ذكرى اغتيال ناجى العلى "المنحاز وآخر الأحياء".. أبدع "حنظلة" المقاوم بالحجارة.. وخلد الانتفاضة برسوماته.. وغادر فلسطين بعد النكبة وعاش ببيروت وطرد من الكويت وقتل فى لندن.. وشكوك حول تورط عرفات بالحادث

الأربعاء، 23 يوليو 2014 04:05 ص
ذكرى اغتيال ناجى العلى "المنحاز وآخر الأحياء".. أبدع "حنظلة" المقاوم بالحجارة.. وخلد الانتفاضة برسوماته.. وغادر فلسطين بعد النكبة وعاش ببيروت وطرد من الكويت وقتل فى لندن.. وشكوك حول تورط عرفات بالحادث ناجى العلى
كتب أحمد أبوحجر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"اسمى ناجى العلى، ولدت وين أنولد المسيح عليه السلام، بين طبرية فى الناصرة فى قرية الشجرة بالجليل الشمالى، أخرجونى من هناك بعد عشر سنوات فى عام 1948 إلى مخيم عين الحلوة فى لبنان"، هكذا يعرف نفسه رسام الكاريكاتير الفلسطينى ناجى العلى، الذى مر أمس الذكرى الـ27 على وفاته.

وقضى ناجى العلى، بفلسطين نحو عشر سنوات وغادرها فى أعقاب النكسة إلى مخيم عين الحلوة بلبنان، ويقول عن تلك الفترة "أذكر هذه السنوات العشر، أكثر مما أذكره من بقية عمرى، لسه العشب والحجر والظل والنور أشياء ثابتة، كأنها محفورة فى عيونى حفراً، لم يخرجها كل ما رأيته بعد ذلك، سأظل ابن العشرة الأعوام فقط".

وبدأ من مخيم عين الحلوة بلبنان، مشوار "العلى"، فى الرسم الذى بدأه تنفيذا لوصية من أستاذه بالمدرسة الابتدائية بالمخيم، حيث كانت الظروف قاسية على أبناء فلسطين فى المخيم الذى قيل عنه "لم يكن لهم أى حقوق"، فالمخيم لم يكن يماثل وطنا بديلا لحلمه الأصلى فى الرجوع إلى فلسطين، التى اعتبرها الوطن، ففى سنة 1959 التحق بأكاديمية ألكيس بطرس للفنون، لكنه لم يكمل دراسته بسبب اعتقاله نحو6 مرات خلال شهرين، فانتقلت رسوماته من حيطان المخيم إلى جدران سجون الجيش اللبنانى، الذى دأب فى القبض على الفلسطينيين.

وبدأ العلى مشواره فى الرسم بصدق، فعبر بجرأة، وانتقد بقوة، وفتحت له الصحف صدر صفحاتها، وصارت رسوماته حديث الشارع والساسة، ويقول ناجى "لست مهرجاً، ولست شاعر قبيلة، إننى أطرد عن قلبى مهمة لا تلبث أن تعود، ولكنها تكفى لتمنحنى مبرراً لأن أحيا، أنا متهم بالانحياز، وهى تهمة لا أنفيها، أنا لست محايداً، أنا منحاز لمن هم 'تحت' الذين يرزحون تحت نير الأكاذيب، وأطنان التضليلات، وصخور القهر والنهب وأحجار السجون والمعتقلات، أنا منحاز لمن ينامون فى مصر بين قبور الموتى، ولمن يقضون لياليهم فى لبنان يشحذون السلاح الذى سيستخرجون به شمس الصباح، ولمن يقرؤون كتاب الوطن فى المخيمات".

وفى لبنان لم يحتمل أحد نقد "العلى" العنيف، فقرر السفر إلى الكويت حيث عاش هناك لسنوات، ورسم فى صحيفة 'القبس' حتى صار معلماً من معالمها، ثم خرج مطروداً من الكويت بعد ضغوط سياسية إلى لندن.

"اللى بدو يكتب عن فلسطين، واللى بدو يرسم عن فلسطين، لازم يعرف حاله ميت، أنا مش ممكن أتخلى عن مبادئى ولو على قطع رقبتي"، لم تكن هذه الكلمات البسيطة والواضحة، سوى تعليق من التعليقات التى كان يكتبها ناجى العلى على رسومه، التى وصل إجمالى ما رسمه نحو 40 ألف لوحة كاريكاتير، لم ينشر سوى ثمانية آلاف.

وفى لندن بـ22 يوليو 1987 اغتيل ناجى على يد يد شاب يدعى بشار سمارة منتسبا إلى منظمة التحرير الفلسطينية، بالإضافة إلى كونه عميلا لجهاز الموساد الإسرائيلى، حيث أطلق النار على الرسام الفلسطينى فأصابه تحت عينه اليمنى، ومكث فى غيبوبة حتى وفاته ودفن فى لندن رغم طلبه أن يدفن فى مخيم عين الحلوة بجانب والده، وذلك لصعوبة تحقيق طلبه.

ويبقى السؤال من قتل ناجى العلى؟ خالد ابن ناجى العلى قال إنه لا يبرئ ياسر عرفات من تهمة اغتيال والده، لكنه يضيف فى موضع آخر: يشرفنا أكثر أن يكون الموساد اغتاله.

ومات العلى لكن بقى حنظله، ذاك الصبى صاحب العشرة أعوام، ويقول عنه "العلى"، "سيظل حنظله دائما فى العاشرة من عمره، ففى تلك السن غادر فلسطين وحين يعود حنظله إلى فلسطين، سيكون بعد فى العاشرة ثم يبدأ فى الكبر، فقوانين الطبيعة لا تنطبق عليه لأنه استثناء، كما هو فقدان الوطن استثناء" وحنظلة الذى يظهر وهو يدير ظهره، وقد كتف يديه إلى الخلف ويحمل فى إحداها حجر، حتى أصبحت رمز لأطفال الحجارة فيما بعد.

ورحل العلى وبقى حنظله والحجارة مازالت، بقى حنظله الشاهد على التخاذل العربى والصمت الأجنبى.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة