أشرف الزهوى يكتب: كفانا إعلانات مستفزة

الإعلانات التى شاهدناها فى رمضان كانت صادمة؛ حيث تناول أغلبها الحث على مساعدة مصر بالتبرع بالمال حتى ولو بجنيه واحد ثم جاءت بعض الإعلانات المستفزة التى تدعو أهل مصر لشراء فيلا أو شاليه أو شقة فاخرة فى أرقى المناطق الجديدة، وكانت فكرة هذه الإعلانات تقوم على المقارنة بين حياة الناس فى مصر فى ظل الضجيج والزحام وحياتهم فى المناطق التى يدعونا الإعلان للعيش فيها. وكان الإعلانات الاكثر استفزازا؛ ما أعلنه أحد البنوك عن منح القروض للمصريين حيث كنا نعتقد أن الهدف من ذلك تشجيع الشباب على بدء مشروعات صغيرة مدروسة يحتاجون فيها إلى المال ولكن للأسف الشديد كان الإعلانات عن الإقتراض لسد الحاجات الضرورية والاستهلاكية وكأن هذا الإعلان بمثابة المصيدة التى ستقود المقترض إلى أسر الاستدانة فالدين هم بالليل وذل بالنهار . كيف يمكن للمصريين البسطاء تفسير هذا التناقض فالدولة تدعو أبناءها للوقوف والمساندة من أجل تحقيق خطوات حقيقية على طريق التنمية التى طالما تغنينا بها لسنوات طويلة دون إنجاز وتناشد الجميع للتكاتف والتقشف والمشاركة بقدر الاستطاعة فى الوقت الذى تنبئ فيه الإعلانات عن القصور والفلل والشقق والشاليهات بهذا الكم عن توجهات استثمارية لطبقة من الأثرياء الذين يشترون العقارات الترفيهية بأموال طائلة وهذا حق طبيعى ولكن لايتفق والحالة الشعبية الغالبة فى المجتمع الآن. وكان من البديهى بعد نجاح مستشفى السرطان للأطفال 57357 أن تعلن الدولة عن إنشاء مستشفى لسرطان الأطفال ولمرضى فيروس سى فى كل محافظة مصرية وتدعو أهل كل محافظة لإنشاء وتجهيز هذا المستشفى من الجهود الذاتية وفى يقينى أن أهل كل محافظة سيسهمون بقوة لإنشاء مثل هذا الصرح على أرض محافظتهم. دعوة المواطن للمشاركة والتبرع للوطن يجب أن ندعمه بتخصيص المال المتبرع به ليخدم المشروعات التى تقام فى محافظة كل متبرع. مع مراعاة ظروف المحافظات الأكثر فقرا. النظرة الشاملة يجب أن تضم كل محافظات مصر. القاهرة والإسكندرية هى المرآة التى ينظر العالم من خلالها لمصر ولكن لا يجب أن يثنينا ذلك عن التركيز على كل محافظات مصر ولماذا لا نركز الضوء الإعلامى على المحافظات التى نجحت بالجهود الذاتية فى تحقيق تنمية حقيقية مثل محافظة دمياط قلعة صناعة الأثاث فى مصر.

لماذا لا نحفز المصريين على المنافسة بين المحافظات لكى تخرج من أزماتها بجهد وعرق أبنائها على أن تضع الحكومة كل إمكاناتها لمساندة المحافظين الأكفاء الذين ينجحون فى تحفيز همم أبناء المحافظة . و(كفانا إعلانات مستفزة أو تافهة).