نقلا عن العدد اليومى :
برغم ارتفاع نسبة مشاهدة الأعمال الصعيدية وجذبها لجمهور الدراما، فإنها انحصرت هذا العام فى 3 أعمال فقط، يأتى على رأسها مسلسل «دهشة» للنجم يحيى الفخرانى، الذى ظهر طوال الحلقات مرتديا الجلباب الصعيدى كعادته، من خلال شخصية «الباسل حمد الباشا»، الرجل المسن الذى يقوم بتوزيع ثروته على بناته الثلاث، وهو على قيد الحياة، لكن بناته «رابحة، ونوال، ونعمة» واللائى يجسد أدوارهن يسرا اللوزى وحنان مطاوع وسماح السعيد، تخلين عنه بعد حصولهن على الثروة، وانسقن وراء جشع أزواجهن الذين يقوم بأدوارهم ياسر جلال والأردنى ياسر المصرى، ومحمد الأحمدى.
وتبعا لأحداث المسلسل الذى تدور جميع أحداثه فى عهد الملكية مطلع ثلاثينيات القرن الماضى، يظهر جميع الأبطال كالفنان نبيل الحلفاوى وياسر جلال ومحمد ريحان، وهم مرتدون الجلباب الصعيدى، بينما ترتدى نساء قرية «دهشة» الشال فوق العباءة السوداء التى لا تُظهر منهن شيئا سوى الوجه والكفين، طبقا للشرع، وهذا ما حرص مؤلف العمل عبدالرحيم كمال، على توضيحه خلال المسلسل، حيث كان نساء هذا العصر لا يرتدين سوى العباءة والشال ولا يعرفن شيئا عن منتجات الملابس الأخرى التى كانت تغزو المدن، وهذا الشكل هو الأقرب للمجتمع الصعيدى الذى يحمل بداخله الكثير من التناقضات بين الخير والشر والحنان والقسوة، وهو ما كشفته حلقات المسلسل.
ويبدو أن مؤلف العمل عبدالرحيم كمال ومخرجه شادى الفخرانى أرادا الخوض فى أعماق النفس البشرية من خلال أحداث العمل، ورغم أن قصته مستوحاة من نص الملك «لير» لشكسبير، ليست جديدة على الدراما، حيث تم مناقشة جحود الأبناء وطمعهم فى الكثير من الأعمال الدرامية منها مسلسل «أولاد عم آدم» للفنان القدير الراحل عبدالمنعم إبراهيم، والذى تم عرضه منتصف الثمانينيات، لكن مسلسل «دهشة» لاقى صدى كبيرا نظرا لأداء الفخرانى المبهر الذى أدهش الجمهور.
وابتعد النجم محمود عبدالعزيز فى مسلسله «أبوهيبة فى جبل الحلال» عن شخصية الصعيدى التقليدى الذى يرتدى الجلباب والعمامة، حيث أطلق شاربه وارتدى «البدلة والكرافتة» تارة، والجلباب الصعيدى تارة أخرى، إضافة إلى حديثه باللهجة الصعيدى، بينما يظهر الفنان أشرف عبدالغفور فى حلقات العمل مرتديا الجلباب طوال الوقت.
ويبدو أن مؤلف العمل السيناريست ناصر عبدالرحمن، لم ينقب وراء كينونة الرجل الصعيدى والمرأة الجنوبية، أو أن يبحث عن مشاكل الواقع الصعيدى، التى لا تنضب، وتحتاج إلى طرح حقيقى، بل اختار أن يناقش قضية تجارة السلاح وتهريب الآثار وكيفية التربح منها، من خلال شخصية «أبوهيبة» التى يجسدها محمود عبدالعزيز، وهى قضايا مستهلكة فى عدد كبير من الأعمال الدرامية منها «حلم الجنوبى» للفنان الكبير صلاح السعدنى تأليف محمد صفاء عامر وإخراج جمال عبدالحميد، و«الفرار من الحب» بطولة رياض الخولى تأليف محمد صفاء عامر وإخراج مجدى أبوعميرة، و«موعد مع الوحوش» بطولة عزت العلايلى وخالد صالح إخراج أحمد عبدالحميد، و«الرحايا» بطولة نور الشريف إخراج حسنى صالح، و«سيدنا السيد» بطولة جمال سليمان، إخراج إسلام خيرى.
كما تضمن سيناريو مسلسل «ابن حلال» للممثل محمد رمضان، والممثلة وفاء عامر، إخراج إبراهيم فخر، خطا صعيديا تبعا لسياق الأحداث، حيث يحكى العمل الدرامى عن شخصية شاب صعيدى يدعى «حبيشة» يحاول جاهدا البحث عن قوت يومه، لينفق على والدته، تجسدها هالة فاخر، وشقيقته، تجسدها الفنانة الموهوبة سهر الصايغ، يُتهم فى جريمة مقتل «يسر» سارة سلامة ابنة وفاء عامر التى جسدت شخصية فنانة مشهورة، ويحوله الظلم الذى يتعرض له إلى شخص قاس بلا قلب.
وقدم محمد رمضان فى المسلسل اللون الصعيدى ممزوجا بالشعبى، حيث أعاد نمط ما قدمه فى أفلامه العشوائية «عبده موتة» و«قلب الأسد» من جديد، وبدت مشاهد البلطجة والإجرام التى نفذها «حبيشة» فى المسلسل نسخة طبق الأصل من بلطجة «عبده موتة» و«قلب الأسد»، لكن حاز المسلسل على نسبة مشاهدة عالية نظرا لتطرقه للقضايا الطبقية التى تشغل بال المجتمع.
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد طايل
الفخرانى عملاق بكل المقاييس