فى خطوة مفاجئة اعتبرها خبراء أنها بداية لعودة الجماعة الإسلامية إلى المشهد السياسى فى ثوب جديد، أعلن حزب البناء والتنمية الذراع السياسية للجماعة عن تنظيم حملة جديدة قال إنها تهدف لاستعادة اللحمة الوطنية وإعلاء قيم التسامح والحوار وقبول الآخر.
فيما قالت مصادر داخل تحالف دعم الإخوان إن المبادرة الجديدة جاءت بعد مشاورة عدد من قيادات التحالف، ,وتتضمن عدداً من البنود كمقدمات لتحقيق المصالحة، عقب القبض على عدد من قيادات الجماعة الإسلامية فى الفترة الأخيرة مما جعل قيادات الحزب والجماعة يفكرون فى طرح سبل لحل الأزمة.
وأضافت المصادر فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" أن المبادرة سوف تتضمن الإفراج عن القيادات، وضرورة السعى نحو تحقيق الحوار، بعد أن استمع بعض القيادات لنصائح عبود الزمر.
وقال الحزب فى بيان نشره على موقعه الرسمى إن الحملة تشمل عددًا من الفعاليات تبدأ بتدشين مؤتمر صحفى الخميس الساعة الثانية عشرة ظهرًا بمقر الحزب بالمهندسين.
وأوضح الحزب أن الحملة تحت شعار"من أجل الوطن" فى إطار جهود الحزب الدائمة للحفاظ على النسيج الوطنى وحرصه على أن يكون جزءا أساسيا وفاعلا فى حل مشكلات أبناء الوطن الواحد.
من جانبه قال الدكتور سعد الدين إبراهيم، رئيس مجلس أمناء مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية، إن الحملة الجديد التى أطلقها حزب البناء والتنمية الذراع السياسية للجماعة الإسلامية هو محاولة للجماعة للظهور بثوب جديد، من خلال إطلاق مبادرة جديدة للمصالحة.
وأضاف إبراهيم فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" أن الجماعة الإسلامية تريد العودة للمسرح السياسى بثوب جديد وأهداف جديدة، وهناك أكثر من طرف إسلامى يريد وراثة الإخوان مثل السلفيين والصوفيين والجماعة الإسلامية، ولكن دون التقيد بأجنداتها.
وأوضح أن القبض على قيادات بارزة بالجماعة الإسلامية وحزبها كان بمثابة ورقة ضغط لجعلها تتقدم بهذه المبادرة، من أجل التفاوض على الإفراج عن تلك القيادات، مؤكدا أن تلك المبادرة تعد تحول فى أجندة الإسلاميين.
وفى نفس السياق قال هشام النجار الباحث الإسلامى إن إعلان حزب البناء والتنمية إعلان حملة "من أجل الوطن" للحوار المجتمعى وقبول الآخر، بداية للحزب فى أن يكون مستقلاً فى إرادته وقراراته وأسلوب أدائه السياسى، مشيرا إلى أنه إذا طبقت هذه الاستقلالية مبكراً لما حدث هذا التدهور الحالى.
وأضاف النجار فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" أن الحزب الآن يحتاج إلى كشف حساب وإعادة تقييم تجربته القصيرة فى المشهد السياسى ومن ثم إعادة اكتشاف ذاته بعد أن غابت ملامحه وراء اختيارات وسلوك وقرارات وخطاب الآخرين.
وأوضح أن على الجماعة الإسلامية وحزبها قبل أن يطلقوا أى حملة أو مبادرة أن يسبقها خطوات إصلاحية وتغييرات فى استراتيجية تحركها وخطابها وتحالفاتها، وهذه التغييرات فى حد ذاتها مبادرة من الجماعة للتصالح مع المجتمع ومع الدولة لكسب الثقة وإزالة الاحتقان ومشاعر الريبة والتوجس وتهيئة المناخ للاندماج فى العملية السياسية ومواصلة النشاط المجتمعى، متابعا: "لكن تكرار الكلام التقليدى المعاد عن مبادرات وأمنيات لحل سياسى يضمن حقن الدماء والحفاظ على الجيش هذه الإسطوانة دون فعل إيجابى وتغيير حقيقى على الأرض، فلا قيمة له لتظل الجماعة جزءا من المشكلة وليس الحل وطرفا فى الصراع بما لا يحق لها منطقياً الحديث عن مباردات أو وساطات.
موضوعات متلعقة
"إصلاح الجماعة الإسلامية":"البناء والتنمية" لم يقدم للوطن سوى التعصب
سعد الدين إبراهيم: مبادرة الجماعة الإسلامية محاولة للعودة للسياسة
قيادى سابق بالجماعة الإسلامية: أمين عام الإخوان يريد خداع أعضائها
الجماعة الإسلامية: ندعم جهود الجيش فى تعقب جناة حادث الوادى الجديد
الجماعة الإسلامية تسعى للعودة للمشهد السياسى بـ"من أجل الوطن".. مصادر: المبادرة عرضت على تحالف الإخوان.. وسعد الدين إبراهيم: محاولة للعودة للمسرح السياسى.. وباحث إسلامى: يجب تغيير خطابها أولا
الأربعاء، 23 يوليو 2014 08:34 م
عصام دربالة رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة