لا أظن أن أمة دفعت ثمنًا لقضيةٍ عادلة مثلما دفع العرب فى صراعهم مع «إسرائيل» من أجل «القضية الفلسطينية»، فلا أحد يريد أن يعترف بالواقع كما نراه حيث تجرى عملية «التطويق الإرهابى» والاستخدام الظالم للإسلام والخلافة والحكم الشرعى مبررًا لارتكاب جرائم يومية والدفع بالقضية الفلسطينية إلى مأزقٍ حقيقى يكاد يطيح بثمار النضال الطويل والكفاح المسلح، فتارة يزرعون الخلافات الفلسطينية الفلسطينية وتارة أخرى يصدرون تأثير الخلافات العربية إلى القضية وتارة ثالثة يدقون إسفينًا بين «مصر» وحركة «حماس» فى محاولة لتشويه دور «القاهرة» التاريخى تجاه القضية الكبرى.
إننا نظن أن ما جرى ويجرى على الساحة العربية عمومًا والفلسطينية خصوصًا هو محاولة لوضع نهاية للكفاح من أجل تحرير الأرض وإقامة الدولة الفلسطينية وعملية التفافٍ خبيثة على «حل الدولتين» واستثمار الأوضاع المتردية فى الشرق الأوسط لخدمة أهداف الدولة العبرية وسياسات «إسرائيل» التوسعية، ولذلك فإننا ندرك أن القضية الفلسطينية قد دخلت فى مأزقٍ حقيقى فهى تواجه «إسرائيل» بمخططاتها دون أن يكون لها ظهيرٌ عربى قوى، ولقد انعكست الخلافات العربية العربية على ما يجرى فى المواجهة بين «إسرائيل» و«حماس» وحاول بعض الفلسطينيين اختزال المقاومة الفلسطينية فى حركة المقاومة الإسلامية وحدها بينما سعى آخرون إلى خلق نوعٍ من التنافس الأحمق مع دور «القاهرة» دولة الجوار العربية الكبرى لفلسطين، وتصدرت الأجندات الخارجية المشهد برمته وجرت محاولات لإقحام اللاعب التركى بديلاً لدور «مصر»، بينما «تركيا الحديثة» هى حليفٌ تاريخى وشريك استراتيجى لدولة «إسرائيل»! وكأننا «نعطى «القط» مفتاح الكرار» كما يقولون فى العامية المصرية، ولا يمكن أن نتصور أن «تركيا» دولة «الأطلنطي» يمكن أن تتحول بين يوم وليلة إلى نصيرٍ حقيقى للحقوق الفلسطينية حتى ولو رفع «أردوغان» رايات الإسلام صباح مساء.
د. مصطفى الفقى يكتب: العرب دفعوا ثمنا كبيرا من أجل القضية الفلسطينية.. هناك تحركات متواصلة للإطاحة بثمار النضال الطويل.. وتركيا لا يمكن أن تتحول بين يوم وليلة لنصير للحقوق والحريات
الأربعاء، 23 يوليو 2014 08:25 ص
د. مصطفى الفقى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة