حزب الله فى العدد الجديد من سلسلة "مراصد" بمكتبة الإسكندرية

الأربعاء، 23 يوليو 2014 04:09 ص
حزب الله فى العدد الجديد من سلسلة "مراصد" بمكتبة الإسكندرية مكتبة الإسكندرية
الإسكندرية - جاكلين منير

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
صدر عن وحدة الدراسات المستقبلية بمكتبة الإسكندرية العدد الـ20 من سلسلة "مراصد"، والتى تضم دراسة بعنوان "حزب الله.. إشكالية السياسة والمقاومة فى مجتمع متنوع"، لعبد الغنى عماد.

ويقول الكاتب إنه لم يكن دور الشيعة فى لبنان يمثل هذه الأهمية التى يحتلها اليوم، ولم يكن بالتالى يستقطب ذلك الكم من الدراسات والاهتمام الإعلامى والسياسى، ليس على الصعيد المحلى والإقليمى فقط، بل أيضًا على الصعيد الدولى، وهو اهتمام أخذ بالازدياد والتوسع خلال الحرب الأهلية فى لبنان وما نتج منها من تضخم لدور الميليشيات من جهة، ولاحتلال الجنوب اللبنانى من قبل جيش الاحتلال الصهيونى من جهة ثانية، الأمر الذى أدى إلى بروز دور جديد ومؤثر لـ"حركة أمل" فى العديد من المحطات العسكرية للحرب اللبنانية، وإلى انبثاق المقاومة الإسلامية التى قادها "حزب الله" لتحرير الجنوب.

وعلى خلفية الأحداث والتحولات الهائلة فى لبنان والمنطقة، كانت ولادة "حزب الله" خلال السنوات الأولى من عمره، 1982-1985، ولادة أمنية وعسكرية، مدشنًا بذلك مواجهته للاحتلال الصهيونى فى منطقة خلدة جنوب بيروت، فتشكلت نواته الأولى من مجموعات علمائية ولجان إسلامية، ومستقلين، اجتمعت لمواجهة الاحتلال الصهيونى الذى أصبح على أبواب بيروت.

وكانت البداية سرية والعمل التنظيمى يجرى تحت الأرض، والقيادة غير معلنة، وسميت فى البداية بـ"مجلس الشورى" الذى انكب على تنظيم أعمال المقاومة الإسلامية والتنسيق بين مجموعاتها، وكان يتألف من 12 شخصًا أغلبيتهم من رجال الدين.

ولقد تأخر الاعتماد الرسمى لاسم "حزب الله" حتى مايو 1984 حين أنشئ مكتب سياسى للحزب، وتقرر إصدار صحيفة أسبوعية هى "العهد".

ويحدد "حزب الله" ويشرح فى انطلاقته، بلسان الناطق باسمه السيد إبراهيم الأمين، خلفيات وأبعاد "الرسالة المفتوحة"، فيقول إنها تتضمن ثلاثة عناصر الأول يتمثل فى أنهم يعملون "من منطلق بنية عقائدية كاملة"، وأنهم أصحاب رسالة يجب أن تعم العالم حتى تعيش الإنسانية مبادئ وتشريعات وأخلاق القرآن، والثانى يتمثل فى العنصر السياسى الذى يفرض "دخولنا حالة صراع مع كل التجمعات البشرية التى ترفض أن تتعامل مع الإسلام كرسالة للحياة".

يؤرخ "حزب الله" نشأته عام 1982 مع أول عملية استشهادية قام بها أحمد قصير ضد مقر الحاكم العسكرى الإسرائيلى فى صور، مع أن البيان الرسمى لقيام الحزب لم يعلن إلا فى 16 / فبراير 1985 فى ذكرى اغتيال الشيخ راغب حرب الأولى على يد القوات الإسرائيلية.

فرض توسع قاعدة "حزب الله" وانتشاره فى التجمعات الشيعية الرئيسة بدايةً فى البقاع، ومن ثم فى ضاحية بيروت والجنوب، وجوب إقامة هيكلية تنظيمية لقيادة التنظيم وتوجيهه وإدارته، وحافظت البدايات التنظيمية فى سنواتها الأولى على السرية وبتوجيه من الحرس الثورى الإيرانى، وفق نظام ذى هرمية واضحة، ترأسها مجموعة من رجال الدين المعروفين، كانوا يظهرون علنًا فى المقابلات والصحف اللبنانية والأجنبية، لكنهم حرصوا على عدم كشف مناصبهم ولا مواقعهم فى النظام الهرمى الذى يعملون فيه.

على مستوى الهيكلية التنظيمية العامة، استقرت على مبدأ القيادة الجماعية بدلاً من القيادة الفردية، وأطلق تسمية "الشورى" على هذه القيادة، وأُقر نظام داخلى يحدد عدد أعضاء الشورى وصلاحياتها على أن يتم انتخابهم من قبل الكوادر الأساسية للحزب الذين يشغلون موقع مسئول قسم وما فوق، ومن ثم تتولى الشورى انتخاب أمين عام من بين أعضائها.

ويستخدم "حزب الله" آليات فاعلة لضبط وإدارة مجتمعه التنظيمى وإبقاء جذوة التعبئة حول خطابه العقائدى والسياسى متّقدة، بما يؤدى إلى تصليب وحدته وتفعيل حركته، وتتمثل أهم هذه الآليات بالتشديد الدائم على دور المرجعية الدينية والولاء لزعامتها الجديدة المتمثلة بالولى الفقيه، التى ترى وفق المنظور الخمينى أن دور العلماء مماثل لدور الأنبياء والأئمة، وأن عملهم لا يقتصر على المسائل الحسبية وبيان الأحكام، بل يتصل بالقضايا الاجتماعية والسياسية، كما أنه لا يقتصر على "البيان" فقط، بل يشمل حقل التطبيق والممارسة.

ونجح "الحزب" فى استثمار آلته الإعلامية بشكل فاعل، ونجح فى توظيف تقنيات الصوت والصورة إلى أبعد الحدود فى عملية التعبئة والحشد لثقافة المقاومة والثقافة الدينية، وتغطية وتعميم الأنشطة الكثيفة فى مشهديه بصرية تستخدم تقنيات حديثة لترويج الموقف السياسى وتعميم المشروع والخطاب.

ويرى الكاتب أن المشهد السياسى الشيعى اليوم يعيش حالة من المخاوف ناتجة عن الانسحاب العسكرى الأمنى السورى والتى عمدت الشيعية السياسية على توظيفها بفعالية لتحويلها إلى هواجس تم تضخيمها بعد حرب يوليو 2006؛ إذ انتشرت بعدها تحليلات تتحدث عن أهداف هذه الحرب والتى كان على أجندتها اقتلاع الشيعة وتهجيرهم ونفيهم إلى مناطق خارج لبنان.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة