شن السيناريست الكبير مصطفى محرم، هجوما ضاريا على صناع مسلسل "سرايا عابدين"، بعد الأخطاء التاريخية والجغرافية الفادحة التى تخللت العمل، حيث طالب السيناريست بمعاقبة جميع النجوم المصريون الذين قاموا ببطولة المسلسل التاريخى، وعلى رأسهم يسرا وغادة عادل ونيللى كريم وداليا مصطفى، معتبرا إياهن شاركن فى تشويه جزء من تاريخ مصر.
وقال الكاتب فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، :"هؤلاء الممثلين باعوا أنفسهم وتاريخهم الفنى، فى سبيل جمع الأموال، ويجب محاسبتهم ومعاقبتهم"، وأضاف :"لا يستحقون أن يكونوا مصريين طالما شاركوا فى قلب التاريخ وتشويهه بهذه الطريقة الذى ظهر بها العمل"، مطالبا نقابة المهن التمثيلية بإتخاذ موقف رادع تجاه هؤلاء الفنانين، ونقابة المهن السينمائية بشطب عضوية مخرج المسلسل عمرو عرفة، وفصله نهائياً بعد إخراج العمل بهذا الشكل المكتظ بالأخطاء، قائلا "هذا المخرج ارتكب جرم كبير بتشويهه الحقائق التاريخية فى المسلسل".
واستشهد مصطفى محرم، باعتراض أحمد فؤاد نجل الملك فاروق، عن العمل ومطالبته بوقف عرضه على الفضائيات، وبأقوال خبراء التاريخ الذين رصدوا أخطاء جسيمة فى المسلسل منها :"أن قصر عابدين لم يظهر للوجود عام 1860 وهو التاريخ الذى تبدأ عنده الحلقات، رغم أن بناءه لم يكتمل إلا عام 1872 وتم افتتاحه ليكون مكاناً للحكم فى عام 1874، وجاء فى المسلسل إن الخديوى إسماعيل أقام عيد ميلاده عام 1860 رغم أنه لم يصبح "خديوى" إلا فى يناير 1867"، وغيرها من الأخطاء.
ورفض مصطفى محرم، ظهور صورة الخديوى إسماعيل بالشكل الذى أظهره المسلسل، قائلا "القائمون على العمل تجاهلوا تاريخ الخديوى، رائد التنوير الذى فى عهده تمت العديد من الإصلاحات على جميع المستويات الثقافية و العمرانية و الإقتصادية و الزراعية، من حفر قناة السويس، وإنشاء قصور فخمة مثل قصر عابدين، ودار الأوبرا، وكوبرى قصر النيل، وفى عهده تم استخدام البرق والبريد وتطوير السكك الحديدية، وإضاءة الشوارع ومد أنابيب المياه، وزيادة مساحة الأراضي الزراعية، وحفر ترعة الإبراهيمية فى الصعيد، وترعة الإسماعيلية فى شرق الدلتا، وزيادة مساحة الأراضى الزراعية".
واعتبر السيناريست أن إنتاج عمل مثل "سرايا عابدين"، ووجود هذا الكم من المغالطات يعد مؤامرة كبيرة لتشويه التاريخ، خاصة بعد توقف مسلسله "عصر الحريم"، وقال "اعتقد أن هناك مؤامرة أيضا وراء توقف مسلسلى"، وتساءل السيناريست قائلا: "لماذا قام المنتج بتأجيله بعد الفصل فى النزاع الذى كان قائمًا بيننا وبين فريق عمل مسلسل "سراى عابدين"، وإشادة اللجنة الفنية التى فصلت فى النصين بمسلسل عصر الحريم".
وحول مشروعه "عصر الحريم" والذى يتحدث عن نفس الفترة التى يدور فيها مسلسل "سرايا عابدين"، أكد السيناريست أن المشروع مازال قائما ومن المقرر بدء تنفيذه عقب عيد الفطر مع المخرجة إيناس الدغيدى.
ولم يخش السيناريست مهاجمته عقب عرض العمل على الشاشات مثلما حدث مع "سراى عابدين"، حيث يقول :"لن نسرد التاريخ فى عصر الحريم، لأن القصة رواية أدبية يتم تحويلها الى عمل تلفزيونى، وظللت على مدار عامين، أقرأ عدد من المراجع التاريخية الهامة للإطلاع على فترة حكم الخديوى إسماعيل، وهذه الحقبة الزمنية من تاريخ مصر ورصدها رصدًا حقيقيًا خلال الـ30 حلقة"، ويضيف:"عصر الحريم من الأعمال الجادة لأننا نتناول الأحداث من منظور اجتماعى، ونتطرق للقيود المجتمعية التى فرضت على نساء هذا العصر، والأحداث ترصد قصة فتاة مصرية تتزوج رغما عنها، وتعتمد على الخلفية التاريخية، حيث تدور أيام الخديوى إسماعيل ويتناول المسلسل شباب الخديوى ودراسته وحياته العاطفية، لافتا إلى أن العمل سيظهر شخصيات وطنية مثل قاسم أمين وهدى شعراوى وغيرهما من الشخصيات التى دافعت عن حقوق المرأة وتحدت ظروف المجتمع المتعصب فى هذا الوقت.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة