الصحف البريطانية: وزير الخارجية الأمريكى يتحول لأضحوكة بالصحف الإسرائيلية.. داعش تواصل مسلسل هدم التاريخ بتفجير مسجد يعود للقرن الرابع عشر بالموصل.. فيسك: الثورات العربية نحت القضية الفلسطينية
الإثنين، 28 يوليو 2014 01:53 م
كتب أنس حبيب
وزير الخارجية الأمريكى يتحول إلى أضحوكة بالصحف الإسرائيلية
رصدت الصحيفة الهجوم اللاذع الذى يتعرض إليه وزير الخارجية الأمريكى "جون كيرى" من الصحف الإسرائيلية وسط محاولاته للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين الجيش الإسرائيلى والمقاومة الفلسطينية فى قطاع غزة.
وقال تقرير التليجراف إن الصحف الإسرائيلية بمختلف توجهاتها أصبحت تهاجم مساعى وزير الخارجية الأمريكى، وهى فى ذلك تأخذ مسلك الحكومة الإسرائيلية فى تعاملها مع وزير الخارجية الأمريكى الذى فشل من قبل فى التوصل إلى سلام بين الحكومة الفلسطينية ونظيرتها الإسرائيلية.
يرى التقرير أن هجوم صحيفة "هاآرتس" التى تمثل التيار اليسارى الليبرالى فى إسرائيل على "كيرى" له دلالة عميقة على فشل الأخير فى مهامه بالشرق الأوسط، فقد كان يتعرض عادة إلى هجوم من المعسكر اليمينى فى إسرائيل، ولكنه بات مؤخرا هدف للتيارات الإسرائيلية الأكثر مرونة وتسامح ورغبة فى السلام.
وكانت "هاآرتس" قد وصفت عن طريق الصحفى "باراك رافيد" وزير الخارجية الأمريكى بالكائن الفضائى الذى ضل طريقة، ليحط سفينته الفضائية بالشرق الأوسط دون معرفة أى شىء عن المنطقة وسياساتها وتوازن القوى بها، وهذا يبدو فى تحركاته من أجل إيقاف الصراع الدامى فى غزة.
يرى تقرير التليجراف أن الهجوم الذى يتعرض إليه "كيرى" فى إسرائيل سببه إهمال المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار فى غزة- الذى رفضتها حماس من قبل- ومحاولة التقرب إلى قطر التى تدعم حماس ومعظم الحركات الإسلامية المسيسة فى المنطقة، مشيرا إلى الصحف الإسرائيلية تبدى استغرابها من إهمال قوى مثل مصر والسعودية فى المنطقة للتقرب من قطر التى تصفها الصحف الإسرائيلية بمحطة الغاز.
يقول تقرير التليجراف أن هجوم "هاآرتس" الأخير يمثل المسمار الأخير فى نعش الثقة بين الخارجية الأمريكية واسرائيل التى تعتبر حليفة أمريكا الأولى فى الشرق الأوسط، فالعلاقة شهدت الكثير من التوتر منذ تهديد "كيرى" إسرائيل مطلع هذا العام بأنها تتحول إلى كيان عنصرى لافظ للفلسطينيين، مما يعرقل أى محاولة لتحقيق سلام فى المنطقة ويشكك فى شرعية الدولة الإسرائيلية.
داعش تواصل مسلسل هدم التاريخ بتفجير مسجد يعود إلى القرن الرابع عشر بالموصل
فجرت حركة داعش أمس الأحد جامع وضريح النبى جرجيس الذى يعود بنائه إلى القرن الرابع عشر الميلادى لتواصل مسلسل هدم المساجد ودور العبادة الأثرية فى المناطق التى تقع تحت سيطرتها فى العراق، حيث وصل عدد دور العبادة الأثرية التى تم تفخيخها إلى ما يقارب نصف الدستة حتى الآن وفقا لما نشرته الجارديان.
وكانت حركة داعش التى أعلنت نفسها خلافة إسلامية مطلع الشهر الجارى قد قامت بتفجير مسجد وضريح النبى يونس وبعده مسجد النبى "شيت" الأسبوع الماضى، معتبرة تلك الدور بدع لا تتماشى مع الشريعة الإسلامية وفقا لمنظورهم وتطبيقهم لها فى المناطق التى تقع تحت سيطرتهم.
قامت أيضا داعش بحرق الكنيسة المطرانية فى الموصل التى يقدر عمرها بـ1800 سنة، وذلك بعد طرد مسيحيى مدينة الموصل هذا الشهر، حيث أعطتهم داعش مهلة لهجر منازلهم أو دفع الجزية أو التعرض للموت، لتسطر مأساة جديدة فى العراق الممزق.
