لم يُشتهر قوم بالغدر والخيانة فى القرآن الكريم بمثل ما اشتُهر اليهود، فقد تحدث عنهم القرآن بقوله "أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم ففريقاً كذبتم وفريقا تقتلون" وقال عنهم أيضا "أفكلما عاهدوا عهداً نبذه فريق منهم" فتلك هى عادتهم، وتلك هى خلالهم، نقض العهود والمواثيق، والتحلى بصفات الغدر والخيانة على الدوام، فخططوا لقتل النبى الكريم (ص) أكثر من مرة، ونقضوا عهوده معه أكثر من مرة، بنى النضير، وبنو قينقاع، أحياء لا تزال شاهدة على ذاك الغدر، وتلك الخيانة، لكن الله فضحهم، فهم مع هذا الغدر وتلك الخيانة جبناء أشد ما يكون الجبن، فقال عنهم القرآن الكريم توصيفاً وتصريحا "لا يقاتلونكم جميعاً إلا فى قرى محصنة أو من وراء جدر بأسهم بينهم شديد تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى".
فهم جنباء لا يستطيعون المواجهة وجهاً لوجه، أو ليسوا هم الذين قالوا لنبى الله موسى "اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون"..
إنه تاريخ أسود لصفات سوداء لفصيل لا يعرف سوى الدم..
يبقى التساؤل إذاً، إذا كان هذا هو توصيف القرأن لليهود، فما هو الفارق بينهم وبين هؤلاء الذين قتلوا جنودنا الأبرار على الحدود فى الفرافرة وهم صائمون !!أليست هى هى صفات اليهود، الغدر شيمتهم، والجبن ديدنهم ،والخسة أصلهم، واللعنة تحاصرهم من كل جانب ..
أى إسلام هذا الذى يقبل ذلك ؟! وأى عقيدة تلك التى تحُض على قتل نفس حرام، بل قتل نفس باتت تحرس فى سبيل الله، تحمى الوطن، وتحمى المقدسات لتضمن لهؤلاء الآثمون حرية العقيدة التى كفّروا بها الخلق !
نعم، جنودنا فى الجنة، لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، لأنهم فازوا بالشهادة، فأصبحوا أحياءاً عند ربهم يرزقون، ولكن عار على الدهر أولئك الجبناء، وعلى من أيدهم، أو رضى عن فعلهم ! ذاك الفعل الذى تحركه الضغائن والأحقاد والقلوب التى أكلها صدأ الحقد على وطن تربوا وتعلموا فيه وشربوا من نيله، ظنهم بذلك أنهم قادرون على هدم مصر !
مصر التى حمت الإسلام فى أوج ظهوره وفى أشد بلائه وعند اشتداد الخطوب، مصر عين جالوت وحطين وفلسطين 1948م، مصر التى كانت الحصن الحصين للإسلام، والملاذ الآمن للخائفين والحيارى والمحزونين ! أتريدون إسقاط مصر ؟! ولكن رب مصر قدير، يعلم تلك النوايا الخبيثة التى تبرأ سبحانه منها " ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها"، ويعلم تلك الأحقاد التى تحرك هذه الأيدى الآثمة، وهو سبحانه من فوق عباده حكيم خبير..
إننى أتوجه بأعلى صوت لى إلى كل مؤسسات الدولة، تضافروا لأجل اجتثاث هذا الإرهاب الأسود، لأجل عودة مصر إلى حصن مصر، إلى سابق عهدها، إلى جنة الله فى أرضه، إلى واحة الأمن والأمان، كما أنادى على هذا الشعب العظيم، كن على مستوى الحدث، لتدرك الفرق بين من يشق جيبك ويقتل ولدك، وبين من يريد بناء مصر قوية عزيزة أبية، فهل ندرك حجم تلك الأخطار، وما يسببه هذا الإرهاب الأسود الذى يتبرأ منه الإسلام وتتبرأ منه الإنسانية، إرهاب لا يكون حتى عند اليهود .....فهل ندرك حجم المأساة !!
