أشرف مصطفى الزهوى يكتب: عالم الفيس بوك والضوابط المطلوبة

أغلب شعوب العالم من المتعاملين مع الفيس بوك، وعندنا فى مصر تنوعا غريبا فى المشاركات واللافت للنظر أن عددا كبيرا من المصريين يميل إلى روح الدعابة والنظر إلى الفيس بوك، كنوع من التسلية والبعض يتعصب لرأيه وفكره، حتى يصل الأمر إلى إطلاق السباب والتقريع لمن يخالفه الرأى، ويحزننى كثيرا أن أجد فى بعض مرتادى الفيس من يشكلون معاول هدم وإحباط للأخرين، فإذا كتبت عن الأمل فى التقدم جاءت تعليقاته المحبطة بأنه لا أمل، والبعض يجلس ليتابع لعله يخرج بشىء يستفيد منه، والفيس بوك متنفسا خطيرا لكل مرتاديه فمن ينشد إعلاء فكرة معينة سيجد المعجبين لهذه الفكرة ومن يشعر بالإحباط واليأس سيجد النجاح فى عالم الفيس بوك، الفيس بوك يحتوى الجميع ولاينبذ أحدا، حتى الفكر المتطرف والتكفيرى والرجعى، لذلك نجح وانضمت إليه كل الأطياف، وحتى الآن لم نقم فى مصر بتفعيل الدور المهم للفيس بوك، والبداية يجب أن تكون من القائمين على إدارة الفيس بوك فلا يجب أن تترك إنتحال الصفة والأسماء والوظائف بلا رقابة ولايجب أن تسمح بالتطفل والتدخل السافر عبر الكتابة على حائط الأخرين دون رقيب أو حسيب، كما يجب ألا يسمح لأى شخص بإضافة الأخرين دون إذن فى جروبات أو صفحات لايرغبون فى الانضمام إليها، وعلينا فى مصر أن نستثمر هذا الملتقى الاجتماعى والثقافى فى نشر المبادئ والقيم والتوعية المطلوبة، إذا انتشرت الأفكار والكلمات ذات القيمة والهدف فإنها ستشجع على مزيد من الأفكار المثمرة، وأخطر ما ألاحظه فى عالم الفيس بوك هو انتشار الأفكار المضللة والمعلومات المغلوطة والشائعات المغرضة، التى ينشرها البعض بخبث أملا فى تقويض أمن المجتمع، لماذا لانفكر فى إنشاء صفحات عبر الفيس بوك لكل حى من أحياء مصر المعمورة تضم قاطنى الحى وتسمح بتبادل الآراء وعرض المقترحات وتزيد من العلاقات الاجتماعية لأهل المنطقة الواحدة حتى تكون الصفحة نواة للتعاون والتزاور والاهتمام بأمر منطقتهم، لماذا لاتهتم الجمعيات الأهلية بالتواجد القوى عبر الفيس بوك، لماذا يسعى البعض للتقليل من قيمة هذا العملاق الاجتماعى الذى يسهم فى التقدم والرقى إذا ماأحسنا التعامل معه، يجب أن تضع إدارة الفيس بوك بالتعاون مع دول العالم ضوابط مشتركة يتم الاتفاق عليها للاستفادة من هذا العالم الخطير الذى لم نستفد منه حتى الآن بالقدر المطلوب.