسن آفاق الإنتاج العالمى لهذه السلع.

وقالت "الفاو" فى بيان لها اليوم، الخميس، إنه وفقاً لأحدث التوقعات المحصولية الصادرة عن منظمة "فاو" ولتقرير "حالة الأغذية وآفاق الإنتاج العالمى من الحبوب"، تحسنت توقعات إنتاج الحبوب باعتبارها الغذاء الرئيسى فى العديد من البلدان – عقب تعديلات أخرى فى التنبؤات تفيد بارتفاع إنتاج الحبوب الخشنة وتزايد الإمداد المتوقع من القمح للفترة 2014 / 2015.

وتقدر توقعات منظمة "فاو" للإنتاج العالمى عام 2014 من الحبوب، مجموع الناتج الآن بكمية 2498 مليون طن (شاملة الأرز المقشور)، أى بارتفاع يبلغ 18 مليون طن عن الرقم المقدر سابقاً فى شهر يونيو، وإن كان ذلك لا يزال دون الإنتاج القياسى للعام الماضى بنسبة واحد بالمائة (23 مليون طن). ويعكس تعديل الزيادة الأخيرة تحسناً فى آفاق الإنتاج لمحاصيل الحبوب الخشنة والقمح بخاصة لدى الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبى والهند.

وأورد تقرير "حالة الأغذية وآفاق الإنتاج العالمى من الحبوب"، الذى تضمن تركيزاً خاصاً على البلدان النامية وتصدره منظمة "فاو" أربع مرات سنوياً، أنه "بالرغم من زيادة الإمدادات وانخفاض متوسط الأسعار، فإن أعداداً كبيرة من السكان بمناطق الصراع وتلك المنكوبة بالجفاف يحتاجون إلى مساعدة غذائية خارجية".

وبلغ مؤشر أسعار المواد الغذائية لدى منظمة "فاو"، المستند إلى أسعار سلة من السلع الغذائية المتداولة دولياً، متوسطاً مقداره 206.0 نقطة فى يونيو 2014، أى بانخفاض من 3.8 نقطة (1.8 بالمائة) قياساً على مايو|أيار وما يقرب من 6 نقاط ( 2.8 بالمائة) دون مستواه فى يونيو 2013.

وسجل المؤشر ارتفاعاً إلى أعلى مستوياته قاطبة خلال عشرة أشهر ببلوغه 213 نقطة فى مارس 2014، لكنه ما لبث أن انخفض خلال إبريل ومايو، ويونيو، على الأكثر نتيجة لتراجع أسعار الحبوب والزيوت النباتية ومنتجات الألبان. وانخفضت أيضاً أسعار السكر خلال يونيو من مستواها فى مايو، وإن ظلت أعلى من العام الماضى؛ وفى المقابل، فإن متوسط أسعار اللحوم سجل ارتفاعاً مقارنة بشهر مايو.

وبلغ متوسط مؤشر منظمة "فاو" لأسعار الحبوب 196.2 نقطة فى يونيو|حزيران، بانخفاض 10.9 مقداره نقطة (5.2 بالمائة) من قيمتها المعدلة فى مايو|، وما مقداره 36.1 نقطة (15.6 بالمائة) دون مستواها فى العام الماضى. ويعزى هذا الانزلاق أساساً إلى هبوط أسعار القمح والذرة، إذ تراجعت أسعار السلعتين بنسبة تقرب من 7 بالمائة وسط تحسن آفاق المحاصيل وتلاشى المخاوف من الانقطاع المحتمل لشحنات الإمداد من أوكراينا.

وسجل متوسط أسعار الزيوت النباتية 188.9 نقطة فى يونيو، أى بانخفاض مقداره 6.4 نقطة (3.3 بالمائة) دون مستواها فى مايو، مما عكس أشد الانخفاضات حدة فى غضون تسعة أشهر لأسعار زيت النخيل - وهو الأكثر تداولاً من بين زيوت الطعام فى العالم.

فى تلك الأثناء، بلغ متوسط أسعار الألبان 236.5 نقطة فى يونيو، بانخفاض 2.5 نقطة (1.0 بالمائة) قياساً على شهر مايو|أيار، وإن كان على نحو أقل أهمية من انخفاضات الأشهر الثلاثة السابقة.

وفى المقابل فإن أسعار اللحوم سجلت ارتفاعاً، حيث بلغ متوسطها 194.2 نقطة خلال يونيو وفق مؤشر منظمة "فاو"، و1.4 نقطة (0.7 بالمائة) أعلى من مستواها فى مايو، فيما يعكس تأزم الإمدادات العالمية.

وبينما أكد تقرير "حالة الأغذية وآفاق الإنتاج العالمى من الحبوب" توقعات مواتية عموماً لإنتاج المحاصيل والإمدادات للفترة 2014 / 2015، إلا أنه حذر فى الوقت ذاته من أن أعداداً كبيرة من السكان فى جميع أنحاء العالم يواجهون أوضاع انعدام الأمن الغذائى.

وتشير تقديرات منظمة "فاو" إلى أن 33 بلداً على الصعيد العالمى، بما فى ذلك 26 دولة بإفريقيا، هى فى حاجة إلى مساعدات خارجية نتيجة لمزيج من عوامل من الصراع وبوار المحاصيل وارتفاع أسعار المواد الغذائية المحلية.

وتمخض النزاع فى جمهورية إفريقيا الوسطى عن هبوط إنتاج المحاصيل، والتى تراجعت فعلياً عام 2013 بنسبة 34 بالمائة عن العام السابق. وقدِّر عدد الأفراد المحتاجين إلى مساعدات غذائية فى إبريل|نيسان 2014 بنحو 1.7 مليون نسمة، من أصل مجموع سكان البلاد البالغ 4.6 مليون. ووصل عدد المشردين داخلياً، اعتباراً من أواخر يونيو|حزيران إلى 536500 شخص.

كذلك يهدد تصاعد الصراعات فى أجزاء من شرق إفريقيا، إمكانيات حصول السكان على الغذاء المحلى الاعتيادى فى حين أن ظروف الطقس الأشد جفافاً من المعتاد قد تشكل خطراً إضافياً على المحاصيل والثروة الحيوانية.

وفى الصومال يقدر أن نحو 870000 شخص يقفون فى حاجة إلى مساعدات الطوارئ، وهم على الأكثر من المشردين داخلياً والأسر الفقيرة فى بعض المناطق الوسطى والشمالية الغربية المعتمدة على الرعى.

وفى جنوب السودان، منذ بدء الصراع فى منتصف ديسمبر 2013، ارتفع عدد الأشخاص الذين يعانون انعدام الأمن الغذائى بشدة إلى ما يناهز 3.5 مليون نسمة، بما فى ذلك 1.1 مليون من المشردين داخلياً.

وتزايد عدد الأشخاص الذين تمس حاجتهم إلى المساعدة الإنسانية داخل السودان، لا سيما المشردين داخلياً فى المناطق المتضررة من النزاع، إلى خمسة ملايين فرد.

وفى تلك الأثناء، أثرت الظروف الجوية المعاكسة وتصعيد الصراعات فى سوريا والعراق بقوة على إنتاج المحاصيل الزراعية وأوضاع الأمن الغذائى لدى البلدين. ففى سوريا، تشير توقعات الإنتاج المقدرة بكمية 2 مليون طن من القمح إلى انخفاض بالغ فى الإنتاج المحصولى الوطنى من الحبوب؛ وفى العراق حيث تفيد التقارير بتناقص إمكانيات الحصول على إمدادات مياه الشرب، من المحتمل أن تتفاقم ظروف الأمن الغذائى أيضاً.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة