يشرق علينا عيد الفطر المبارك بعد أن ودع المسلمون شهر رمضان بأيامه الفاضلة ولياليه العامرة، وقد فاز فيه من فاز بالرحمة والمغفرة والعتق من النار، وخسر فيه من خسر بسبب الذنوب والمعاصى.
يأتى _عيد الفطر فى نهاية الشهر الكريم ليفرح الفائزون والطائعون بطاعتهم لله تعالى، ليكون (يوم الجائزة).
ولقد عرف الصحابة والتابعون المعنى الحقيقى للأعياد، فكل يوم يمر على الإنسان دون أن يعصى الله فهو عيد.
دخل بعض الصحابة على (الإمام على بن أبى طالب )كرم الله وجهه فى يوم عيد، فوجدوه يأكل خبزا فيه خشونة، فاعترضوا عليه قائلين: يا أمير المؤمنين، يوم عيد وخبز خشن، فقال لهم: اليوم عيد لمن؟! اليوم عيد لمن؟! اليوم عيد لمن قبل بالأمس صيامه وقيامه،عيد لمن غفر ذنبه وشكر سعيه، اليوم لنا عيد، وغدا لنا عيد، وكل يوم لا نعصى الله فيه فهو لنا عيد).
يقول ابن رجب(رحمه الله): ليس العيد لمن لبس الجديد، إنما العيد لمن طاعته تزيد، ليس العيد لمن تجمل باللباس والركوب، إنما العيد لمن غفرت له الذنوب، فى ليلة العيد تفرق خلق العتق والمغفرة على العبيد، فمن ناله منها شىء فله عيد، وإلا فهو مطرود بعيد (لطائف المعارف).
والعيد فى الإسلام له معنى ربانى بأن لا ينسى الإنسان ربه بالعبادة والذكر والطاعة فى يوم العيد، ومعنى إنسانى اجتماعى، فالمسلم يفرح بفضل الله تعالى عليه ويتواصل مع غيره ويوثق الرابطة الإيمانية بينه وبين إخوانه المسلمين.
شرعت الأعياد فى الإسلام لحكم سامية ومقاصد عالية، ومنها:
_ذكر الله تعالى وإظهار نعمته على عباده، وشكره سبحانه على تمام نعمته وفضله وتوفيقه لعباده على إتمام العبادات، وقد أمر الله سبحانه وتعالى عباده عند إكمال العدة بتكبيره وشكره، قال تعالى: (ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون ) (البقرة 185) .
_أن تكون فرصة لتوطيد العلاقات الاجتماعية بالتزاور والتلاقى، والتآلف والتعارف ونشر المودة والرحمة بين المسلمين، قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا). رواه البخارى.
العيد فرصة عظيمة لتوطيد الصلات والعلاقات واجتماع الأحباب ومصافحة الأفئدة والقلوب قبل الأيدى ويعم الود والصفاء جميع أفراد المجتمع.
_التذكير بحق الضعفاء والعاجزين ومواساة المحتاجين، وإغناؤهم عن ذلك السؤال فى هذا اليوم، حتى تعم الفرحة كل أسرة وتشمل كل بيت، ومن أجل ذلك شرعت الأضحية فى عيد الأضحى المبارك وصدقة الفطر فى عيد الفطر.
أعاد الله علينا وعليكم وعلى الأمة الاسلامية عيد الفطر المبارك بالخير واليمن والبركات، ونسأله _تعالى_ أن يكون قد كتبنا فى رمضان من الفائزين المنتصرين الغانمين.
صورة ارشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة