وزير الأوقاف يكتب فى مقدمة موسوعة التاريخ الإسلامى: حضارتنا فتحت الباب لغير المسلمين لتقلد المناصب الهامة.. وأمتنا ولادة وإن مرضت فلن تموت.. وأبناؤها قادرون على النهوض لو أخذوا بالعلم والعمل

الأحد، 27 يوليو 2014 10:36 م
وزير الأوقاف يكتب فى مقدمة موسوعة التاريخ الإسلامى: حضارتنا فتحت الباب لغير المسلمين لتقلد المناصب الهامة.. وأمتنا ولادة وإن مرضت فلن تموت.. وأبناؤها قادرون على النهوض لو أخذوا بالعلم والعمل وزير الأوقاف د. محمد مختار جمعة
كتب إسماعيل رفعت

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أكد وزير الأوقاف د. محمد مختار جمعة، أن الحضارة الإسلامية حضارة عظيمة، فهى حضارة بناء لا هدم، ولم يعرف التاريخ حضارة كانت أكثر استيعابًا وتقديرًا للحضارات الأخرى وعلومها ومعارفها، والعمل على ترجمتها، والإفادة منها، دون تحقير أو تهوين، مثل حضارة الإسلام السمحة التى فتحت الباب واسعًا أمام غير المسلمين لتقلد مناصب هامة فى الدولة الإسلامية، وبخاصة فى مجالات الدواوين، والكتابة، والمال، ناهيك عن إفساح المجال العلمى لهم فى الطب والصيدلة والفلك والرياضيات وسائر العلوم التى حرص حكام المسلمين وولاتهم على العناية بها حرصهم على العلوم الشرعية أو أشد.

وقال الوزير فى نص مقدمة موسوعة التاريخ الإسلامى التى أصدرها المجلس اﻷعلى للشئون اﻹسلامية: "إن قضايا الحضارة والثقافة أمور تراكمية لا يمكن القفز بها فوق الزمن، وإذا كان بعض علماء النفس يقولون: إن المعلومات الحديثة تفسر فى ضوء المخزون الثقافى لدى المتلقى، فكلما كان هذا المخزون وافرًا كان استيعاب الجديد والحديث أسهل وأيسر، وكلما كان المخزون شحيحًا أو ضئيلاً أو ناضبًا حدث تعثر فى الفهم بقدر هذا الشح والنضوب وتلك الضآلة".

وتابع وزير الأوقاف فى مقدمة الموسوعة: "وإذا كان هذا على مستوى الأفراد فى فهمهم واستيعابهم وقدرتهم على التعامل مع المستجدات، فإن أحوال الأمم لا تختلف كثيرًا، وإذا كان بعض الحكماء يقولون: من لا ماضى له فلا حاضر له ولا مستقبل، فإننا ندقق العبارة فنقول: من لا ماضى له فلا حاضر له ولا مستقبل إلا بجهد جهيد، ففرق شاسع بين من يبنى على أساس صلب متين، وبين من يبنى فى الهواء الطلق: ولله در الشاعر العربى حيث يقول: ومـا يـك مـن مجــد أتــوه فإنمـا توارثـــــه آبــــاء آبـائهـــــم قبــل ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): ”الناس معادن خيارهم فى الجاهلية خيارهم فى الإسلام إذا فقهوا”، فالعاقل من يأخذ من ماضيه العبر والعظات، والنافع والمفيد، ليبنى عليه فى الحاضر، وينطلق منه للمستقبل".

وأضاف الوزير: لا شك أننا نملك حضارة عظيمة حكمت العالم وسادت ربوعه قرونًا طويلة، وكان لها يد السبق فى السلطة والحكم، والعلوم والمعارف، وتميزت بأنها حضارة بناء لا هدم، فلم يعرف التاريخ حضارة كانت أكثر استيعابًا وتقديرًا للحضارات الأخرى وعلومها ومعارفها، والعمل على ترجمتها، والإفادة منها، دون تحقير أو تهوين، مثل حضارة الإسلام السمحة التى فتحت الباب واسعًا أمام غير المسلمين لتقلد مناصب هامة فى الدولة الإسلامية، وبخاصة فى مجالات: الدواوين، والكتابة، والمال، ناهيك عن إفساح المجال العلمى لهم فى الطب والصيدلة والفلك والرياضيات وسائر العلوم التى حرص حكام المسلمين وولاتهم على العناية بها حرصهم على العلوم الشرعية أو أشد.

وأكد الوزير أنه لا شك أن هذه الأمة ولادة، وأنها وإن مرضت يومًا فلن تموت بإذن الله أبدًا، ولن يجف معينها، ولا معين أبنائها، ولا تزال طائفة من أمة محمد (صلى الله عليه وسلم) ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم إلى أن تقوم الساعة، وأن أبناء هذه الأمة لقادرين على النهوض به مرة أخرى لو أن الله عز وجل هيأ لهم من أمرهم رشدًا، وأخذوا بأسباب الحضارة والرقى من العلم والعمل معًا، وما ذلك على الله بعزيز ولا ببعيد.

ونوه الوزير قائلا: إننا لعلى أمل فى أن يحدث أبناء جيلنا نقلة نوعية ليس فى تاريخ الحضارة الإسلامية فحسب، وإنما فى تاريخ الحضارة الإنسانية، شريطة أن ندرك عظم المسئولية، ودقة المرحلة، مع التفانى فى العمل، وإخلاص النية لله (عز وجل)، وتقديم مصلحة الوطن على أى مصالح شخصية، أو فئوية، أو حزبية، وصدق الله (عز وجل) إذ يقول فى كتابه العزيز: ” … فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِى الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ ” (الرعد: 17).

وأشار الوزير إلى أنه فى إطار هذا النافع المفيد يسرنا أن نقدم للمثقف العربى وغير العربى تلك الموسوعة الرائدة فى التاريخ الإسلامى، لتُلقى مزيدًا من الضوء على بعض الجوانب والصفحات الناصعة المشرفة من هذا التاريخ العظيم، وتشكل مفاتيح هامة لكثير من موضوعاته وقضاياه.




موضوعات متعلقة:


وزير الأوقاف يتفقد "الأعلى للشئون الإسلامية" فى زيارة مفاجئة





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة