احتشد الآلاف فى ميدان المنشية بمدينة الإسكندرية لسماع خطاب جمال عبد الناصر فى مثل هذا اليوم "26 يوليو 1956"، وترقب العالم كله ماذا عنى بكلمته "موتوا بغيظكم" التى وجهها قبل يومين إلى أمريكا ردا على قرارها بسحب تمويلها لـ"السد العالى".
كانت وقائع اليوم كثيرة قبل بدء "عبد الناصر" لخطابه، وتأتى بالتفصيل فى كتاب "قناة السويس والأيام التى هزت الدنيا" للمهندس عبد الحميد أبو بكر الرجل الثانى فى قيادة المجموعة التى قادت علمية التأميم، وتشمل الوقائع كل ما يتعلق بالقرار التاريخى الذى يعتزم عبد الناصر إعلانه وهو تأميم القناة، فالمجموعة التى ستتولى عملية التأميم بقيادة "محمود يونس" أعدت خطتها بسرية كاملة وحرفية هائلة، وشملت أماكن التنفيذ كل مواقع القناة فى بورسعيد والسويس والإسماعيلية ومكتبها الإدارى فى "جاردن سيتى"، وقبل الخطاب بساعتين استدعى عبد الناصر مجلس الوزراء وأعضاء مجلس قيادة ثورة 23 يوليو للاجتماع، وأبلغهم بالقرار فانقسم المجتمعون حوله، وانتهى الاجتماع بقول عبد الناصر لهم: "أريد أن أكون منصفا لكم جميعا، فأسجل هنا أننى أتحمل مسئولية قرار التأميم، وللشعب المصرى والتاريخ أن يحاسبنى عليه، فلست أريد لأحد منكم أن يتحمل مسئولية قرار خطير لم يعرف به إلا قبل إعلانه بوقت قصير".
كانت الساعة الثامنة والنصف مساء وقت أن بدأ عبد الناصر خطابه التاريخى الذى استغرق ثلاث ساعات، وأنصت إليه العالم، وشمل شرحا وافيا لقصة مصر مع القناة منذ حفرها بسواعد المصريين الفقراء، وسيطرة فرنسا وبريطانيا عليها، وكانت كلمة "ديليسبس" فى الخطاب هى كلمة السر المتفق عليها لبدء تنفيذ عملية التأميم فور نطق عبد الناصر بها، يقول أبو بكر: "خشى عبد الناصر أن تفلت كلمة السر من أسماعنا، فأخذ يكرر اسم "ديلسبس" أكثر من مرة، كرره 17 مرة، بلا ضرورة فى بعض الأحيان، ليتأكد أننا تلقينا الإشارة المتفق عليها، غير أننا كنا قد سمعنا تماما، بل أننا تلقينا الإشارة من أول مرة نطق فيها اسم "ديليسبس" وكانت الساعة حوالى العاشرة مساء".
قال عبد الناصر: "الآن وأنا أتكلم إليكم يقوم أخوة لكم من أبناء مصر، ليديروا الشركة العالمية لقناة السويس ويقوموا بعمل الشركة، الآن فى هذه اللحظة يتسلمون شركة القناة المصرية"، وفور الانتهاء من هذه العبارة كانت "مجموعة التأميم" داخل مبانى الشركة فى مدن القناة الثلاث، وفتح سكان العمارات القريبة منها الشبابيك والأبواب ليتأكدوا مما سمعوه فى الخطاب فتأكدوا من الحقيقة، وفى أقل من ساعتين تمت السيطرة على جميع مكاتب الشركة وجرد المكاتب والخزائن وارتفع علم مصر عليها بدلا من علم القناة، وأثناء ذلك طلب صحفى سويدى اسمه "أندرسون" كان يتابع الحدث مقابلة المسئول عن العملية، فأدخلوه إلى "يونس" ليجد شخصا بسيطا يفترش الأرض عمره 43 عاما، واللافت أن الاثنين اللذين شاركا فى قيادة عملية التأميم كان عمرهما "33 عاما" ومحمد عزت عادل "31 عاما"، هكذا كان الشباب.
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 26 يوليو 1956.. عبد الناصر يكرر اسم ديليسبس 17 مرة فى خطابه لإعطاء كلمة سر تأميم قناة السويس
السبت، 26 يوليو 2014 07:51 ص
قناة السويس
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة