دعت صحيفة نيويورك تايمز إلى تقنين استخدام مخدر الماريجوانا فى الولايات المتحدة الأمريكية، باعتبار أن المشكلات الصحية التى تسببها تعتبر بسيطة نسبيا بالمقارنة مع الكحول والتبغ.
ويرجع حظر الماريجوانا فى الولايات المتحدة إلى عام 1937 عندما أصدر الكونجرس حظرا على بيع وتعاطى النبات باعتباره أحد أنواع المخدرات، بدعم من الرئيس فرانكلين روزفلت. لكن وفقا لبعض الروايات فإن الكونجرس سارع نحو حظر بيع النبات بعد أن شهد رجل فى إحدى جلسات الإستماع التى أجريت حول إصدار تشريع كامل لأنواع المخدرات التى يجب حظرها، أن المخدر دفع سيدة بيضاء للارتباط بعلاقة عاطفية مع رجال سود حيث كان لا يزال هناك عنصرية تجاه السود فى الولايات المتحدة.
وبحسب بعض التقارير الإعلامية الأمريكية فإن على الرغم من زيف هذه الشهادة ظلت الماريجوانا غير مشروعة وظلت رمزا للثقافة المضادة فى الستينات ووصفها باعتبارها "بوابة المخدرات" فى جميع أنحاء البلاد. وفيما لا تزال هناك 12 ولاية أمريكية تجرم حيازة حتى كميات صغيرة من الماريجوانا، فإن ولايتى كولورادو وواشنطن أباحت شرائها، فى وقت سابق من هذا العام، فيما سمحت ماساتشوستس و21 ولاية باستخدامها لأغراض طبية.
وبينما يتخذ الرئيس الأمريكى باراك أوباما نهجا صارما من تعاطى المخدرات ومن ضمنها نبتة الماريجوانا، كشف كتاب جديد حول السيرة الذاتية لأوباما، صدر عام 2012، عن تدخين الرئيس الأمريكى لنبات الماريجوانا المخدر فى شبابه، وهو الأمر الذى اعتاده الكثير من الشباب فى تلك السن.
وبحسب تقارير صحفية أمريكية فإن العديد من المسئولين الأمريكيين كانوا يتعاطون الماريجوانا فى شبابهم وهو ما أكده من قبل ويليام بينيت أبرز مؤيدى الرئيس الأمريكى السابق جورج بوش، والذى كان يلقب، حسبما ذكرت الصحيفة، بـ"قيصر المخدرات" مشيرا إلى أنه قام بتدخين الماريجوانا فى بعض الأحيان عندما كان مراهقا.
وأشارت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور إلى أن بوش نفسه عندما وجه إليه سؤال حول ما إذا كان قد تعاطى أى مخدرات منذ عقود مضت، قال لقد فعلت ذلك عندما كنت مراهقا وكانت تصرفاتى غير مسئولة.
ولم يختلف الرئيس الأمريكى الأسبق بيل كلينتون كذلك فبعيدا عما عرف عنه بأنه غير مخلص كزوج، إلا أنه اعترف بأنه قام بتدخين الماريجوانا مرة أو مرتين عندما كان طالبا بمدرسة فى إنجلترا، مشددا على أنه لم يكرر تلك الفعلة مرة أخرى.
ولا تزال الأغلبية العظمى تحظر تداول أو بيع أو استخدام الماريجوانا، فيما عدا كوريا الشمالية وأورجواى، التى لا تفرض أى قيود على المخدر، فيما تسمح إسبانيا وسويسرا بزراعته فقط.
وعلى الرغم من أن نيويورك تايمز زعمت فى دعوتها للحكومة الفدرالية إلغاء الحظر فى جميع أنحاء البلاد، إن الماريجوانا لا تسبب سوى مشاكل طفيفة نسبيا للبالغين الأصحاء، بحيث يمكن فرض حظر على البيع لمن تقل أعمارهم عن 21 عاما فقط، لوجود مخاوف مشروعة بشأن تأثيرها على عقول المراهقين، فإن التقارير الرسمية تشير إلى أن حوالى 12 من الأمريكيين، فوق سن الـ12 سنة، استخدموا المخدر خلال العام الماضى.
ووفقا لنورا فولوك، مديرة المعهد الوطنى لتعاطى المخدرات، فإن 9% ممن جربوا الماريجوانا و17% من أولئك الذين تعاطوها فى سن المراهقة أصبحوا مدنيين، وأن ما يصل إلى نصف الأشخاص الذين يدخنون الماريجوانا على أساس يومى تحولوا أيضا للإدمان. وبحسب مسح على مستوى وطنى أجرى عام 2012 حول استخدام المخدرات والصحة، فإن 2.7 مليون ممن هم فوق سن الـ12، مدمنى ماريجوانا.
ووفقا لمجلة نيو إنجلاند للطب فإن من يدخنون الماريجوانا ينخفض معدل الذكاء بشكل كبير لديهم، وكذلك يكون التأثير على الأجنة الذين تتعاطى أمهاتهم المخدر. كما تضعف الماريجوانا مهارات التفكير لأيام بعد تدخينها. وتشير الدراسات إلى أن الأشخاص الذين يدخنون الماريجوانا أكثر عرضة لتعاطى المخدرات فى وقت لاحق من حياتهم. هذا علاوة على أنها تزيد من خطر الإصابة بالذهان، الذى يفقد الإنسان القدرة على الاتصال مع الواقع ويصاب بالأوهام والهلوسة.
وترتبط الماريجوانا بالاضطرابات النفسية المزمنة، مثل مرض انفصام الشخصية، خاصة لدى أولئك الذين هم عرضة وراثيا. وقد أفادت شرطة كولورادو، الولاية التى شرعت استخدام الماريجوانا منذ يناير الماضى، وفاة شخصين مصابين بالذهان كانا يتعاطان المخدر نفسه. وفى مارس، قفز طالب من شرفة غرفة الفندق المقيم فيه، بعد تناوله كعكة بالماريجوانا، وفى يونيو قام رجل بقتل زوجته بعد تعاطيه جرعة كبيرة من الماريجوانا.
ومع ذلك فإن نيويورك تايمز اعتبرت أن القوانين التى تحظر الماريجوانا تسببت فى تكلفة اجتماعية "هائلة". مشيرة إلى أن وفقا لمكتب التحقيقات الفيدرالية تبن أن هناك 658 ألف حالة اعتقال بتهمة حيازة الماريجوانا عام 2012، وهو أعلى كثيرا من الاعتقالات لحيازة الكوكايين والهيروين ومشتقاتها. وذهبت للقول إن النتيجة هى العنصرية، إذ إن أغلب من يستخدموه هم من الشباب السود لذا يتم تدمير حياتهم بالسجن وخلق جيل جديد من المجرمين.
وفى وقت سابق من الشهر الجارى، وقع أندرو كومو، عمدة نيويورك، قانونا يقنن استخدام الماريجوانا لأغراض طبية، لتلتحق بـ22 ولاية أخرى تقنن الاستخدام الطبى للمخدر. وفى خطوة أخرى تعكس تزايد الدعم الشعبى لتخفيف القوانين، صوت مجلس النواب، مايو الماضى، على قرار منع السلطات الفيدرالية من مداهمة مرافق الماريجوانا الطبية أو المزارعين فى الولايات التى تقنن استخدامها.
لكن الكثيرين أعربوا عن رفضهم لهذه القرارات وأبدى "إى.إس لورانس"، المدرس المخضرم فى مدرسة ثانوية، قلقه حيال المراهقين واصفا الماريجوانا بأنها "البوابة نحو تعاطى المخدرات"، مع أثارها الضارة على الذاكرة والتعلم. وأكد "إنها ليست مخدرا حميدا. فطالما كان هناك خطر على الشباب فإننى ضد تشريعها".
فيما أشار آخرون أن تقنينها من شأنه أن يسمح بالسيطرة على ضرائبها وتنظيمها، لأنه تجريم الماريجوانا يبقى الأرباح فى أيدى العصابات الإجرامية. وشهدت ولاية كولورادو بالفعل دفعة اقتصادية كبيرة من تقنين الماريجوانا. إذ من المتوقع أن تجلب 48 مليون دولار فى السنة المالية الحالية كضرائب من التجزئة ومبيعات الماريجوانا الطبية.
موضوعات متعلقة..
ولاية إيلينوى تجيز علاج الأطفال المصابين بالصرع بالماريجوانا
بعد دعوة أكبر صحيفة أمريكية لتقنينها.. الماريجوانا "بوابة الإدمان" تتسبب فى تخفض معدلات الذكاء والتفكير.. أوباما وبوش وكلينتون أقروا بتعاطيهم المخدر فى شبابهم.. 22 ولاية أمريكية تستخدمها لأغراض طبية
الإثنين، 28 يوليو 2014 03:39 م
ماريجوانا
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة