تناولت فى الجزء الأول من المقال الذى أكتبه بدم القلب، وعيون تنزف دموعا على أغلى وأشرف أبناء مصر من الجنود والضباط ضحايا مجزرة رفح الأولى، الذين تورطت حماس باغتيال 16 شهيدا منهم، والمحزن أن ما تردد وقتها عن تورط رئيس مصر المعزول مرسى بشكل أو بآخر فى هذا الأمر فهو كان ينفذ تعليمات قيادة جماعته الإرهابية بضمير ميت لتحقيق مكاسب سياسية للجماعة التى كانت تضع مصالحها قبل مصلحة الوطن، وما يؤكد ذلك من وجهة نظر البعض أن الرئاسة حينها طالبت الإعلام بعدم الخوض فى تحقيقات المجزرة رغم أن الأجهزة السيادية قدمت صورة من التقرير بأسماء المتورطين للرئيس المعزول لكنه لم يتخذ أى قرار ضدهم، بل على العكس ترك لهم الحبل على الغارب .
هؤلاء الإعلاميون الذين التزموا بتعليمات المعزول مرسى هم أنفسهم الآن الذين يتباكون فى الفضائيات على الضحايا الذين استخدمتهم حركة (حماس) الإخوانية ليكونوا وقودا لمعارك التنظيم الدولى للإخوان ورغبة قطر وتركيا الانتقام من مصر، وتصدير مشكلة غزة لمصر بفرض شروط تمس السيادة الوطنية على معبر رفح كمقدمة لتحويل سيناء إلى "وطن بديل" للفلسطينيين فى غزة وهذا ما أصبح يفهمه كل المصريين.
ويشن بعض الإعلاميين تجار الدم حملات هجوم ضارية على الرئيس السيسى والجيش والشرطة، وأطالبهم بصفتى مواطنة مصرية أن يقولوا خيرا أو يصمتوا، فلن نقبل من الذين يجلسون فى منازلهم الفاخرة، ويتقاضون أجورا بالملايين، المزايدات على رجال الجيش والشرطة الذين يحملون أرواحهم على أياديهم فى سيناء وحدود مصر الغربية والجنوبية، وشتى أنحاء مصر للتصدى لعصابة الإخوان الإرهابية ومن يدعمها فى الداخل والخارج للإصرار على الدفع بمصر فى مستنقع حرب غزة، أو الحرب الأهلية داخل مصر، لكن لا ولم ولن يتحقق ذلك وستنتصر مصر فى النهاية، وتحاسب كل الذين أساءوا إليها وتآمروا عليها وحرضوا على جيشها وشرطتها، وتذكروا أسماء كل شهداء مصر من رفح للفرافرة بالوادى الجديد، ولو اتسع المجال لذكرهم بالاسم لكتبت جميع أسمائهم حتى يظلوا حاضرين فى ضمير وذاكرة المصريين شعبا ومسئولين، وتبقى المطالبة بالقصاص لأرواحهم واجبا على سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى وقادة الجيش والشرطة، الذين وعدونا بالثأر لأبنائنا حتى يفكر المجرمون والإرهابيون ألف مرة قبل الإقدام على تكرار هذه المذابح، فمصر لا ولم ولن تكون مستباحة بإذن الله تعالى، مادام لدينا رئيس كالسيسي، ورجال كأبطال جيشنا وشرطتنا الذين يقدمون يوما تلو الآخر شهداء لإجهاض المؤامرات ضد مصر وشعبها ومؤسساتها، وإشاعة الذعر فى مجتمعنا المسالم المتسامح.
وأذكر بعض الإعلاميين الذين نعرفهم بالاسم أن قوات جيشنا الوطنى لعبت ومازالت تواصل دورا حيويا فى عمليات تمشيط سيناء لرصد تحركات الإرهابيين واستهداف البؤر الإجرامية التى يستخدمونها فى اجتماعاتهم وتدريبهم، وضبط كميات كبيرة من الأسلحة ومنها أسلحة ثقيلة لا تملكها سوى الجيوش النظامية، ولن أخوض فى تفاصيلها لاعتبارات الأمن القومى، لكن سأكتفى بنتيجة الحملات التى أسفرت عن تدمير نحو 90 % من البنية الأساسية للتنظيمات الإرهابية، و95% من الأنفاق بين مصر وغزة.
وأذكر الإعلاميين الذين يزايدون على الرئيس السيسى بأبرز الأحداث التى شهدتها سيناء ومنها حادث رفح الثانى الذى استشهد فيه 27 مجندا وأصيب 2 آخرين برفح حيث كانوا فى طريقهم لتسليم مهماتهم لأداء الخدمة العسكرية، بالإضافة لتفجير كمين الريسة الذى راح ضحيته استشهاد 4 وإصابة 3 جنود، وغيرها .
ويروى المجند مينا ممدوح الناجى الوحيد بمجزرة رفح الثانية التى راح ضحيتها 27 مجندًا بالأمن المركزى، أن الجناة ظهروا ملثمين وأجبروهم على الاصطفاف، وردد أحدهم هتافات وأطلق عليهم أعيرة نارية وقال فى تحقيقات النيابة التى نشرتها الصحف : لما وصلنا أول طريق رفح ـ العريش أوقفوا السيارة التى كنا بها وظهر ملثمون حاملين أسلحة آلية وأجبرونا على النزول، وجاء نحونا أحدهم وفتح باب السيارة، وسألنا : أنتم عساكر، فأنكرنا لكنه قال: لأ أنتم عساكر، ووقفونا طابور وطلبوا منا وضع أيدينا خلف ظهورنا والانبطاح على الأرض واستجبنا، وبعدها ضربونا بالنار من كل الاتجاهات، وهربوا فى الصحراء، فأصبت بأربع طلقات ورأيت زميلى محمد وهو يموت، وحاولت أشوف أى عربية علشان تودينا المستشفى، لكن لم أستطع ورحت فى حالة إغماء.
فى ذاكرتى ومذكراتى حكايات مريرة لا حصر لها آخرها "مذبحة الفرافرة " بالوادى الجديد، وأعرف أن رجال الجيش والشرطة يواصلون الليل بالنهار لحماية حدود مصر والجبهة الداخلية، لهذا أشعر بالاشمئزاز من بعض الإعلاميين الذين يتطاولون عليهم لأجل معركة حماس وإسرائيل التى حاولت مصر حقن الدماء فيها ووقف مسلسل الضحايا، لكن حماس لأسباب صار يعرفها الجميع رفضتها بعجرفة، وانطلقت حناجر مجاهدى الفنادق فى قطر وتركيا للإساءة لمصر شعبا ورئيسا وجيشا كأننا نحن الذين نحاربهم، رغم انتزاع القيادة المصرية موافقة إسرائيل بضغوط رهيبة لوقف إطلاق النار، بمبادرة لا تختلف كثيرا عن مبادرة مرسى فى جوهرها، لكنهم رفضوها ليس بسبب مضمونها، لكن لإحراج مصر، ويتحدثون الآن عن مبادرة قطرية متجاهلين حقيقة بسيطة تؤكد أن تهميش الدور المصرى حماقة، لاعتبارات الجغرافيا السياسية والأوراق التى تملكها مصر.
هبة المصرى تكتب: حماس بين مذابح رفح والوادى (2 /2)
السبت، 26 يوليو 2014 02:14 ص
قصف على غزة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
انجي
مصر فوق الجميع
الله عليكي يا هوبه مقال في الجول