ذكرت العديد من الصحف الإسرائيلية الصادرة صباح اليوم الأحد، أن القيادة السياسية والعسكرية فى إسرائيل تبحث عن مخرج لإنهاء العملية العسكرية على قطاع غزة فى أسرع وقت، بعد تجاوز عدد قتلى الجيش الإسرائيلى لـ40 قتيلا، وليجنبها انتقادات الرأى العام وسائل الإعلام فى إسرائيل.
ونقلت الصحف الإسرائيلية الصادرة صباح اليوم صور الدمار الواسع فى حى "الشجاعية" فى قطاع غزة، فى محاولة منها لإشفاء غليل الرأى العام الإسرائيلى على واقع الخسائر غير المتوقعة فى صفوف جنود الجيش الإسرائيلى، والتى تجاوزت الـ40 قتيل حتى الآن.
وتناول أكثر من خبير ومحلل سياسى إسرائيلى فى عدد من التقارير التى نشرتها الصحف العبرية اليوم، عن الدمار الواسع فى "الشجاعية"، وأنه يشبه الدمار الذى تسبب به الجيش الإسرائيلى فى الضاحية الجنوبية فى بيروت خلال حرب يونيو عام 2006.
واختارت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية صورة للدمار فى الشجاعية وكتبت تحتها: "غزة مدمرة.. حى الشجاعية فى غزة أمس"، كما نشرت صورا لـ10 جنود إسرائيليين قتلوا فى غزة، مشيرة إلى أن تلك الصور تم التقاطها خلال الهدنة التى تم الإعلان عنها أمس السبت.
وأضافت الصحيفة العبرية أن إسرائيل وافقت على "الهدنة الإنسانية" فى غزة لسببين، أولهما لأن الهدنة تمنح الجيش المزيد من الوقت لتدمير الأنفاق من دون مقاومة، والسبب الثانى لأن إسرائيل ترغب بأن يخرج أهالى غزة إلى الشوارع لمشاهدة الدمار الذى خلفته، وبالتالى الضغط على حماس كى لا تجدد إطلاق القذائف نحو إسرائيل، والعودة إلى معادلة "الهدوء يقابله الهدوء" من دون الحاجة لإعلان وقف إطلاق نار رسمى من الطرفين.
ونقلت يديعوت عن قادة الأولوية المقاتلة فى غزة قولهم إن الجيش استغل "الهدنة الإنسانية" لتدمير الأنفاق من دون مقاومة، وإن الجيش على وشك إنهاء عملية تدمير الأنفاق الحدودية.
فيما قال المحلل السياسى بالصحيفة العبرية ناحوم برنياع، الذى رافق قوات للجيش الإسرائيلى داخل غزة، أن المجلس الوزارى المصغر "الكابنيت" الذى فتح الباب أمام الوساطة الأمريكية توقع ضغطا أمريكيا على قطر لكى تضغط على حركة حماس لقبول مبادرة لإطلاق النار شبيهة بالمبادرة المصرية، إلا أن الأمر كان معاكسًا، حيث ضغطت حماس على قطر، التى فرضت موقفها على وزير الخارجية الأمريكى، جون كيرى، بخصوص شروط وقف النار.
وقال برنياع إن ما اقترحه كيرى هو عملياً "المباشرة فى محادثات تقارب بين إسرائيل وحماس برعاية أمريكية، مضيفا أنه خلال المحادثات ستعلو مطالب حماس كافة لرفع الحصار عن القطاع ولتحويل الأموال للحركة.
وأضاف المحلل الإسرائيلى أن محادثات بين إسرائيل وحماس جرت فى الماضى، لكنها كانت برعاية مصرية وليس أمريكية، وتأثيرها على حجم الحصار كان هامشيًا، وأن التدخل الأمريكى الحالى يعزز الاعتراف الدولى بحماس، ويخرج الحركة من الحملة بإنجاز كبير.
وأوضح برنياع أنه لو تقدم أى طرف آخر، أوروبى أو عربى، بهذا المقترح لرفضته إسرائيل، لكنها فضلت رفض مقترح كيرى بلطف من خلال المطالبة بإجراء تعديلات لن تتم على الأغلب.
وأضاف المحلل الإسرائيلى أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، ووزير دفاعه موشيه يعالون، والجيش يبحثون عن طريق لإنهاء العدوان على غزة، لكنهم يخشون من ردة الفعل فى الرأى العام كما يخشون الانتقادات فى الإعلام، ويخشون أن يظهر وزير الخارجية أفيجادور ليبرمان كالمنتصر نتيجة العدوان على غزة لأنه الوحيد الذى طالب باستمرار العدوان، والذى استغلها من أجل الإعلان عن انفصال حزبه "إسرائيل بيتنا" عن حزب "الليكود" بزعامة نتنياهو لأهداف شخصية ولتشكل له شعبية فى آية انتخابات قادمة.
وفى السياق نفسه ذكرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية خلال تقرير لها اليوم الأحد، أن المجلس الوزارى الإسرائيلى المصغر للشئون السياسية والأمنية "الكابنيت" سيعقد اجتماعا طارئا له عصر اليوم لمناقشة تصعيد العملية العسكرية فى قطاع غزة.
وأوضحت معاريف أن 5 وزراء من "الكابنيت"، على رأسهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وافقوا على قرار تمديد الهدنة الإنسانية فيما عارضه ثلاثة آخرون، أبرزهم وزير الخارجية المتشدد أفيجادور ليبرمان.
وفى السياق نفسه، طالب عدد من الوزراء المنتمين لحزب "الليكود" اليمينى فى الائتلاف الحاكم بتدمير القطاع، وتسديد ضربات قاسية وشديدة لحماس فى العملية العسكرية الجارية فى قطاع غزة.
من جانبه رأى النائب بالكنيست من حزب "كاديما" وزير الدفاع الأسبق شاؤول موفاز أن المرحلة التالية من العملية العسكرية يجب أن تكبد فيها قيادة حماس وأفراد الجناح العسكرى للحركة ثمنا مباشرا.
وكان قد جدد الجيش الإسرائيلى ضرباته العنيفة على قطاع غزة، حيث تم قصف مناطق عدة بالقطاع من الجو والبر والبحر، وذلك رغم تجديد التهدئة الإنسانية لمدة 24 ساعة أخرى اليوم، بزعم انتهاك حماس لتلك التهدئة وقصف المدن الإسرائيلية بقذائف صاروخية.
وقالت الإذاعة العامة الإسرائيلية إن الجيش الإسرائيلى دعا سكان القطاع الذين طلب منهم إخلاء منازلهم إلى عدم العودة إلى أماكن سكنهم مرة أخرى.
وأضافت الإذاعة العبرية أن مناطق "الشارون" و"السهل الساحلى" ومدينتى "أشدود" و"أشكلون" قد تعرضت صباح اليوم الأحد لعدد من القذائف الصاروخية، ولم تقع إصابات مباشرة.
موضوعات متعلقة
شتاينماير:نزع السلاح وتحسين الظروف المعيشية فى غزة شرطان لهدنة دائمة
صحف تل أبيب تكشف: حكومة نتنياهو تبحث عن مخرج من أزمة غزة بعد تجاوز عدد القتلى الـ40.. وتنشر صور الدمار فى "الشجاعية" لإشفاء غليل الرأى العام الإسرائيلى.. ووزراء بـ"الليكود" يدعون لتدمير القطاع
الأحد، 27 يوليو 2014 01:29 م