شهد اليوم، الثلاثاء، نشاطا مكثفا للرئيس عبد الفتاح السيسى، بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة، حيث بدأ بلقاء بان كى مون، سكرتير عام الأمم المتحدة، ثم التقى الرئيس السيسى بوزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية جون كيرى، فى مباحثات مطولة، كما تلقى الرئيس السيسى اتصالا هاتفيا من رئيس جنوب أفريقيا جاكوب زوما، الذى أكد خلال الاتصال دعم بلاده للمبادرة المصرية لوقف إطلاق النار بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى.
وجاء اللقاء الأول، صباح اليوم الثلاثاء، حيث استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسى، بان كى مون، سكرتير عام الأمم المتحدة، وذلك بحضور سامح شكرى، وزير الخارجية، وروبرت سيرى، منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام فى الشرق الأوسط.
وقال السفير إيهاب بدوى، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، إن سكرتير عام الأمم المتحدة قد أعرب أثناء اللقاء عن تضامنه مع الشعب الفلسطينى، مؤكدا على تأييده ودعمه الكامل للمبادرة المصرية، ومتمنيا أن يتبناها الطرفان، لاسيما أن إسرائيل سبق أن أعربت عن قبولها.
تناول "بان كى مون" جولته إلى المنطقة، مشيرا إلى أنها تستهدف حقن دماء الأبرياء من أبناء الشعب الفلسطينى، ومنوها إلى أنه لا يمكن أن يصمت إزاء إزهاق الأرواح، ومؤكدا على ضرورة أن تراعى إسرائيل أن يكون رد فعها متناسباً وليس مبالغاً فيه.
كما قدم المسئول الأممى الشكر لمصر، حكومة وشعبا، على استجابتها الإنسانية السريعة وفتح معبر رفح لاستقبال الجرحى والمصابين الفلسطينيين، فضلا عن تقديمها مساعدات غذائية ودوائية للشعب الفلسطينى.
وأضاف "بدوى" أن الرئيس تناول أثناء اللقاء عناصر المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار فى غزة، والتأكيد على أن الأولوية بالنسبة لمصر هى حماية الشعب الفلسطينى ومنع سقوط مزيد من الضحايا، منوهاً إلى أن كلا من السلطة الوطنية الفلسطينية وإسرائيل قد وافقتا على المبادرة المصرية، وكذا إلى أن الأزمة الراهنة ستكون لها انعكاسات شديدة السلبية على مسار مفاوضات السلام.
و تطرق اللقاء إلى بعض المطالب الخاصة بتنمية وتطوير البنية الأساسية فى قطاع غزة، وهى المطالب التى رؤى إمكانية الاستجابة لها من خلال عقد مؤتمر دولى للمانحين لهذا الغرض؛ فأشار الرئيس إلى أن هذه المرحلة ستكون لاحقة على التوصل إلى اتفاق بشأن وقف إطلاق النار وتثبيته، حتى تؤتى أية جهود تنموية فى القطاع ثمارها، حيث سبق أن قامت عدة دول عربية شقيقة فى منطقة الخليج العربى بجهود لإعادة إعمار القطاع وتنميته، ومشددا على أنه يتعين أن يرافق المطالبةَ بوقف إطلاق النار، نداءٌ إلى المجتمع الدولى لإعادة إعمار غزة.
وعلى الصعيد الأممى، وجه سكرتير عام الأمم المتحدة الدعوة للرئيس السيسى لرئاسة وفد مصر إلى قمة تغير المناخ التى ستعقد فى سبتمبر المقبل.
وعبر الرئيس عن حرص مصر على المشاركة الفعالة فى عمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام إسهاماً منها فى دعم جهود المنظمة لصون السلم والأمن الدوليين، وتطلعنا لزيادة الحجم الحالى للمساهمات المصرية؛ فأشار سكرتير عام الأمم المتحدة إلى أن البعثات الأممية بحاجة إلى الدعم الكامل من كافة الدول الأعضاء، مشيداً بحرفية ومهارة القوات المصرية ومستوى تأهيلها وتدريبها.
وعلى صعيد مكافحة الإرهاب، اتفقت الرؤى حول أهمية تكاتف جهود المجتمع الدولى، والدور الذى يمكن أن تضطلع به المنظمة الأممية، لدحر الإرهاب ومكافحته، أخذا فى الاعتبار انتشار الإرهاب فى العديد من الدول الأفريقية، فضلاً عن منطقة الشرق الأوسط، وهو الأمر الذى يؤشر إلى ارتباط انتشار هذه الظاهرة بالفقر وتراجع معدلات التنمية البشرية والاقتصادية.
وعقد الرئيس مباحثات مطولة مع وزير خارجية أمريكا جون كيرى، وعقب اللقاء، عقد سامح شكرى وزير الخارجية المصرى، ونظيره الأمريكى مؤتمرا صحفيا، خالياً من الأسئلة، حيث اكتفى الطرفان بإلقاء بيانين على الصحفيين، حول موقف مصر وأمريكا من الأوضاع الحالية.
وقال جون كيرى، وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية، إنه عقد اجتماعا مطولا مع وزير الخارجية سامح شكرى، ثم مع الرئيس عبد الفتاح السيسى.
وأدان كيرى، الحادث الإرهابى الذى وقع موجها الشكر إلى الشعب المصرى على الجهود الشاقة التى تحملها جراء هذا الحادث.
وحول القضية الفلسطينية، قال جون كيرى، إنه على مدى الأيام الماضية كنت على اتصال وثيق مع الرئيس محمود عباس وآخرين، مشيرا إلى أن هناك إطارا لوقف العنف وهى المبادرة المصرية التى تم طرحها.
وأضاف أن الولايات المتحدة التزمت بتقديم ٤٧ مليون دولار كمساعدة إنسانية لأهل غزة، وقال: "نحن نفهم حمية إعادة الإعمار على المدى الطويل، ومتفهمون لتعقيدات مختلف الأمور".
وقال إن خسارة الأرواح أمر يكسر القلوب، "ونحن نسعى لإقناع الأطراف المعنية بوقف إطلاق النار والعودة لما تم الاتفاق عليه فى عام ٢٠١٢".
وأشار إلى أن أمام حركة حماس خيارا لكى تقوم به وسيكون له أثر على شعب غزة، وقد قدم المصريون إطارا لكى تجلس حماس على طاولة المفاوضات، لافتا إلى أن الرئيس محمود عباس سافر عدة دول لكى يتم التوصل إلى اتفاق بشأن القضية الفلسطينية.
وقال كيرى إن الاجتماعات كانت بناءة لإيجاد طريق بناء، لوقف العنف، وأنه سيزور عدة دول فى هذا الإطار، مضيفا: "نحن نعرف إلى أين يجب أن نصل ولكن هناك آلاف من العائلات البريئة من كافة الأطراف تقع كضحية لهذا الصراع".
وشن كيرى هجوما على حركة حماس، وقال: "رأينا لمدة أسبوعين ماضيين حركة حماس وهى تطلق الصواريخ على الأحياء الإسرائيلية، وتستخدم شبكة الأنقاق المعقدة التى حفرتها لتخطط لخطف وقتل المواطنين الإسرائليين.. ولمدة أسبوعين أيضا رأينا إسرئيل وهى ترد على هذه الهجمات مثل أى دولة لها حق الررد ونحن ندعم حق إسرائيل فى الدفاع عن نفسها".
وأضاف "كيرى": للأسف أن الأشخاص العالقين فى هذه الأزمة هم مئات المدنيين الأبرياء، وقد رأينا المئات من المدنيين فى غزة يخسرون حياتهم فى هذا الصراع، نحن ندعم حق إسرائيل كدولة لها الحق فى الدفاع عن نفسها والرد على هجمات حماس، مضيفا: "لذا نحن نعمل والمجتمع الدولى ومجتمعون هنا اليوم لأننا رأينا الكثير من سفك الدماء من جانب جميع الأطراف والضحايا كثيرون بما فيهم مواطنين أمريكيين أيضا.
وقال "كيرى": "لقد رأينا أيضا الأزمة فى غزة تنمو وتسوء يوما بعد يوم، فيما يخسر الناس بيوتهم وأسلوب حياتهم بأكمله، مضيفا: التزمت الولايات المتحدة أمس بتقديم 47 مليون دولار للمساعدة الإنسانية غزة، ونحن نثق فى أن المجتمع الدولى يقدر أن يقوم بأكثر من ذلك.
وتابع:"نفهم أهمية إعادة الإعمار فى غزة على المدى الطويل، ولكن متى تم الاتفاق على وقف إطلاق النار فنحن على استعداد لمناقشة جميع القضايا التى أدت لتلك الأزمة".
وأكد أن حماس أمامها خيار الآن لتخفيف معاناة شعبها وذلك عبر القبول بالمبادرة المصرية، فالمصريون قدموا إطارا، كى تأتى حماس إلى طاولة الحوار مع الفصائل الأخرى، والرئيس عباس أبو مازن جاء إلى هنا (القاهرة) لتشجيع الشعب الفلسطينى للوصول إلى اتفاق بشأن هذه القضية.
ومن جانبه، رحب سامح شكرى، وزير الخارجية، بنظيره الأمريكى جون كيرى الذى يزور القاهرة حاليا، مشيرا إلى أنه يأتى فى ظروف دقيقة تمر بها المنطقة.
وقال شكرى فى مؤتمر صحفى مشترك، مع كيرى، عقب لقاء الأخير بالرئيس عبد الفتاح السيسى، إن الرؤى توافقت على أهمية استجابة الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى بوقف فورى لإطلاق النار، وفق المبادرة المصرية.
وأضاف سامح شكرى، أن المباحثات بين الرئيس عبد الفتاح السيسى، ووزير الخارجية الأمريكى جون كيرى، تطرقت إلى العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، وكذلك القضايا الإقليمية والدولية.
وأشاد وزير الخارجية المصرى بإدانة الولايات المتحدة للحادث الإرهابى الذى استشهد فيه ٢٢ جنديا مصريا بمنطقة الفرافرة.
ومن ناحية أخرى، تلقى الرئيس عبد الفتاح السيسى، اليوم اتصالا هاتفيا من جاكوب زوما، رئيس جمهورية جنوب أفريقيا، حيث توافقت رؤى الرئيسين على أهمية التشاور والتنسيق لما فيه مصلحة القارة الأفريقية، لاسيما فى ضوء ما تعانيه عدة مناطق فى القارة من مشكلات وتحديات سواء فيما يتعلق بالتنمية أو مكافحة الإرهاب وتحقيق الاستقرار، فضلا عن بؤر الاضطرابات العديدة السائدة فى منطقة الشرق الأوسط.
وقال السفير إيهاب بدوى، المتحدث الرسمى باِسم رئاسة الجمهورية، إن الرئيس أكد أثناء الاتصال على أن مصر تبادل جنوب أفريقيا ذات الحرص على تعزيز العلاقات الثنائية، مشيرا إلى أهمية العمل معا لمواجهة التحديات التى تواجهها القارة الافريقية ومنطقة الشرق الأوسط.
كما تناول "السيسى" الجهود والاتصالات التى تواليها مصر مع مختلف الأطراف الإقليمية والدولية لوقف إطلاق النار؛ حقنا لدماء الأشقاء الفلسطينيين، مستعرضا عناصر المبادرة المصرية الرامية إلى وقف إطلاق النار وتحقيق التهدئة، بما يساهم فى تجنب التصعيد وعدم الإضرار بإمكانيات استئناف مفاوضات السلام بين الجانبين فى المستقبل.
ومن جانبه، رحب "زوما" بالمبادرة المصرية، مشيداً بالجهود التى تبذلها مصر للتوصل إلى انفراجة فى الأزمة الاسرائيلية – الفلسطينية، ومنوهاً إلى أهمية دعم المجتمع الدولى لهذه المبادرة، ومناشدة كافة الأطراف لتغليب صوت العقل، فضلا عن أهمية تقديم المساعدات الإنسانية للجانب الفلسطينى.
ووجه الرئيس الدعوة للرئيس الجنوب أفريقى لزيارة مصر، وهى الدعوة التى رحب بها الرئيس زوما معربا عن تطلعه لزيارة مصر.
وأكد الرئيس، فى ختام الاتصال، أن مصر تدشن لحقبة جديدة مع أفريقيا، وأننا نتطلع لتعزيز التعاون مع كافة دول القارة، وفى مقدمتها جمهورية جنوب أفريقيا.
موضوعات متعلقة..
"السيسى" يدعو رئيس جنوب إفريقيا لزيارة مصر
حصاد الرئاسة .. الرئيس يجرى مباحثات مع سكرتير عام الأمم المتحدة ووزير الخارجية الأمريكى ويتلقى اتصالا هاتفيا من رئيس جنوب أفريقيا.. "كى مون" وواشنطن وجوهانسبرج يدعمون المبادرة المصرية بشأن غزة
الثلاثاء، 22 يوليو 2014 11:12 م
الرئيس عبد الفتاح السيسى
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
Hamdy Abdel-Gawad
ربنا يوفقك سيادة الرئيس /عبد الفتاح السيسي. وكل عام وانتم بخير.