وقديما كان أول يوم العيد، الموعد المقدس الذى يلتف فيها الصغار حول الأجداد فى انتظار الحصول على الفكة، التى كانت تساوى قروش قليلة لكنها كانت تدخل على قلوبهم الصغيرة سعادة غامرة، يشترون بها الحلوى أو البمب والصواريخ أو يؤجرون "لفة عجل" من "العجلاتى" الذى يعتبر العيد موسم رزقه الوفير.
مع تقدم الزمن وتداعى قيمة القروش، ارتقت العيدية إلى الجنيهات الورقية الجديدة اللامعة، التى يحصل عليها الصغار من كل البالغين فى العائلة، ليجمعوا خلال العيد كنزا صغيرا من الأعمام والأخوال والأشقاء الأكبر سناً، ويشترون بها المسدسات المائية ومسدسات الطلق ويؤجرون الموتوسيكل، وتبتاع الفتيات حقيبة صغيرة خصيصا لتحمل فيها العيدية حتى لا تضيع منها.
مع اختفاء الشلن والبريزة، وظهور جيل فيس بوك والإنترنت، أصبحت العيدية تأخذ أشكالا مختلفة عند جيل اليوم، الذى يتعامل مع الأجهزة المتطورة ويطلبها كعيدية ينتظرها من العيد للعيد، فهناك من يطلب تليفون محمول ومن يطلب "تابلت" أو كاميرا ديجيتال كعيدية يظل يحلم بها لأيام وشهور، وفى ظل التباعد بين العائلات وقلة الزيارات العائلية أصبحت العيدية فى أغلب الأحيان تقتصر على الأسرة فقط، لذلك يصر الصغار أن تكون قيمة لأنها ربما تكون عيديتهم الوحيدة التى ستحقق لهم مشاريع العيد الكثيرة، كالذهاب إلى الملاهى أو السفر لمشاهدة حفلات النجوم فى المحافظات الساحلية بالنسبة للفئات الأكبر سنا.
أما فيما يتعلق بالأصدقاء الإلكترونيين، فأصبحت العيدية تأخذ شكلا آخر بينهم عبارة عن صور وتطبيقات تأخذ شكل العملات الورقية يرسلون لبعضهم البعض على حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعى المختلفة، مع عبارات المعايدة، وتقول "أميرة حمزة" صاحبة الـ23 عاما، إنها اعتادت كل عام أن تعيد على أصحابها بهذه الطريقة، عن طريق جمعهم عن طريق "التاج" فى صورة واحدة مطبوع فيها شكل العملات النقدية، وتضيف لـ"اليوم السابع"، "لو استخدمت الطريقة التقليدية وكلمت كل واحد من أصحابى فى التليفون أو حتى بعتله رسالة مش هخلص، والأسهل أجمعهم كلهم فى صورة واحدة عليها 50 ولا 100 جنيه، أضحك بيها عليهم وأقولهم كل سنة وإنتو طبيين".
وتعلق الدكتورة فدوى عبد العاطى، أخصائية علم الاجتماع، على تغير وتطور أشكال العيدية، قائلة لـ"اليوم السابع"، "الدنيا كلها بتتغير فطبيعى أن العيدية تتغير فى شكلها ومضمونها، وزمان كنا فى زمن "الفكة" ليها قيمتها وكان الأطفال تطلعتهم محدودة، زى أنهم يأجروا عجل أو يشتروا كيس بمب، ولما كبر الجيل ده شوية بقى يروح السينما أو الملاهى، لكن فى الزمن اللى إحنا فيه دلوقتى حتى ده مبقاش كفاية، وبقى فيه خروجات ومشاريع كتير الأطفال بيخططوا ليها مع أصحابهم، ولازم العيدية تكون مناسبة عشان يحققوا بها الطموحات دى".
وأشكال العيدية المتطورة التى ليست بالضرورة مادية، ولكنها قد تكون جهازا متطورا أو اشتراك نادى، كلها أشياء تتناسب مع التطور التكنولوجى والانفتاح على العالم، أما تطبيقات العيدية على "فيس بوك" فهى مجرد "حلاوة روح"، كما تصفها ونوع من أنواع التمسك بطقوس العيد المقدسة بين الأصدقاء بشكل رمزى، وأحد طرق المعايدة المبتكرة بين الأصدقاء التى لا تكلف شىء، وتضيف فدوى: "كل واحد عنده مئات الأصدقاء على فيس بوك وتويتر إنستجرام، فلازم تبقى العيدية رمزية عشان يعرف يعطيها لكل أصدقائه الإلكترونيين".

خمسون قرشا ورق

خمسة قروش معدن

خمسة قروش ورق

خمسون قرشا ورق

خمسة قروش ورق

عشرة قروش ورق

خمسة قروش معدن

خمس وعشورن قرش ورق

خمسون جنيها
أخبار متعلقة..
بالصور.. المصريون يواصلون احتفالاتهم مع دخول مساء أول أيام العيد.. التوافد على السينمات والمراكب النيلية بعد انخفاض حدة الحرارة.. تواجد أمنى مكثف وحملات لضبط الباعة الجائلين.. وانخفاض فى حالات التحرش