وكأن الشهر الكريم الذى تصفد فيه شياطين الجن عن الخبائث قد تغير من حال إلى حال وأصبح مجرد مناسبة يستخدمها شياطين الإرهاب ليعيثوا فى الأرض فساداً مرتكبين مذابح ضد الإنسانية غير مراعين حُرمة الشهر الكريم، وتلك المذابح كان آخرها ذلك الحادث اللعين الذى راح ضحيته 21 من خيرة ضباط وجنود مصر فى الهجوم الغادر على كمين حدودى بواحة الفرافرة فى إشارة منهم بأنهم أرادوا بهذا العمل «الوضيع» أن تستقبل مصر عيد الفطر الذى يهل علينا بعد بضعة أيام وهم يرتدون الثياب السوداء، بدلاً من ثياب البهجة والفرحة بمصر التى أصبحت الآن تولد من جديد على يد رئيس منتخب جاء بإرادة شعبية غير مسبوقة فى تاريخ مصر الحديث والمعاصر.
فهذا الحادث الإجرامى لم يتسبب فى خلق حالة من الحزن الشديد لدى أسر هؤلاء الأبرياء وحسب بل كان بمثابة فاجعة كبرى «عصرت» قلوب كل أسرة مصرية، وكأنه جاء ليقلب علينا «المواجع» فقد أعاد إلى الأذهان الحادث الإجرامى الخسيس الذى نفذته يد الإرهاب منذ عامين فى نفس التوقيت حين حصدت أرواح 16 من الضباط والجنود فى نقطة حدودية برفح، وهم صائمون أيضاً وقبل أذان المغرب بلحظات.
إن الحادثتين الأليمتين «رفح» و«الفرافرة»، متشابهتان فى جميع التفاصيل ولا تختلفان سوى فى مسرح الجريمة الذى انتهج الإرهابيون فيها طريقاً جديداً وهى محافظة الوادى الجديد التى صارت فى الفترة الأخيرة محطة للإرهابيين استخدموها فى الخروج من مصر ومن ثم الهرب إلى السودان ومنها إلى دولة قطر الراعى الرسمى للإرهاب فى المنطقة وفى مصر على وجه الخصوص، وهو الأمر الذى قد يفسر بأن الهجوم على كمين الفرافرة قد جاء كرد فعل طبيعى على القبض على قيادات الإرهابيين، وربما يكون الحادث قد جاءت بسبب انشغال القوات المسلحة بالحرب على الإرهاب فى سيناء وما ترتب عنه من صعوبة المعادلة هناك حيث يتفوق رجال القوات المسلحة على الإرهابيين من حيث القوة والإمكانات والأسلحة المتطورة، فاعتبرتها الجماعة الإرهابية محاولة للانتقام من الدولة ومن القوات المسلحة فى مكان آخر تتمكن من خلاله تصدير الفوضى والإرهاب إلى أكثر من جبهة للقوات المسلحة من أجل العبث بأمن البلاد والتذكير بموقعة رفح الأولى لإحراج الرئيس المنتخب عبدالفتاح السيسى خصوصاً أنه كان قد تعهد وقت سابق بحقوق شهداء رفح الأولى وأنه سيقتص لهم ولن يترك دماءهم الطاهرة تذهب بلا ثمن.
لقد ترك هذا الحادث «الغادر» جرحاً غائراً فى النفوس ونغص علينا حياتنا بل تحول إلى مطلب شعبى للأخذ بالثأر من هؤلاء الخونة الذين نفذوا تلك العملية ليس هم فقط بل والتصدى أيضاً وبكل حزم وحسم وشدة لتلك العقول المدبرة لمثل هذه الحوادث الإرهابية و«قطع رأس» المحرضين سواءً كانوا يقومون بهذا التحريض وهم فى الداخل أو فى الخارج أى من الدول الراعية للإرهاب والإرهابيين مثل تركيا وقطر.
أعلم جيداً أن الحادث قد أغضب الرئيس وجعله يجتمع على الفور بمجلس الدفاع الوطنى وأحدث حالة من الحراك فى جميع مؤسسات الدولة وتم الإعلان عن حالة حداد فى جميع أنحاء الجمهورية ولكننى أرى أن كل هذا ليس كافياً لأن «يشفى غليل» الناس البسطاء الذين تأثروا كثيراً بهذا الحادث البشع، نعم هذا ليس كافياً فأصبح «الأخذ بالثأر» مطلباً شعبياً.. حينما أقول هنا «الثأر» فإننى أعنى الأخذ بالثأر لكل جندى راح ضحية الإرهاب الأسود الذى لا دين له ولا وطن سواء كان هؤلاء الجنود من أبناء القوات المسلحة أو من رجال الشرطة الذين يضحون بأرواحهم أيضاً فداء للوطن.
نعم الأمر لم يعد يحتمل يا سيادة الرئيس أى تهاون مع تلك الجماعات الإرهابية فلابد من الضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه ترويع الآمنين وتهديد أرواح جنودنا البواسل، وكل مصر معك وتساندك فى كل خطواتك المربتطة بهذا الشأن فالشعب الذى تقبل القرارات الاقتصادية القاسية التى صدرت مؤخراً هو نفسه الشعب الذى يثق فيك ثقة مطلقة بأنك أهل للمسؤولية وأنك قادر على العبور بنا إلى بر الأمان والخروج بمصر من النفق المظلم الذى عشناه على يد تلك الجماعة الإرهابية، الناس يا سيادة الرئيس على ثقة تامة بحكمتك وقدرتك على التعامل مع المشكلة بفكر رجل تحمل من قبل مسؤوليات كبرى ونجح فيها وحقق إنجازات سيظل يذكرها له التاريخ.
أن العملية العسكرية واسعة النطاق التى بدأتها قواتنا المسلحة الباسلة كرد فعل سريع ومباشر فى «الفرافرة» لتعقب الجناة أعلم جيداً أنها ليست العملية العسكرية الأولى من نوعها فقد سبقها عمليات مشابهة فى سيناء، ولكننى على يقين بأنها وبكل تأكيد لن تكون الأخيرة، فالعناصر الإرهابية وللأسف الشديد استطاعت فى غفلة من الدولة أن تتسلل إلى عدة مناطق فى سيناء والصحراء الغربية والحدود الجنوبية تحت مظلة وحماية من الجماعة الإرهابية التى كانت تحكم مصر على مدى عام كامل.
نحن الآن فى أشد الحاجة إلى توسيع نطاق الحرب على الإرهاب والإرهابيين إلى أن نقضى على تلك الآفة تماماً ونتخلص من الإرهاب من جذوره حتى لا تقوم له قائمة مرة أخرى، فمن يرصد تحركات التنظيم الدولى للإخوان الذى يعقد اجتماعاته «الخسيسة» فى تركيا يلمس وبما لا يدع مجالاً للشك أنهم مستمرون فى خططهم الإرهابية التى تضع نصب أعينها هدفا محددا وهو زعزعة استقرار مصر وخلق حالة من الفوضى فى الشارع من خلال تنفيذ عدة عمليات إرهابية فى مناطق مختلفة على أرض مصر.. ولكن يقظة أجهزة الأمن المصرية تمكنت من إفشال الكثير من تلك الخطط الإرهابية وذلك بفضل التدريب رفيع المستوى على مواجهة مثل هذه العمليات وأيضاً بفضل معاونة أجهزة استخباراتية لدول صديقة من بينها الجزائر التى قدمت للأجهزة الأمنية المصرية معلومات فى منتهى الخطورة عن عمليات إرهابية تم إحباطها بالفعل قبل تنفيذها بوقت قصير جداً وكانت تستهدف تفجير منشآت حيوية وسفارات أجنبية ووزارات سيادية وذلك من أجل إفساد الحفل التاريخى لتنصيب السيسى رئيساً لمصر وهو نفسه التوقيت الذى هددت فيه الجماعة الإرهابية بأنها ستقوم بعمليات إجرامية تزلزل الشارع المصرى ولكن الله خيب ظنها وجعل كيدها فى نحرها.
لقد حرك حادث كمين الفرافرة مشاعر جميع المصريين وخلق رغبة عارمة للأخذ بالثأر من هؤلاء الأرهابيين ووضع حدا لمؤامراتهم على أمن واستقرار الوطن، نعم يجب أن يشعر أعضاء هذا التنظيم الإرهابى ومن هم على شاكلتهم أن هناك دولة قوية عادت مجدداً وهناك أجهزة سيادية لها أذرع طويلة قادرة على أن تمسك بهؤلاء الذين يتحركون فقط فى جنح الظلام مثل الخفافيش ويختبئون أيضاً داخل الجحور تحت الأرض مثل الفئران التى لا تجيد عمل أى شىء سوى «التخريب» وإفساد كل ما هو جميل.
لذا لابد أن يشعر المواطنون البسطاء أنهم يعيشون فى دولة أصبحت قوية وقادرة على أن توفر الأمن والحماية لمواطنيها وقادرة على خلق مناخ آمن لشعب ضاق صدره بهذا الإرهاب الذى أطل علينا مجدداً برأسه القبيح من خلال حادث الفرافرة وما خلفه من حالة حزن خيم على بلد عريق فى حجم ومكانة مصر.
عدد الردود 0
بواسطة:
مصريه
ليه ميعملش الجيش اسوار شائكه على الحدود ويمولها رجال الاعمال