"قيس وليلى" "روميو وجولييت" "عنتر وعبلة" وغيرها من الأسماء التي تختذل قصص حب أسطورية صمدت في وجه الزمن لقرون، عانى أصحابها الأهوال وعلى الرغم من ذلك ظل حبهما صامدًا، سواء كانوا أشخاصًا حقيقيين من لحمٍ ودم، أو أبطال من ورق ولدوا فقط في خيال كتاب عظام، استلهموا قصصهم من حكايات واقعية.
ومثلما خرجت مسرحية شكسبير الشهيرة "روميو وجولييت" بثنائي شهير للعشاق، تخرج علينا الدراما بين حينٍ وآخر بثنائي جديد، لتطور القصة من "روميو وجولييت" في القرن الـ 16، إلى "إم إم وعرنوس" في 2014.
"ونيس ومايسة" ثنائي التسعينات العقلاني
يظن البعض أن موضة تحول ثنائيات الدراما إلى نماذج لقصص الحب بالنسبة للشباب ظاهرة حديثة، ظهرت بها الدراما التركية، إلا أن الثنائي المصري "ونيس ومايسة" كانا لهما السبق في ذلك، حتى تلاشى اسم المسلسل تقريبًا "يوميات ونيس" وكان الكثيرون يرددون اسم "ونيس ومايسة".
الثنائي الذي جسده الفنانان القديران "محمد صبحي" و"سعاد نصر" برز في التسعينات، حيث كان عرضه الأول في العام 1994، وفي الإطار الاجتماعي الكوميدي الذي يتناول مشاكل المجتمع المتنوعة في ذلك الوقت، برزت العلاقة الرومانسية بينهما، حتى أن الشباب لا يزالوا إلى الآن يتداولون العديد من الصور لهما، مع عبارات وحوارات على لسانهما، وكان أهم ما يميز العلاقة بينهما الاحترام المتبادل، فضلاً عن إطارها الشرعي والسوي والتي كان القائمين على المسلسل يقدمون من خلالها العديد من القيم والنصائح غير المباشرة لحياة زوجية قويمة.
"فارس وفرحة" ثنائي أواخر التسعينات الحزين
قصة حب مركبة ومعقدة للغاية شغلت قلوب الشباب في أواخر التسعينات، وحظيت باهتمام واسع جعلها تسكن ذاكرة الكثيرين إلى الوقت الحالي، وهي قصة "فارس" و"فرحة" في مسلسل "الضوء الشارد".
القصة التي اكتسبت جاذبية خاصة من صعوبة الظروف التي عايشتها، وواجتها، وظل الحب بين الثنائي الذي جسد دوره الفنانين "محمد رياض" و"منى زكي" حلمًا يراود الكثيرين، مؤكدًا لهم أن الحب لا يعترف بفروق اجتماعية ولا ثقافية، ويعيش حتى بعد الموت. بعدها قصة الحب بين "فرحة" نفسها، و"رفيع بيك" شقيق "فارس " الأكبر بعد وفاة الأخير.
"البوسي كات" و"سيف" قصة حب لا تعترف بالفروق الاجتماعية
في بدايات الألفية الثانية، تحديدًا في العام 2003، خرجت دراما "البنات" الاجتماعية بالعديد من قصص الحب، التي تزيد عن 4، إلا أن أكثرهم حظًا كانت قصة "منة ـ البوسي كات" ابنة الأسرة المتوسطة، مع "سيف" الشاب الثري جدًا المرفه الذي يقع في حبها، ويستعد للتضحية بكل ما يملك لتتوج قصتهما بالزواج، وبعد أن يجتمع شملهما يقعا في تحدي أصعب، وهو تعرض "سيف" لحادث يفقده القدرة على المشي، وينجحا أيضًا في تخطي هذه الأزمة، وهو ما جعل القصة تكتسب الثقل الأكبر بين الشباب وحظيت بإعجاب كبير للغاية.
"تامر وشوقية" ثنائي رومانسي بنكهة كوميدية
في العام 2006 اكتسبت قصة حب "تامر وشوقية" في مسلسل بالاسم نفسه رواجًا كبيرًا بين الشباب، على الرغم من كونها تعكس هي الأخرى هوة شاسعة في الوضع الاجتماعي والثقافي للزوجين، إلا أن حبهما والقالب الكوميدي الذي وضعا فيه أكسبها روحًا جاذبة للشباب.
قصص الحب التركي.. أم الأجنبي
في العام 2007 بدأ الغزو التركي للدراما في العالم العربي، بقصص الحب الأسطورية، والمبالغ فيها في أحيان كثيرة، والتي خطفت إعجاب الكثير من الشباب على الرغم من عدم توافقها مع قيم المجتمع العربي بشكل عام، والمصري خاصة، بدأت الحمى بثنائي "مهند ونور" ثم "مهند وسمر" و"يحيى ولميس" و"أمير وفريحة" وكذلك "كريم وفاطمة" و"السلطان سليمان وهيام".
وقدمت الدراما التركية تيمة بعيدًا تمامًا عن المعتادة حول قصص الحب الأسطورية التي دائمًا ما تتسم بالعذرية والحب الأفلاطوني والتضحية وهالة من المثالية، إذ كانت الكثير من هذه القصص شاذة عن عادات المجتمع وتقاليده، والكثير منها غير شرعية إلا أنها خطفت الشباب برومانسيتها البالغة وجعلت الجميع يتمنون قصة مشابهة.
"آدم وجميلة".. دراما مصرية تحاكي التركية
بعد النجاح الذي حققته الدراما التركية، والتي رأى الكثير من صناع الدراما أن السبب ورائه قصص الحب العنيفة والملتهبة، حاولوا في أكثر من عمل محاكاة التجربة التركية في الدراما، بقصص حب مشتعلة حتى إن خرجت عن المألوف وشذت عن قواعد المجتمع.
ونجحت بعض هذه المسلسلات في جذب الشباب والتأثر بقصتهما، مثل قصة "آدم وجميلة" أبطال مسلسل بالاسم نفسه، في العام 2013، والذي نجح في ترك صدى لا بأس به.
"كوني له إم إم.. يكن لكِ عرنوس"
على الرغم من التطاول على بعضهما البعض، الذي يصل إلى حد السباب والصوت العالي أحيانًا، وعلى الرغم من العيوب الفادحة في شخصيتيهما، إلا أن قصة حب "إم إم" و"عرنوس" في مسلسل "السبع وصايا" الذي يعرض في رمضان الجاري، نجحت في اكتساح جميع قصص الحب الأسطورية، دفعت الكثيرون إلى التعبير عن أمنيتهم في أن يحظوا بعلاقة مشابهة، ربما بسبب الكلام الرومانسي المشبع بالعفوية، وربما بسبب موقف "عرنوس" الذي ساند زوجته "إم إم" في محنتها، على الرغم من عدم موافقته على أفعالها، على عكس أزواج وزوجات أخواتها الذين لاذوا جميعًا بالفرار وتخلوا عن شركائهم.
مما جعل الشباب يتتبعون تطور علاقتهما بشغف، ويحرصون على تدوين بعض العبارات التي ترد على ألسنتهم والمشاهد الرومانسية بينهما.
فضلاً عن تعليقات الفتيات "أنا عايزة قصة حب زي بتاعة إم إم وعرنوس، هو يشتمها هي تضربه، يتبهدلوا مع بعض عادي، بس رغم كل حاجة ما بعدوش عن بعض"، و"برغم إن هم مش بيخلفوا عمل في نفسه سحل علشان يخليها تخلف" و"كوني له إم إم يكن لكِ عرنوس".
وتطور الأمر إلى الحزن والتخوف من بوادر انهيار علاقة حبهما الأسطورية في الحلقات الأخيرة.
وترى الأخصائية الاجتماعية "زينب محمد" أن تهافت الشباب على أي قصة حب في الدراما، على الرغم من شذوذها عن قواعد المجتمع وتقاليده، إلى أن القيود الصارمة التي فرضت على المجتمع فيما يخص الأخلاق لسنوات طويلة، أدت إلى الضد وأصبح غالبية المجتمع لا يتمتع بأخلاق حقيقية، بل صورية تنهار أمام أي موقف صعب يتطلب أخلاق حقيقية، كما زاد الكبت في اتجاهات كثيرة من بينها الحب والجنس اللذان يعتبرا المتنفس الوحيد لأي إنسان مقهور في حياته، وهو ما يعمل صناع الدراما والسينما على استغلاله كمحاولة للمتاجرة بهذا المتنفس الوحيد دون أية اعتبارات لتهديد أخلاقيات المجتمع.
لا تقول "تركى" ولا "كورى".."إم إم وعرنوس" يزيحان "روميو وجولييت" من عرش قصص الحب الأسطورية ..الدراما الرمضانية تقدم ثنائيات عاطفية جديدة تنافس المسلسلات الأجنبية وتعيد شعار " صنع فى مصر " إلى الصدارة
الجمعة، 25 يوليو 2014 02:30 م
صورة أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
دعاء عاشور
احلى ثنائي فى السبع وصايا
ام ام وعرنوس دمهم خفيف انا بتفرج عشانهم
عدد الردود 0
بواسطة:
دعاء عاشور
احلى ثنائي فى السبع وصايا
ام ام وعرنوس دمهم خفيف انا بتفرج عشانهم
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد موصلى
ثنائى مصرى خالص
عدد الردود 0
بواسطة:
ahmed kandeel
فواز فنان كبير
فوق