الإمام الأكبر: أهل الكبر هم رموز الشَّر فى الكون وإبليس هو رائدهم

الثلاثاء، 22 يوليو 2014 03:12 م
الإمام الأكبر: أهل الكبر هم رموز الشَّر فى الكون وإبليس هو رائدهم الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب
كتب لؤى على

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تحدث الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، فى برنامجه اليومى، الذى يذاع طوال شهر رمضان المبارك، على الفضائية المصرية عن رذيلة الكبر، وذم المتكبرين.

وأوضح، أن الكبر هو احتقار الناس والاستهانة بهم ورفض الحق والترفع عن قبوله، كما أخبرنا بذلك النبى - صلى الله عليه وسلم - فى حديثه الشريف:" "... الكِبْر: بَطَرُ الْحَقِّ، وَغَمْطُ النَّاسِ" "بطر الحق: أى رفضه وعدم قبوله، و"غمطُ النَّاس" احتقارهم، والاستهانة بهم، وهو رذيلة من الرذائل، بل من أكبر الرذائل الأخلاقية، التى يتولد عنها رذائل أخرى؛ كالعُجب والحقد والحسد، وهو الرذيلة التى تقابل فضيلة التواضع .

وتابع، أن الكبر وما اشتق منه؛ مثل: استكبروا، واستكبرتم، يستكبر، ويستكبرون، والمتكبرين، قد ورد فى معرض الذم والوعيد فى خمسين موضعًا من القرآن الكريم على الأقل، وهذا دليل على خطورة هذا المرض الأخلاقى اللعين، الذى يهدم المجتمعات، إذ لا توجد مجتمعات قامت على المتكبرين أبدًا، وهو من الكبائر، وأسوأ أنواعه وأكثرها شرًّا "كِبرُ العُلَمَاء" كما نراه من بعض العلماء الذين يتيهون بعلمهم، ويعتقدون فى أنفسهم الأمانة فى العلم، وتجدهم يفخرون بعلمهم، يطلبون به الظهور، ويتعالون به على الناس، مع أنهم أولى الناس بالتواضع وأولاهم بالأخلاق الحَسنة؛ لأنه يُدَرِّسُون علوم القرآن والسنة، وبركة العلم أن تعمل بما تعلم ولو كان قليلًا، وتكبرهم يكون وبالاً عليهم يخسرهم الآخرة، وإن ربحوا الدنيا وما فيها، فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ - رَضِى اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: "إِنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَذَابًا يَوْمَ الْقِيامَةِ عَالِمٌ لَمْ يَنْفَعْهُ اللهُ بِعِلْمُهُ "، وعَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " يُجَاءُ بِالرَّجُلِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُلْقَى فِى النَّارِ، فَتَنْدَلِقُ أَقْتَابُهُ، فَيَدُورُ بِهَا كَمَا يَدُورُ الْحِمَارُ بِرَحَاهُ، فَيَفْزَعُ لَهُ أَهْلُ النَّارِ فَيَجْتَمِعُونَ لَهُ فَيَقُولُونَ لَهُ: يَا فُلَانُ، مَا لَقِيتَ؟ أَلَمْ تَكُنْ تَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ؟ قَالَ: بَلَى، كُنْتُ آمُرُ بِالْمَعْرُوفِ وَلَا آتِيهِ، وَأَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ وَلَا أَنْتَهِى ".

وأضاف، أن أهل الكبر هم رموز الشَّر فى هذا الكون، فإبليس هو رائد المتكبرين وقائدهم إلى جهنم، حيث رفض الأمر الإلهى بالسجود لآدم - عليه السلام: (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلا إِبْلِيسَ)، و( قَالَ) متكبرا: (أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا) {الإسراء 61}؛ أى أتريدنى أن أسجد لشخص أنت خلقته من طين وأنا مخلوق من نار، فعظمتى تمنعنى من ذلك، ولذلك كان كبره سبباً فى طرده من الجنة، وكذلك فرعون استكبر أن يكون عبد الله، قال تعالى: «مِن فِرْعَوْنَ إِنَّهُ كَانَ عَالِيًا مِّنَ الْمُسْرِفِينَ {الدخان: 31}، ومن المستكبرين فى عصرنا هذا، الملحدون الذى يأنفون من عبادة الله، ويعتقدون أن الإيمان بالله تعالى تأخر وظلام ورجعية، وأن هذه الاعتقادات لا تليق بعقولهم الحداثية الراقية المتطورة والمتحضرة، فإلحادهم نابع من "كبر " فى نفوسهم وفى عقولهم.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة