صور الغرور للفنانة التونسية درة أنها تستطيع تقليد شخصية النجمة الفاتنة برلنتى عبدالحميد، وتهيأ لها أن غياب الجانب الإنسانى للشخصية عن الجمهور سيساعدها على أدائها بسهولة، ولكنها نست أو تناست أن أعمال برلنتى الفنية التى تحمل نسمات من روحها راسخة فى وجدان الملايين، وتربى عليها أجيال كاملة، وسيكشف بالتأكيد الأداء المتشنج والصامت لدرة طوال أحداث العمل.
وظهر أداؤها الباهت فى مشهد طلبها من زوجها أن ينجبا طفلا، حيث بدأ المشهد بإصلاح عبدالحكيم عامر الذى يجسده باسم سمرة لملابسه العسكرية أمام المرآة، ويقول لها «لما ما بكنش لابس بدلتى العسكرية بحس إن حتة من روحى بعيدة عنى»، وتتساءل فى برود: «ولما بكون بعيدة عنك مش بتحس إن فى جزء منك بعيد عنك»، ويلتفت إليها ويرد وهو ممسك بيديها الاثنتين «لا لأنك دايما معايا وبحس بيكى فى قلبى وخيالى» ويطبع قبلة عالية الصوت خالية من أى إحساس على يدها ويلتفت للمرآة وتقول درة له بنفس طبقة الصوت: «كان فى حاجة كدة عايزة أقولها لك إحنا بقالنا كذا شهر متجوزين بس ما فكرناش خالص فى موضوع الخلفة» إلى آخر الحوار الممل.
وبمقارنة بسيطة نجد أداء برلنتى عبدالحميد فى موقف مشابه فى فيلم «صراع فى الجبل» عندما أرادت أن تطلب الزواج من المعلم «سلُم» كما تناديه والذى يجسده محمود المليجى يبدأ المشهد بتسليط الكاميرا على «نعيمة»، برلنتى، وهى تلعب فى خصلات شعرها ويبدو عليها شىء من الحزن ويجلس «سلُم» بجوارها ويمسك بيديها وتقول له: «أنت شكلك ما بتحبنيش بأمارة ما سايبنى للبهدلة مع السكرانين» وبدلال تغير نبرة صوتها وتقول: «أهون عليك يا سلم» ويرد: «بكرة تروق وتحلى» وتتنهد قائلة: «يا ريت يا معلم نفسى ربنا يتوب عليه من الجو اللى أنا فيه، نفسى أتجوز ويبقى لى بيت زى كل الستات» ويرد عليها: «ما جمع إلا لما وفق إنتى عايشة على أنى أتجوزك وأنا عايش على» وقبل أن يكمل تندفع إليه وتشجعه على الكلام وتقول «قول يا سلم قول» ويرد عليها «إنى أقضى على فؤاد وأخوه وبعدها ألبسك الدهب والألماظ والحرير»، ويظهر على الفور ملامح خيبة الأمل على وجهها وتقول له بنبرة قوية: «أنا لا عايزة دهب ولا ألماظ ولا حرير»، وتغير نبرة صوتها لتصبح حنونة وبدلال مرة أخرى تتابع: «أنت عارف أنا عايزة إيه» ويرد عليها: «ما ساعتها هنتجوز» وتتنهد قائلة: «ياريت يا معلم» ثم ينتهى المشهد وهو يحتضنها بشدة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة