وتحولت المقابر إلى بكاء وعويل على الشهداء، وكانت رسائل تلك الأسر من أمام المقابر "لن نخاف من الإرهاب وسنقدم أشقاء شهدائنا فى سبيل الدفاع عن الوطن، ونطالب الرئيس بالقصاص حتى يستريح الشهداء فى مقابرهم".
ففى المنيا شهدت مواقف السيارات منذ الساعات الأولى من صباح اليوم إقبالا كبيرا من الأسر التى اصطحبت أبناءها متوجهة إلى المقابر وهى إحدى العادات والطقوس المنياوية، حيث شهدت المقابر زحاما شديدا الأمر الذى يدفع كثير من الباعة الجائلين إلى التوجه للمدافن، حيث إن تلك الأيام تعد أحد المواسم الهامة لهم.
ومن أهم هذه المقابر منطقة زاوية سلطان شرق النيل التى يتجاوز عمرها مئات السنين حيث تتجمع كل أسرة داخل مدافن ذويها وتقوم بإعداد الطعام وتستعد لقضاء اليوم بأكمله داخل المقابر.
وأصبحت تلك المقابر تصرخ وتستغيث من كثرة الانتهاكات فى أيام العيد ولكن لا تجد من ينقذها بعد الزحف العمرانى عليها والتوسع فى بناء المنازل وممن اتخذوا من تلك المقابر بيوتا لهم يقيمون فيها بشكل دائم.
ويقول الحج محمد الشرف وهو من رواد بيوت أولياء الله الصالحين إن زاوية سلطان بها ما يقرب من 23 مقاما لأولياء الله الصالحين وإن هذا ما يجعل هذا المكان عامرا، وأضاف "نأتى أسبوعيا لزيارة الأولياء، والمقابر اليوم تحدث بها انتهاكات كثيرة فأصبح الناس لا يحترمون الأموات ولا يوقرون حرمة الموتى، فتجد البلطجة والمخدرات بالإضافة إلى التزاحم الشديد بين الأموات والأحياء فقد أصبح الجميع يبحث عن مكان له".
وفى أسيوط تختلف العادات والتقاليد حيث يتوجه الكثير من الأهالى لزيارة القبور قبل صلاة العيد، فيما يفضل آخرون زيارتها بعد انتهاء شعائر صلاة العيد وتستمر تلك الزيارات طوال أيام العيد حيث تشهد المقابر زحاما شديدا من المواطنين على زيارة ذويهم.
وأهم هذه العادات خلال زيارة المقابر هو الحرص الشديد من قبل الزائرين على حمل الهدايا المتنوعة من المأكولات مثل الفاكهة والكعك اعتقادًا منهم أنها تنير القبور، وأكد الكثير من الزائرين أن الهدف من زيارة المقابر كل عام هو الوفاء للموتى حتى لا يشعرونهم أنهم يفرحون بالعيد بعيدًا عنهم.
بينما فى الفيوم التى سقط منها الكثير من الشهداء منذ أيام الثورة إلى الآن، تحولت فرحة العيد إلى ذكريات للأسر التى فقدت أبناءها أو عوائلها على يد الجماعات الإرهابية حيث كانت تهنئة العيد عند أسر الشهداء مختلفة بعد أن اتشحت جدران منازلهم بالسواد وتوجهوا إلى المقابر لزيارة ذويهم، وجلست كل أم أمام قبر تحكى عن حياتها التى أصبحت بائسة بعد فراق نجلها.
وتكرر ذلك فى المنيا وأسوان وأسيوط عقب حادث الفرافرة حيث امتلأت ساحات المقابر بأسر الشهداء بعد أن غابت عنهم الفرحة فى أيام العيد وحل مكانها الدموع التى لم تفارق تلك الأسر إلى الآن.
.jpg)
.jpg)
.jpg)
أخبار متعلقة..
أهالى مدينة طنطا يقضون اليوم الأول من العيد فى المقابر