ويقول تقرير الجارديان نقلا عن الأمم المتحدة أنه منذ اجتياح داعش لمدن شمال العراق وسيطرتهم على مدينة الموصل ثانى أكبر مدن العراق، هُجر ما يقارب المليون مواطن من منازلهم حيث لجأ معظمهم بإقليم كردستان الذى أدان حاكمه "مسعود برزانى" تفجير دور العبادة الأثرية، معتبرا هذا الأمر انتهاك لثقافة العراق وتغيير فى ديموغرافية المنطقة.
فيسك: الثورات العربية نحت القضية الفلسطينية جانبا بعد أن كانت هى محور الاهتمام العربى
أشار الكاتب روبرت فيسك إلى المعاناة التى يعيشها مسيحيو الشرق الأوسط منذ اندلاع الثورات العربية، وقال إن تلك الثورات قد نحت القضية الفلسطينية جانبا بعد أن كانت هى محور الاهتمام العربى، إلا أن حمام الدم فى غزة قد غطى على المأساة المستمرة لهروب المسيحيين من المنطقة.
ويشير الكاتب إلى أن صور وأنباء النيران المشتعلة فى كنائس الموصل وهروب المسيحيين من الخلافة القاسية الجديدة، لم تجد لها مكانا فى الصحف العربية إلا فى الصفحات الداخلية، لافتا إلى أن الرئيس الأمريكى السابق جورج بوش وسياسى بريطانى آخر لم يفصح عن اسمه لا يلتفت إلى ما يحدث للمسيحيين الآن فى المنطقة.
ويشكو المسيحيون من نهر دجلة إلى البحر المتوسط متسائلين لماذا لا يدين المسلمون ما يحدث لهم، وأشار فيسك إلى تهديد تنظيم الدولة الإسلامية للمسيحيين باعتناق الإسلام أو دفع الجزية أو الموت، ونقل عن بطريرك الكلدانيين لويس ساكو قوله إن هذا يتناقض مع "1400 عام من تاريخ العالم الإسلامى من التعايش بين الشعوب وأصحاب الديانات المختلفة فى المنطقة".
وينقل الكاتب عن البطريرك قوله إن العراق نفسه قد تحول إلى "كارثة إنسانية وثقافية وتاريخية".
ويختم الكاتب مقاله بالقول "إننا ربما نجد بعض الراحة فى القول بان الخلافة الجديدة التى أعلنها تنظيم الدولة الإسلامية خرقاء ولن تستمر، ولكن ألم يكن هذا بالضبط هو ما قاله البعض عندما عاد آية الله الخمينى إلى طهران؟ وعندما استولى الحكام الديكتاتوريون الذين نفضلهم على الشرق الأوسط؟ أليس هذا ما كانوا يقولونه عن القذافى؟ ورغم ذلك ألم يستمر فى الحكم عقودا طويلة؟".
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
وزير الخارجية الأمريكى يتحول إلى أضحوكة بالصحف الإسرائيلية
رصدت الصحيفة الهجوم اللاذع الذى يتعرض إليه وزير الخارجية الأمريكى "جون كيرى" من الصحف الإسرائيلية وسط محاولاته للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين الجيش الإسرائيلى والمقاومة الفلسطينية فى قطاع غزة.
وقال تقرير التليجراف إن الصحف الإسرائيلية بمختلف توجهاتها أصبحت تهاجم مساعى وزير الخارجية الأمريكى، وهى فى ذلك تأخذ مسلك الحكومة الإسرائيلية فى تعاملها مع وزير الخارجية الأمريكى الذى فشل من قبل فى التوصل إلى سلام بين الحكومة الفلسطينية ونظيرتها الإسرائيلية.
يرى التقرير أن هجوم صحيفة "هاآرتس" التى تمثل التيار اليسارى الليبرالى فى إسرائيل على "كيرى" له دلالة عميقة على فشل الأخير فى مهامه بالشرق الأوسط، فقد كان يتعرض عادة إلى هجوم من المعسكر اليمينى فى إسرائيل، ولكنه بات مؤخرا هدف للتيارات الإسرائيلية الأكثر مرونة وتسامح ورغبة فى السلام.
وكانت "هاآرتس" قد وصفت عن طريق الصحفى "باراك رافيد" وزير الخارجية الأمريكى بالكائن الفضائى الذى ضل طريقة، ليحط سفينته الفضائية بالشرق الأوسط دون معرفة أى شىء عن المنطقة وسياساتها وتوازن القوى بها، وهذا يبدو فى تحركاته من أجل إيقاف الصراع الدامى فى غزة.
يرى تقرير التليجراف أن الهجوم الذى يتعرض إليه "كيرى" فى إسرائيل سببه إهمال المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار فى غزة- الذى رفضتها حماس من قبل- ومحاولة التقرب إلى قطر التى تدعم حماس ومعظم الحركات الإسلامية المسيسة فى المنطقة، مشيرا إلى الصحف الإسرائيلية تبدى استغرابها من إهمال قوى مثل مصر والسعودية فى المنطقة للتقرب من قطر التى تصفها الصحف الإسرائيلية بمحطة الغاز.
يقول تقرير التليجراف أن هجوم "هاآرتس" الأخير يمثل المسمار الأخير فى نعش الثقة بين الخارجية الأمريكية واسرائيل التى تعتبر حليفة أمريكا الأولى فى الشرق الأوسط، فالعلاقة شهدت الكثير من التوتر منذ تهديد "كيرى" إسرائيل مطلع هذا العام بأنها تتحول إلى كيان عنصرى لافظ للفلسطينيين، مما يعرقل أى محاولة لتحقيق سلام فى المنطقة ويشكك فى شرعية الدولة الإسرائيلية.
داعش تواصل مسلسل هدم التاريخ بتفجير مسجد يعود إلى القرن الرابع عشر بالموصل
فجرت حركة داعش أمس الأحد جامع وضريح النبى جرجيس الذى يعود بنائه إلى القرن الرابع عشر الميلادى لتواصل مسلسل هدم المساجد ودور العبادة الأثرية فى المناطق التى تقع تحت سيطرتها فى العراق، حيث وصل عدد دور العبادة الأثرية التى تم تفخيخها إلى ما يقارب نصف الدستة حتى الآن وفقا لما نشرته الجارديان.
وكانت حركة داعش التى أعلنت نفسها خلافة إسلامية مطلع الشهر الجارى قد قامت بتفجير مسجد وضريح النبى يونس وبعده مسجد النبى "شيت" الأسبوع الماضى، معتبرة تلك الدور بدع لا تتماشى مع الشريعة الإسلامية وفقا لمنظورهم وتطبيقهم لها فى المناطق التى تقع تحت سيطرتهم.
قامت أيضا داعش بحرق الكنيسة المطرانية فى الموصل التى يقدر عمرها بـ1800 سنة، وذلك بعد طرد مسيحيى مدينة الموصل هذا الشهر، حيث أعطتهم داعش مهلة لهجر منازلهم أو دفع الجزية أو التعرض للموت، لتسطر مأساة جديدة فى العراق الممزق.
ويقول تقرير الجارديان نقلا عن الأمم المتحدة أنه منذ اجتياح داعش لمدن شمال العراق وسيطرتهم على مدينة الموصل ثانى أكبر مدن العراق، هُجر ما يقارب المليون مواطن من منازلهم حيث لجأ معظمهم بإقليم كردستان الذى أدان حاكمه "مسعود برزانى" تفجير دور العبادة الأثرية، معتبرا هذا الأمر انتهاك لثقافة العراق وتغيير فى ديموغرافية المنطقة.
فيسك: الثورات العربية نحت القضية الفلسطينية جانبا بعد أن كانت هى محور الاهتمام العربى
أشار الكاتب روبرت فيسك إلى المعاناة التى يعيشها مسيحيو الشرق الأوسط منذ اندلاع الثورات العربية، وقال إن تلك الثورات قد نحت القضية الفلسطينية جانبا بعد أن كانت هى محور الاهتمام العربى، إلا أن حمام الدم فى غزة قد غطى على المأساة المستمرة لهروب المسيحيين من المنطقة.
ويشير الكاتب إلى أن صور وأنباء النيران المشتعلة فى كنائس الموصل وهروب المسيحيين من الخلافة القاسية الجديدة، لم تجد لها مكانا فى الصحف العربية إلا فى الصفحات الداخلية، لافتا إلى أن الرئيس الأمريكى السابق جورج بوش وسياسى بريطانى آخر لم يفصح عن اسمه لا يلتفت إلى ما يحدث للمسيحيين الآن فى المنطقة.
ويشكو المسيحيون من نهر دجلة إلى البحر المتوسط متسائلين لماذا لا يدين المسلمون ما يحدث لهم، وأشار فيسك إلى تهديد تنظيم الدولة الإسلامية للمسيحيين باعتناق الإسلام أو دفع الجزية أو الموت، ونقل عن بطريرك الكلدانيين لويس ساكو قوله إن هذا يتناقض مع "1400 عام من تاريخ العالم الإسلامى من التعايش بين الشعوب وأصحاب الديانات المختلفة فى المنطقة".
وينقل الكاتب عن البطريرك قوله إن العراق نفسه قد تحول إلى "كارثة إنسانية وثقافية وتاريخية".
ويختم الكاتب مقاله بالقول "إننا ربما نجد بعض الراحة فى القول بان الخلافة الجديدة التى أعلنها تنظيم الدولة الإسلامية خرقاء ولن تستمر، ولكن ألم يكن هذا بالضبط هو ما قاله البعض عندما عاد آية الله الخمينى إلى طهران؟ وعندما استولى الحكام الديكتاتوريون الذين نفضلهم على الشرق الأوسط؟ أليس هذا ما كانوا يقولونه عن القذافى؟ ورغم ذلك ألم يستمر فى الحكم عقودا طويلة؟".
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة