سلطنة عمان تحتفل بالذكرى الـ44 لتولى السلطان قابوس مقاليد الحكم.. اتسم حكمة بمرحلة مهمة من البناء والتنمية.. والعلاقات المصرية العمانية تتسم بالقوة والتفاهم على حل أية خلافات بالحوار

الأربعاء، 23 يوليو 2014 12:35 م
سلطنة عمان تحتفل بالذكرى الـ44 لتولى السلطان قابوس مقاليد الحكم.. اتسم حكمة بمرحلة مهمة من البناء والتنمية.. والعلاقات المصرية العمانية تتسم بالقوة والتفاهم على حل أية خلافات بالحوار قابوس بن سعيد سلطان عمان
كتب مصطفى عنبر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تحتفل سلطنة عُمان اليوم، الأربعاء، بالذكرى الرابعة والأربعين لتولى السلطان قابوس بن سعيد، سلطان عمان، مقاليد الحكم. ففى الثالث والعشرين من يوليو من عام 1970 دخلت عُمان مرحلة جديدة فى تاريخها الحديث، اتسمت بالبناء والتنمية فى كل نواحى الحياة وصولا إلى مستويات معيشية أفضل لتلبية تطلعات المواطنين العمانيين.

وقد دأبت السياسة العمانية الخارجية منذ بداية عصر السلطان قابوس على مد جسور الصداقة وفتح آفاق التعاون والعلاقات الطيبة مع مختلف الدول وفق أسس راسخة من الاحترام المتبادل، وعدم التدخل فى الشئون الداخلية، واحترام علاقات حسن الجوار، واعتماد الحوار سبيلاً لحل كل الخلافات والمنازعات بين مختلف الاطراف.

وبفضل هذه الأسس تمكنت السلطنة خلال السنوات الماضية من بناء علاقات وثيقة ومتطورة مع الدول والشعوب الأخرى وتمكنت بما اتسمت به من هدوء وصراحة ووضوح فى التعامل مع الأخرين من طرح مواقفها والتعبير عنها بثقة تامة بالنفس, مع الحرص على بذل كل ما هو ممكن لدعم أى تحركات خيرة فى اتجاه تحقيق الأمن والاستقرار والطمأنينة, والحد من التوتر إقليميًا ودوليًا.

وقد أشار السلطان قابوس فى كلمته فى الانعقاد السنوى للفترة الخامسة لمجلس عُمان فى 12/11/2012م، إلى الأسس والثوابت التى تنطلق منها السياسة العُمانية، وعلاقتها مع الدول الشقيقة والصديقة، بالقول: "أما سياستنا الخارجية فأساسها الدعوة إلى السلام والوئام والتعاون الوثيق بين سائر الأمم والالتزام بمبادئ الحق والعدل والإنصاف وعدم التدخل فى الشئون الداخلية للغير، وفض المنازعات بالطرق السلمية وبما يحفظ للبشرية جمعاء أمنها واستقرارها ورخاءها وازدهارها".

تعكس العلاقات المصرية ـ العمانية قدرا‮ ‬كبيرا من التفاهم والتنسيق السياسى المشترك والتعاون إزاء مختلف القضايا الثنائية والإقليمية والدولية‮، وتستمد هذه العلاقات قوتها من تعدد جوانب التعاون بين البلدين الشقيقين وتشعبها وعدم اقتصارها على جانب واحد.

وتمثل العلاقات المصرية العمانية محور ارتكاز هام على الساحة السياسية العربية‮، حيث يسعى البلدان دائما إلى سياسة حل كل الخلافات بالحوار والتفاوض‮، كما تدعو إلى إحلال السلام والاستقرار إقليميا ودوليا، ولكن مع تحفظ مهم أساسه عدم التخلى عن أى من الحقوق العربية عامة والفلسطينية خاصة، لذلك فإن للدولتين رؤية واحدة تستهدف تقديم أقصى دعم ممكن لنضال الشعب الفلسطينى لنيل حقوقه المشروعة‮.

على المستوى السياسى ترتبط مصر وعمان بعلاقات سياسية قوية بين مصر والسلطان قابوس، فهناك تشاور وتنسيق مستمر بين البلدين فى القضايا الثنائية والإقليمية والدولية، ويقدر المسئولون العمانيون على كافة المستويات الدور الذى تلعبه مصر فى حل الصراعات والنزاعات فى المنطقة من أجل شعوب المنطقة.

كما يتم التنسيق بين البلدين فى كافة القضايا السياسية المطروحة على المحافل الدولية، وقد قامت مصر بالمبادرة فى هذا الشأن فى موضوعات مثل مكافحة القرصنة البحرية ورئاسة الناتو، كما تدعم سلطنة عمان الترشيح المصرى لعضوية أى مناصب فى المنظمات الدولية.

كما بعث الرئيس عبد الفتاح السيسى برقية شكر للسلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان، ردا على برقية التهنئة التى كان قد بعث بها إليه بمناسبة انتخابه رئيسا للجمهورية.

وانطلاقًا من إيمان عميق بأهمية وضرورة تعزيز التعاون والتكامل مع الدول الشقيقة اضطلعت السلطنة على امتداد السنوات الماضية، ولا تزال، بدور ايجابى نشط لتفعيل وتطوير التعاون والتكامل بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، منذ ما قبل انشاء المجلس وبعد انشائه، وتسعى جاهدة من أجل تفعيل وتطوير أداء مجلس التعاون ليتجاوب مع تطلعات دول وشعوب المجلس، وما تفرضه مصالحها المشتركة والمتبادلة من ناحية، وبما يحقق المواطنة الخليجية بشكل عملى، ويهيئ لمزيد من التعاون والتنسيق بين دول المجلس والجمهورية اليمنية الشقيقة من ناحية ثانية، وكذلك بين دول المجلس والجمهورية الإسلامية الإيرانية، وعلى نحو يعزز الاستقرار والطمأنينة والازدهار لكل دول وشعوب المنطقة.


وتحظى سياسات السلطنة ومواقفها على الصعيد العربى بتقدير واسع نظرًا للإسهام الإيجابى والمتزايد الذى تقوم به السلطنة تجاه مختلف القضايا العربية، وكذلك فى تطوير علاقاتها الثنائية مع كافة الدول العربية، وبما يخدم الأهداف والمصالح المشتركة والمتبادلة لها جميعا.

وتنطلق السلطنة فى جهودها ومساعيها الخيرة من إيمان عميق بأهمية وضرورة تعزيز العمل العربى المشترك وتوسيع نطاق التعاون بين الأشقاء واستثمار الإمكانات المتاحة لتحقيق حياة أفضل للشعوب العربية كافة.

وتؤيد السلطنة باستمرار جهود تطوير جامعة الدول العربية وآليات عملها وأجهزتها المختلفة، ومؤسسات العمل العربى المشترك بشكل عام بما يستجيب لتطلعات الشعوب العربية فى تحقيق نهضة عربية شاملة فى مختلف المجالات، وفى شأن عملية السلام فى الشرق الأوسط, فإن السلطنة تدعم الجهود الرامية إلى التوصل إلى تسوية دائمة وشاملة وعادلة تحقق السلام وتكفل التعايش السلمى بين الدول العربية واسرائيل, وتنهى الاحتلال للأراضى العربية الأخرى المحتلة فى سوريا ولبنان.

وتأكيدا لانتمائها العربى، تحرص السلطنة بصورة دائمة على المشاركة فى القمم العربية ولا تدخر وسعًا فى بذل جهودها الخيّرة لرأب الصدع فى العلاقات العربية، إيمانا منها بأهمية هذا الدور فى دعم العلاقات العربية وتقويتها، بما يخدم الأهداف والمصالح العربية المشتركة، ويجسد التلاحم العربى.

لم يقتصر الاهتمام والإسهام العُمانى الإيجابى والنشط على ما يتصل بالقضايا الخليجية والعربية، ولكنه أمتد أيضا إلى الإطار الدولى الأوسع عبر أفريقيا وآسيا وأوروبا وأميركا و(المنظمات الدولية والاقليمية التى تشارك السلطنة فى عضويتها). وذلك انطلاقًا من إدراكها العميق لأهمية الترابط الوثيق بين دول العالم وشعوبها والتعاون فيما بينها، ومن أن السلام والأمن والاستقرار فى المنطقة يتأثر بما يجرى فى مناطق أخرى فى العالم.

وفى الوقت الذى تدعم فيه السلطنة أنشطة الأمم المتحدة وهيئاتها ومختلف المنظمات المتخصصة التابعة لها، ومنها على سبيل المثال منظمة اليونسكو، ومنظمة العمل الدولية، والوكالة الدولية للطاقة الذرية، ومجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، وغيرها، وذلك تعزيزًا للسلام والتفاهم، ودعمًا لجسور الحوار بين الشعوب والحضارات على امتداد العالم، فإن السلطنة تسعى دومًا إلى تطوير وتعميق علاقاتها الطيبة مع مختلف الدول الصديقة بامتداد العالم من حولها على المستوى الثنائى.



موضوعات متعلقة..



سلطنة عُمان تتسلم جائزة العمل الإنسانى على مستوى دول مجلس التعاون الخليجى





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة