فى الغالب الأعم فنحن نختلف على ما لم نختار، فباستثناء بسيط للغاية، فالجميع يرث دينه من والديه وهنا ينتفى حق الاختيار، لأن الله أحب الإنسان وفضله على سائر المخلوقات بل سخر له كل المخلوقات فكان من الطبيعى أن تكون الأديان السماوية التى جاءت من عند الله بهدف إعلان الألوهية أن تدعو جميعها للحب وإلا كان هناك تناقض بين حب الله ومحبته للإنسان وبين ديانات لا تدعو للحب، فهل يسمح الله بأديان تدعو إلى كراهية الإنسان لأخيه الإنسان؟ ولكن عدم الحب والكراهية هو سلوك إنسانى سلبى لا يتسق مع الأديان ولا يتناسب مع الإنسانية، ولكن هل يدعو الخطاب الدينى فى مفهومه ونتائجه الواصلة المستقبل إلى الحب وقبول الآخر؟ لاشك أن الفكر الدينى والخطاب الدينى فى تفسير النص الدينى قد تأثر على مر التاريخ بالخلافات العقيدية والتفسيرات النصية والصراعات البشرية حول الكراسى والمناصب الكنسية، فوجدنا هذا الصراع بين الكنيسة القبطية المصرية وبين الكنيسة الغربية ذلك الصراع الذى تخطى كل القيم والمبادئ المسيحية حتى أن كلا من الكنيستين يحرم الكنيسة الأخرى أى لا يعتبرها مسيحية، والتاريخ يسجل حرب الثلاثين عاما بين الكاثوليك والبروتستانت والتى راح ضحيتها ثلاثون مليون مسيحى فى القرن السابع عشر، فهل هذه السلوكيات وتلك الممارسات لها علاقة بشعار المسيحية الذهبى «أحبوا أعداءكم، باركوا لاعنيكم، أحسنوا إلى مبغضيكم، صلوا من أجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم»، هنا للأسف نرى أن الخطاب الدينى يرفض الآخر ولا يقبله بل يسفهه ويشوه عقيدته فكل واحد يتصور أنه هو الوحيد الذى يمتلك الحقيقة المطلقة وهو الوحيد الذى يضمن ملكوت السماوات، نعم من الطبيعى أن يعتقد كل مؤمن بدين أو عقيدة أنه الحق وأن طريقه هو طريق السماء، ولكن من الطبيعى فى ذات الوقت أن يؤمن بأنه إذا كان من حقه ذلك فيصبح من حق الآخر الإيمان بنفس القدر بصحة دينه وعقيدته، خاصة أن الله أقر الحق ومنح الحرية للإنسان أن يؤمن أو يكفر، كما أن أصحاب الديانات السماوية يومنون بأن هناك حياة أخرى وأن هناك حسابا، ومن سيفصل فى هذا الحساب هو الله وليس أحد غيره، وعندما يتخذ الخطاب الدينى لكل طرف حق توزيع الإيمان والكفر كيفما يرى وحسبما يشاء، ولأن الدين يلعب الدور الأهم ويمثل الحقيقة المطلقة لتابعيه هنا يصبح الخطاب والفكر الدينى الذى يحمل رؤية خاصة وفكرا ذاتيا ومصلحة خاصة لرجال الدين ومصلحة جماعية لتمايز عقيدة عن عقيدة أخرى، يصبح مرضا خبيثا يسرى فى جسد العقيدة السليمة والصحيحة التى تفهم وتفسر النص الدينى حسب مقاصد الله العليا التى تمثلت فى الأديان والتى تدعو الإنسان، كل إنسان، الذى هو خليفة الله، الذى حببه فى عبادته والإيمان به، وإذا كان الخطاب الدينى يدعو إلى رفض الآخر المسيحى «أرثوذكس - كاثوليك - بروتستانت» الكل يرفض الكل، فما بالك بالآخر غير المسيحى؟ هنا يصبح رفض الآخر بشكل عام خطرا حقيقيا على سلامة الوطن ووحدته، فهذا الخطاب على الجانبين والرافض للآخر الدينى سيسير فى طريق رفضه وعلى كل المستويات الحياتية بما يسقط التعايش ويلغى التعاون وينفى العيش المشترك الذى لازال رغم كل المتغيرات السلبية مثلا إنسانية وحضارية للتعايش المصرى والذى لا زال يحافظ على تماسك الوطن، الخلاف فى الأديان إرادة إلهية لا تنفى دعوتها إلى الحب وقبول الآخر، والتعاون، والتعايش والعيش المشترك لن يكون فى صلاح طرف دون الطرف الآخر بل سيكون فى صالح الجميع والأهم هو عدم المتاجرة ورفض الآخر باسم الدين، فالدين اسمى من ذلك والله هو خالق الكل وأب الجميع.
عدد الردود 0
بواسطة:
سماره العمده..
أسراب الغربان ..
عدد الردود 0
بواسطة:
عادل
لكم دينكم ولي دين