كان لمظاهر الاحتفال بالعيد فى مناطق الحرب على الإرهاب بسيناء شكلا مختلفا، فقد اختفت المظاهر المعتادة من الخروج فى مسيرات بالسيارت لتقديم التهانى، وأغلق الغالبية من الأهالى بيوتهم على أنفسهم، وافتقدوا زوارهم من مهنئيهم بالعيد، وهكذا تركت معارك الحرب على الإرهاب أثرها فى ساكنى تلك المناطق.
"اليوم السابع" رصد يوم العيد فى تلك المناطق، حيث بدت قرى الظهير، الزوارعة، وقرى التومة وأبولفيتة، وقرى المقاطعة والمهدية وامتداد جنوب رفح، خالية من حركة السيارات باستثناء عدد قليل من السيارت الملاكى والنصف نقل والتى تمر على عجل.
وقال "أحمد مسلم" أحد السائقين على الطريق، إن "الكل يخشى المرور من هذا الطريق رغم حيويته وأهميته، والسبب أنه يشهد عمليات تفجير ألغام يزرعها مسلحون مجهولون يعقبها انتشار أمنى وإطلاق النار فى محيط المنطقة ومن يمر فى تلك اللحظات قد ينال نصيبه من الرصاص وقد يقع قتيلا أو مصابا".
وعلى طول الطريق لم تظهر بين بيوت الأهالى على الجانبين أى مظاهر للعيد حيث اعتادوا تعليق الزينات، كما لم يظهر أطفال يلهون فى مرح إلا عدد قليل منهم، وافتقد الطريق لمظاهر توقف البعض لمقابلة آخرين وتهنئتهم بالعيد، وهو مافسره أحد الأهالى بالقول "أصبح لدينا حساسية أمنية ونخشى أن نترك سيارتنا تقف على جانب الطريق لأنه لو تم رصدها ستثير الشك بأنها سيارة مفخخة فى انتظار مرور رتل أمنى وتتعامل معها قوات الأمن من بعد".
المجالس البدوية فى تلك المنطقة، والتى يتم فى العيد تهيئتها لاستقبال الضيوف كانت شبة خاوية من القادمين، وقال محمود سلمان: "التزمنا بيوتنا ولانريد أن نغادرها فنصاب بطلق نارى قادم من هنا أو هناك".
وأضاف، "حتى ضيوفنا هجرونا هذا العيد فأقاربنا من مناطق العريش وبئر العبد يخشون الحضور إلينا خشية أن يطالهم مكروه وفى كل عيد اعتدنا أن يأتوا إلينا مهنئين ولكن هذا العيد لانريد أن نكون سببا فى أن يتحول عيدهم لمأتم".
والأطفال فى بعض تلك القرى انتصروا للواقع على الكبار، وارتدوا جديد ملابسهم وحملوا لعبا من أسلحة وانتشروا يلهون فى براءة ولكن الظروف حرمت من كان يقضى العيد منهم فى حديقة الحيوان بالعريش من التحرك، وقال "سمير حسن" 10 سنوات، إنه كان يصطحبه والده كل عيد إلى حديقة حيوان العريش وبرفقته أبناء عمومته، ولكنهم هذا العام لم يستطيعوا الذهاب إليهم وقضى العيد يلهو مع أصدقائه وسط مزارع الخوخ والزيتون.
بدورهم أغلق أهالى من سقطوا ضحايا نيران الحرب على الإرهاب وآخرين سقطوا برصاص مسلحين مجالسهم، وقضوا عيدهم فى صمت.
وفى قريتى "التومة" و"أبولفيتة" خيم الصمت على ماتبقى من مساكن الأهالى، فقد هجر أهالى هاتين القريتين مساكنهم هربا من نيران المواجهات ورحلوا إلى مناطق أمنة بالعريش وبئر العبد.
آثار العيد بتلك المناطق اختفت وآثار الحرب على الإرهاب واضحة المعالم مابين منازل تحولت لأنقاض ودماء أبرياء زهقت على الطرق، وآثار تفجيرات عبوات ناسفة على الممرات والدروب.
موضوعات متعلقة..
بالفيديو.. 10 نصائح للفتيات لمواجهة المتحرشين فى العيد.. وخريطة بأماكن التحرش المعتادة.. كورنيش النيل ووسط القاهرة وميدان التحرير وحدائق الحيوان والفسطاط.. أبرز بؤر التحرش
نرصد أجواء الاحتفال بالعيد فى مناطق الحرب على الإرهاب بسيناء.. اختفاء مظاهر البهجة بقرى جنوب الشيخ زويد.. أهالى الضحايا فضلوا الصمت على قبول التهانى.. والأطفال يلهون بـ"البنادق البلي"
الإثنين، 28 يوليو 2014 10:21 م
الأطفال يحتفلون بالعيد على طريقتهم
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة