طرح دواء فيروس «سى».. لمصلحة المصريين أم لـ«التجارة بالمرض»؟.. «الصحة» تعاقدت على 225 ألف عبوة من السوفالدى تكفى %1 من مرضى فيروس سى.. والكورس فى الصيدليات بـ90 ألف جنيه

الخميس، 24 يوليو 2014 10:57 ص
طرح دواء فيروس «سى».. لمصلحة المصريين أم لـ«التجارة بالمرض»؟.. «الصحة» تعاقدت على 225 ألف عبوة من السوفالدى تكفى %1 من مرضى فيروس سى.. والكورس فى الصيدليات بـ90 ألف جنيه جانب من توقيع اتفاقية عقار علاج فيرس سى
تحقيق : أحمد أبوحجر - أحمد جمال الدين ( نقلاً عن العدد اليومى)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
** مدة العلاج باستخدام الدواء الجديد تستغرق 12 أسبوعا بما يساوى 3 عبوات من الـ«سوفالدى» ”

«لا للتمييز السعرى وتجب معاملة مريض الكبد معاملة خاصة»، هكذا انتقد الدكتور محمد عز العرب، رئيس وحدة مقاومة الأورام الفيروسية بالمعهد القومى للكبد، الآلية التى أعلنتها وزارة الصحة بخصوص التعامل مع مرضى الالتهاب الكبدى الوبائى فيروس سى، بعد طرح العلاج الجديد، متسائلا: هل من الجائز أن أطبق على مرضى الكبد قواعد الطابور والدور، خاصة أن السواد الأعظم من هؤلاء المرضى من الفقراء ومحدودى الدخل.

وكانت وزارة الصحة قد أعلنت قبل أيام عن طرح العلاج الجديد للالتهاب الكبدى الوبائى فيروس سى بالصيدليات والمستشفيات الحكومية، لمستحضر سوفالدى 400 مجم أقراص، المنتج من شركة جلياد الأمريكية ولمدة صلاحية للمستحضر عامين من تاريخ الإنتاج، وستقوم الوزارة بتخفيض أسعاره فى معاهد الكبد والمستشفيات الحكومية، على أن يتم بيعه بسعر بيع للصيدليات 14 ألفا و940 جنيها، وذلك للعبوة التى تحتوى على 28 قرصا.

وقالت إنها توصلت لاتفاق مع الشركة لتوفير عقار «سوفالدى»، فى مصر بسعر 300 دولار للعلبة فى الشهر، وهو ما يعادل 2200 جنيه فقط، وتكلفة فترة العلاج تمتد لتصل إلى 6 شهور فى بعض الحالات، أى نحو 13 ألف جنيه مصرى بدلا من 168 ألف دولار، وهو سعر العلاج الحالى فى أمريكا، حيث إن ثمن العلبة فى أمريكا 28 ألف دولار فى الشهر، وهو ما قالت عنه الوزارة إن مصر حصلت على العلاج بما يمثل %1 من سعره العالمى.

عز العرب أقر بالنتائج المذهلة التى يحققها العلاج الجديد لمرض الكبد «سوفالدى»، قائلا يستطيع سوفالدى تحقيق نتائج طيبة، حيث تصل نسبة الشفاء إلى نحو %90، كاشفا أن هذا المركب لا يتم استخدامه «أحاديا»، بل يتم تناوله بالتزامن مع مركبات أخرى، وهو ما يطلق علية العلاج الثلاثى، حيث يتم استخدام المستحضر الجديد بمصاحبة أقراص الريبافيرين وحقن الإنترفيرون، كعلاج ثلاثى للفيروس، مضيفا أن هذا يعتمد على درجة الإصابة بالفيروس، وأشار إلى أن المستحضر يعطل عمل إنزيم «أر إن إيه بوليمرز»، الذى يعتبر المسؤول عن تكاثر الفيروس، كما يستخدم هذا العلاج بمصاحبة بعض الأدوية مثل مستحضر الريبافيرين أقراص، وذلك فى حالات الإصابة بالنوع الجينى رقم 2 ورقم 3 للالتهاب الكبدى الوبائى «سى».

وأضاف عرب أن مدة العلاج تصل من 3 إلى 6 أشهر باختلاف شدة المرض، حيث يتم تقرير العلاج مبدئيا على مدى 3 أشهر بتناول «الإنترفيون»، وفى حالة عدم الشفاء أو حدوث انتكاسة يتم تمديد فترة العلاج إلى 6 أشهر واللجوء إلى العلاج الثلاثى.

الأزمات التى يواجهها المريض
عز العرب قال إن المريض الذى تجدد له الأمل فى الشفاء بنسبة عالية يواجه عدة أزمات، أولها الاختلاف الكبير بين سعر العقار داخل المراكز التابعة لوزارة الصحة، الذى يتراوح بين 2200 و2300 وبين السعر المتداول فى السوق من خلال الصيدليات الذى من المقرر له أن يصل إلى نحو 14900 جنيه، وهو ما دعا عز العرب إلى المطالبة بضرورة إعادة التسعيرة الجبرية للعقار حتى يتفق مع المواثيق الدولية التى تكفل العلاج للإنسان، وهو ما نص عليه الدستور المصرى أيضا، بأن حق العلاج مكفول للجميع.

مدة العلاج باستخدام الدواء الجديد تستغرق 12 أسبوعا فقط، بما يساوى 3 عبوات من الـ«سوفالدى» أقراص، بواقع قرص واحد يوميا، وذلك للنوع الجينى رقم 1 ورقم 2 ورقم 4 للفيروس، وبالنسبة للنوع الجينى رقم 3 يستغرق 24 أسبوعا، بما يساوى 6 عبوات.

وعلى الرغم من أن مصر تحتل المرتبة الأولى عالميا بمعدل الإصابة بفيروس سى، ويتراوح عدد المصابين المصريين بالالتهاب الكبدى الوبائى سى بين 8 و10 ملايين مصاب، معظمهم مصابون من النوع الجينى رقم 1 ورقم 4 للفيروس، لكن المفاوضات المصرية مع الشركة المنتجة للدواء انتهت إلى التعاقد على شراء 225 ألف علبة من العلاج «سوفالدى» فقط، وهو ما يعنى أن الوزارة تعاقدت على شفاء ما يترواح بين 50 و70 ألف مريض فقط بنسبة لا تتجاوز %1 من المصابين المصريين، وبحسب ما يقوله عز العرب فإنها نسبة لا يمكن مقارنتها بأعداد مرضى فيروس سى فى مصر، مضيفا أن العلاج سيكون للمريض خارج مراكز الصحة فى الـ3 الشهور 45 ألف جنيه، بالإضافة لحقن «الإنترفيون» وحبوب ثالثة، وفى الـ6 الشهور سيبلغ مجموع تكلفة الكورس الدوائى حوالى 90 ألف جنيه.

وهو ما يعتبر بمثابة ظلم وتفرقة فى المعالجة للمرضى داخل وخارج المراكز. وأضاف أن عملية تسويق الدواء فى مصر بعد الموافقة على هذه الشروط المجحفة لا تعدو أن تكون «سبوبة» على حساب المرضى خاصة أن الكمية التى تمت الموافقة على توريدها مدعمة لسوق المصرى قليلة للغاية، ولا يمكن التسليم بالمقولات والتصريحات التى تخرج من مسؤولى وزارة الصحة أنه تم الاتفاق على توريد كميات ضخمة على عدة مراحل لأنه فى الحقيقة لن يكون هناك أى كميات إضافية.

وأضاف أن اللجنة التى قامت بالتفاوض على تلك الكمية فقط بررت أنها قبلت بهذه الشروط فى المرحلة الأولى حتى تستطيع عقد صفقات أخرى قائلا: لن تتمكن تلك اللجنة من إحضار أى كميات مدعمة من هذا الدواء مرة أخرى، وأن كلام اللجنة من قبيل الهروب من الانتقادات فقط، واصفا قبول اللجنة بهذه الشروط القريبة من عقود الإذعان تصطدم مع الاتفاقيات الدولية التى تعطى لصر وأى دولة فى العالم حق إنتاج الدواء فى حالة تفشى وباء يهدد أمنها القومى، وهو أمر متوفر فى مصر بسبب الارتفاع الضخم لمعدل الإصابة بفيروس سى عندنا فى مصر، وهو أمر مماثل لما تم أثناء فترة تفشى مرض أنفلونزا الطيور فى مصر خلال عام 2009.

شركة جلياد المنتجة لهذا الدواء يساهم بنسبة كبيرة فى أسهمها «دونالد رامسفيلد»، وزير الدفاع الأسبق فى الولايات المتحدة الأمريكية أثناء فترة غزو العراق فى 2003، ويكشف عز العرب مأساة أخرى بشأن هذه الشركة فيقول: قد اتفقت مع عدد من الشركات الهندية لإنتاج العقار داخل الهند وتوزيعه بـ250 دولارا شريطة عدم تصديره لمصر وهذا السعر أقل بـ50 دولارا عن السعر الذى حصلت عليه مصر، مشيرا إلى أن رئيس لجنة المفاوضات هو الدكتور وحيد دوس هو نفسه الباحث الرئيسى للبحث الإكلينكى على نفس العقار فى مصر لشركة «جلياد» المنتجة للعقار والذى يشغل أيضا منصب رئيس اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية.

مشددا على أن غرض الشركة المنتجة هو التواجد فى السوق المصرى الذى يضم أعلى نسبة مصابين بالمرض فى العالم بنسبة تصل إلى %8 من المعدل العالمى للإصابة بالمرض، وتهدف الشركة من ذلك إلى جنى إرباح خيالية على حساب المرضى المصريين.

ومن جهته فإن الدكتور هانى سامح، عضو المركز المصرى للحق فى الدواء، قال إن هناك إمكانية لإنتاج السوفالدى فى مصر، خاصة أن الشركة القابضة المصرية لديها إمكانيات ضخمة تستطيع أن تنتج العقار بتكلفة قليلة للغاية لا تتجاوز نصف التكلفة التى تم الإعلان عنها، ولكن يتم إجهاضها وعرقلة مسيرتها تمهيدا لبيعها، مشيرا إلى أن المادة الخام يمكن استيرادها وبسعر قليل مستندا فى ذلك على ما قاله العالم «أندرو هيل»، أستاذ علم الأدوية بجامعة ريفال بول الإنجليزية، عن أنه يمكن إنتاج السوفالدى بسعر يتراوح بين 62 دولارا و134 دولارا، لافتا أيضا إلى أن المواد الخام الكيميائية المكونة للسوفالدى رخيصة للغاية، ويمكن إنتاجه بسهولة.

مطالبا بالسماح والترخيص للشركات المحلية المصرية لإنتاج هذه العقاقير مع عمل غطاء قانونى لها حسب اتفاقية التربيس لمنظمة التجارة العالمية 2006، التى تعطى الدول الموبوءة بوباء معين حق إنتاج الأدوية المقاومة دون الرجوع للشركات المنتجة.

وكانت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية اعتمدت ترخيص مستحضر السوفالدى 400 مجم أقراص، للتداول بأمريكا كعلاج رئيسى لفيروس «سى» فى ديسمبر 2013، وتبلغ تكلفة العلاج فى الولايات المتحدة 84 ألف دولار لمدة 12 أسبوعا و162 ألف دولار لمدة 24 أسبوعا.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة