تستعد دول حوض النيل الشرقى "مصر والسودان وإثيوبيا" لعقد جولة مفاوضات ثلاثية بالخرطوم منتصف الشهر المقبل لاستكمال المفاوضات حول النقاط الخلافية بين مصر وإثيوبيا بشأن سد النهضة والشواغل المصرية تجاهه فى ضوء البيان المشترك الصادر عن القمة المصرية الإثيوبية، التى عقدت بين الرئيس عبد الفتاح السيسى ورئيس الوزراء الإثيوبى "ديسالين"على هامش القمة الإفريقية فى مالابو، حيث سيكون إطار المفاوضات الثلاثية.
وأكد الدكتور حسام مغازى، وزير الموارد المائية والرى، أن هناك تكاتفا من جميع الوزارات المعنية بملف سد النهضة، فضلا عن دعم مؤسسة الرئاسة لإصلاح ما تم إفساده فى الوقت السابق من زعزعة الثقة مع الجانب الإثيوبى، بفضل عدم وجود تخطيط استراتيجى للتعامل مع دول حوض النيل، وخاصة إثيوبيا.
وقال مغازى نتطلع إلى أن يكون الاجتماع بداية لإنهاء الأزمة، مشيرًا الى أن المفاوضات ستعتمد على مبدأ "لا ضرر ولا ضرار" وكما أننا نتفهم حق إثيوبيا فى التنمية وتوليد الكهرباء، فعليهم أن يقدروا حق مصر فى المياه مشيرًا إلى أن الوفد المصرى سيسعى إلى التوفيق بين هذه المبادئ، متوقعًا أن يكون الجانب الإثيوبى إيجابى ويقدم تطمينات إلى أن هذا السد لن يخلف أى أضرار ولن يؤثر على حصة مصر من المياه.
وأوضح مغازى أن المفاوضات ستبدأ من حيث انتهت اللجنة السابقة لتقييم السد، مشيرًا إلى أن اجتماع الخرطوم سيعتمد على البيان المشترك، قائلًا " لن نبدأ من الصفر" مشيرًا إلى أن نقاط الخلاف السابقة كانت تتمثل فى رغبة مصر بوجود طرف دولى محايد إلا أن إثيوبيا رفضت.
وأضاف مغازى أن جميع نقاط الاختلاف ستكون موضوعة ضمن جدول زمنى للتفاوض لحلها، حتى لا نضيع الوقت فى التفاوض مشيرا إلى أن السودان هى الدولة المضيفة ونحن نرحب بالسودان بصفتها رئيس مجلس وزراء المياه وستلعب دورا محوريا فى جولة المفاوضات الجديدة.
وأوضح أنه سيتم طرح عدة مقترحات حول كيفية الاستعانة بالخبراء الأجانب فى اللجنة المعنية باستكمال الدراسات البيئية والهيدروليكية، والاجتماعية والاقتصادية، فضلًا عن الدراسات المتعلقة بأمان السد والتى تم الاتفاق مع الجانب الإثيوبى على تشكيلها، بالإضافة إلى بحث نقاط الاختلاف والتى تتعلق بالجهة الدولية هل ستبدأ عملها مع بداية الدراسات التفصيلية للمشروع أو بعد انتهاء اللجان الوطنية من عملها، مشيرا إلى أن مصر تطالب الجانب الإثيوبى بتطمينات فيما يتعلق بسلامة جسم السد ونظام الملء والتفريغ وسياسة التشغيل بشكل عام.
وأضاف الوزير ننتظر من الجانب الإثيوبى الرد على استفسارات مصرية تتعلق بسلامة السد بأبعاده الحالية، خاصة وأن المواجهة المباشرة من خلال المفاوضات هى أفضل الحلول لهذه الخلافات، متوقعا أن تدور فى جو إيجابى وتفهم الأطراف الثلاثة وتطلعنا إلى نتيجة ترضى جميع الأطراف.
وأشار مغازى إلى أن وزير المياه السودانى أكد له أن السودان يرتضى بأى اتفاق بين البلدين، خاصة وأن هناك دفئا فى العلاقات مع السودان بعد زيارة الرئيس السيسى للسودان عقب انتهاء القمة الإفريقية .
وكان الرئيس عبد الفتاح السيسى ورئيس وزراء إثيوبيا هيلى ماريام ديسالين قد اجتمعا على هامش القمة الإفريقية فى غينيا الاستوائية الشهر الماضى، وأعلنا التزامهما بمبادئ التعاون والاحترام المتبادل وحسن الجوار واحترام القانون الدولى وتحقيق المكاسب المشتركة، واتفقا على الاستئناف الفورى لعمل اللجنة الثلاثية فى شأن السد بهدف تنفيذ توصيات لجنة الخبراء الدولية، واحترام نتائج الدراسات المزمع إجراؤها خلال مختلف مراحل المشروع، وتشكيل لجنة عليا تحت إشرافهما المباشر، لتناول جوانب العلاقات الثنائية والإقليمية كافة فى المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية.
أخبار متعلقة
نبيل فهمى:مستمر فى العمل العام بعيدا عن المجال الحزبى..التداول الإعلامى المتضارب لقضية سد النهضة تسبب فى أزمات..وإسرائيل لا تؤيد قيام دولة فلسطينية وقدوم كيرى فى هذا التوقيت دلالة لقرب وقف إطلاق النار
مصر تُعد ملفا فى الجولة الجديدة من مفاوضات سد النهضة منتصف أغسطس.. وزير الرى: نعمل مع الوزارات المعنية بدعم من "الرئاسة".. والسودان تلعب دورا محوريا فى التفاوض.. وسنضع نقاط الخلاف فى جدول زمنى لحلها
الجمعة، 25 يوليو 2014 03:01 م