دائما ما تصدمنى تلك الجملة البلهاء والتى أسمعها تتردد كثيرًا على ألسنة بعض الشباب "أنا راجل .. واعمل اللى أنا عاوزه" فتجد الشاب من تلك الفئة مُشتت أو بمعنى آخر ضايع فكريًا وليس له وِجهة فلا شىء يسيطر على فِكره إلا مواعدة الفتيات والخروج معهن, فتراه يُواعد تلك ويضحك لهذه .. يُحب فلانة ويخرج مع أخرى, متقمصًا دور الدنجوان الحبيب مبررًا لنفسه بأنه راجل ويعمل اللى على مزاجه..! أما الفتاة فإذا فعلت مِثل هذه الأمور فتصبح من وجهة نظره غير شريفة ومش محترمة وتستحق العقاب ..!
الغريب بل والمضحك فى الأمر أن أى شاب من هؤلاء حين يقرر الزواج لا يعتمد على نفسه فى هذا الأمر ويُجنب خبراته الضحلة بعيدًا رغم إنه كما نقول نحن – المصريون – "لافف وداير ومقطع السمكة وديلها" فيلجأ إلى والدته عشان تختار له عروسة من الأقارب أو المعارف لأنه بمنتهى البساطة يا سادة قد صنع معتقدًا فى ذاته بأن هؤلاء الفتيات اللاتى عرفهن لا يصلحن للزواج بأى شكل وعليه أن يجد فتاة لم تفعل مثلما فعل هو بمعنى آخر أصبح الآن لا يثق فى أى فتاة وعليه أن يترك زمام الأمور لوالدته عشان تختار له عروسة نقاوة ..!
أى منطق هذا الذى يقول بأن تحلل لنفسك شيئًا وتحرّمه على غيرك فى ذات الوقت, ودعنى أقول لك بمنتهى الصراحة إذا كنت حضرتك مشيت مع طوب الأرض إذن فمِن أين نُحضر لك القديسة الراهبة التى لم يمسسها أحد ولم تخرج مع أى شاب ولم تحادث أى رجل !؟ ولماذا هذه الازدواجية فى الفكر والمعتقدات بأن الراجل يعمل اللى هوا عاوزه لأنه راجل ! أما المرأة فلا ينبغى لها ذلك.
حقيقة الأمر هو منطق متخلف صنعه بعض الجهلاء عشان يبرروا لأنفسهم أى فِعلة خاطئة يُقدمون عليها, أخيرًا وليس بآخر عزيزى الشاب اللى عايش فى الوهم ومُتخيل أنه هيلف ويدور براحته حتى وقت الزواج فيدعك الفانوس وتطلع له بنت الحلال اللى على مزاجه وموافقه لهواه وفكره .. أقول له "كما تدين تُدان"..!
أسامة مصطفى عبد ربه يكتب: أنا راجل.. واعمل اللى أنا عاوزه..!
الثلاثاء، 29 يوليو 2014 08:09 ص