يبدأ الأمر بصانع الفتنة.. صانع الفتنة «غير المصرى وغير الفلسطينى وغير العربى» يكتب على حسابه الشخصى «المزيف» الذى يدعى فيه أنه فلسطينى.. يكتب مثلا: الجيش المصرى يرسل أطعمة فاسدة لأهل غزة بتعليمات من إسرائيل.. ثم يكتب بحسابه الآخر «المزيف أيضا» الذى يدعى فيه أنه مصرى: والله اللى مش عاجبه مساعدات الجيش المصرى يرجّعها.. ثم يدخل بحساب ثالث «مزيف أيضا» يدعى أنه قَطَرى ويكتب: وهى مصر من امتى كانت بتساعد حد؟ هى مصر لاقية تاكل؟ ده شعب شحّات.. وهكذا ينتهى دور هذا الرجل «صانع الفتنة» لتبدأ أدوار الأشخاص الحقيقيين الذين سيقرأون هذه التعليقات ويتعصبون لها.. سواء من المصريين أو الفلسطينيين أو القطريين.. ويبدأ التراشق بالألفاظ والاتهامات.. ويبدأون هم أنفسهم فى نشر هذه الكتابات الداعية للفتنة بحُسن نية وبدون قصد.. ويبدأ الشباب الصغير فى تصديق الأمر.. الأمر الذى هو كُره المصريين للفلسطينيين وكُره القطريين للمصريين.. على حين أن كل هذه المعلومات ما إلا مغالطات تم ترويجها من قبل أعداء العرب «وما أكثرهم» لدَب الفتنة والفرقة بينهم والحفاظ على حالة التشتت والانقسام الذى يضمن لهم التفوق والغلبة.
الأمر واضح وجلى ولا يحتاج ذكاء من نوع خاص لاكتشافه.. هذا بالضبط ما يحدث بعيدا عن «فوبيا المؤامرة».. يبدأ الأمر هكذا ثم تتسع فجوة الشائعات وتبدأ كرة الثلج فى التدحرج وقد تجد شخصا ما يدعى أن هذه المعلومات موثوق بها وأنه قد أتى بها من أخيه الذى يعمل فى المخابرات العسكرية بالجيش المصرى أو ما شابه. هذه الكارثة تحدث.. تحدث بسبب الفراغ لدى الشباب وعدم وجود شىء مفيد يستغلون فيه أوقاتهم.. خواء فى الوقت والفكر والقضية والهدف.. لن تجد شخصا مُهِمّا أو يعمل فى مكان مهم يشترك فى هذه المهاترات.. ستجدهم كلهم من الشباب العاطلين محرومى القدوة ومحرومى القضية.
والسؤال.. هل ستستمر هذه الحالة من نشر الفكر المخرّب حتى تنتهى أزمة البطالة وأزمة الوعى فى معظم البلدان العربية؟ بالطبع بمجرد أن تنتهى الأزمات العربية ستنتهى كل هذه المهاترات والشائعات.. ولكن المشكلة فى الأسبقية.. مَن ينتهى قبل مَن؟ «البيضة أم الدجاجة أسبق؟».. إن استمرار هذه الشائعات والمهاترات وتصديقها والسير خلفها ونشرها لن يؤدى بالمرة إلى القضاء على العطالة.. وإن انتهاء هذه الشائعات لابد أن يكون من خلال القضاء على أسبابها.. وأسبابها - كما شرحنا من قبل - العطالة والفراغ والخواء الفكرى والثقافى وقلة الوعى.. ولكى نقضى على أسبابها، فلابد من رفع كفاءة الإنتاج وزيادة معدله وتوفير فرص عمل جديدة.. ولن يرتفع الإنتاج ولا يزداد معدله فى وجود مثل هذه الأفكار الهدّامة وغيرها من الأفكار التى تدعو لعدم الاكتراث بالشعور الوطنى والقومى وتقضى تماما على شعورنا بالانتماء.. وهكذا سندور فى حلقة مفرغة ولن نصل لشىء ولن نحل شيئا من مشكلاتنا.
أكتب مقالى هذا لأشعر أننى شاركت فى الحل.. فى الحقيقة أنا لا أرى آليات واضحة للحل ولكنى أرى مسؤولية فضح المشكلة هى مسؤوليتى ومن يرى منكم حلولا عليه أن يطرحها - على نفسه على الأقل - لأن هذه الحالة من الفتنة لو استمرتْ ستبيد العرب تماما ذاتيا.. وسيشاهدنا أعداؤنا ونحن نأكل بعضنا بعضا دون أن يطلقوا هم رصاصة واحدة.
عدد الردود 0
بواسطة:
دودو
عندك حق
عدد الردود 0
بواسطة:
د. السباعي حماد
نحن دائما بغبائنا نبلع الطعوم
عدد الردود 0
بواسطة:
Mohammed
اشكرك
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد
مقال ممتاز
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرى أصلى
تحيا مصر
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرى أصلى
تحيا مصر
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرى أصلى
تحيا مصر
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرى أصلى
تحيا مصر