تواجه بطولة كأس الخليج للمنتخبات "خليجى 22" التى تستضيفها العاصمة السعودية "الرياض" فى نوفمبر المقبل أزمة كبيرة، بسبب الأزمات السياسية التى تعصف بمعظم دول الخليج فى الوقت الراهن، واتساع دائرة الخلافات بين الدول المشاركة فى الحدث الكروى على الصعيد السياسى، وهو الأمر الذى قد يؤثر بالسلب على البطولة، التى توج المنتخب الإماراتى بطلاً لها فى نسختها الأخيرة.
العراق وتنظيم داعش
البداية مع المنتخب العراقى، الذى يواجه خطر الانسحاب من منافسات "خليجى 22"، بسبب اتساع دائرة العنف فى البلاد، خاصة بعد انهيار الجيش العراقى، واستيلاء تنظيم الدولة الإسلامية للعراق والشام "داعش" على معظم المدن العراقية، وتوالى سقوط القتلى والجرحى بشكل يومى جراء الأعمال التخريبية التى تشهدها البلاد.
وما يؤكد تأثر النشاط الرياضى بالأحداث السياسية التى تشهدها البلاد، هو قرار الاتحاد العراقى لكرة القدم، إلغاء مسابقة الدورى هذا الموسم، بعد مرور 21 جولة على انطلاق البطولة، بسبب تدهور الأوضاع الأمنية فى البلاد، واشتعال المعارك الدائرة حالياً بين الجيش العراقى وتنظيم "داعش"، وذلك يوم 18 يونيو الماضى.
وقرر اتحاد الكرة، اعتبار نادى الشرطة بطلاً للمسابقة، حيث يتصدر جدول ترتيب البطولة، برصيد 43 نقطة، متفوقاً بفارق نقطة واحدة على آربيل صاحب المركز الثانى.
وتسيطر حالة من الغموض على مصير النشاط الكروى فى البلاد، خاصة مع استيلاء تنظيم "داعش" على عدد من المدن هناك أبرزها "الموصل" العاصمة الثانية للعراق بعد "بغداد"، كما يسود الغموض حول استعدادات المنتخب العراقى للمشاركة فى بطولة كأس الخليج، بسبب تدهور الأوضاع الأمنية هناك.
يأتى هذا فى الوقت الذى تكون فيه الإمارات أو قطر "مكاناً"، لاستضافة استعدادات "أسود الرافدين"، لخوض منافسات كأس الخليج، التى تعد المسابقة الأقوى فى شبه الجزيرة العربية.
وتعد البطولة الخليجية بمثابة "بروفة قوية" لأسود الرافدين، قبل المشاركة فى النسخة المقبلة من بطولة كأس الأمم الأسيوية التى تستضيفها أستراليا فى يناير المقبل، حيث أوقعت قرعة البطولة، المنتخب العراقى فى المجموعة الرابعة، بجانب منتخبات اليابان والأردن وفلسطين.
قطر تعيش العزلة بسبب 30 يونيو
فى نفس السياق، على الرغم من تأكيدات الاتحاد القطرى لكرة القدم، بالمشاركة فى فعاليات كأس الخليج، إلا أن الشكوك لا تزال تحوم حول مشاركة المنتخب القطرى، فى ظل قطع العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وقطر، على خلفية قيام الأخيرة بدعم جماعة الإخوان الإرهابية، وعدم الاعتراف بثورة 30 يونيو المصرية، التى نجحت فى الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسى، وإنهاء نظام الإخوان المسلمين فى البلاد.
وكانت تقارير صحفية قطرية، قد تداولت أنباء عن نية منتخب "العنابى" الانسحاب من كأس الخليج، دون الكشف عن الأسباب التى أدت لهذا القرار، قبل أن يسارع اتحاد الكرة المحلى بنفى تلك الأنباء، وتأكيد المشاركة فى البطولة التى يحرص على التواجد بها بصفة دائمة.
الرياض قلب الحدث
انتقلت البطولة من مدينة "جدة" إلى العاصمة "الرياض" يوم 18 ديسمبر، وقال عدنان المعيبد، المتحدث الرسمى لاتحاد كرة القدم السعودى فى ذلك الوقت، "تم نقل فعاليات البطولة من جدة إلى الرياض، بناء على برغبة جهات عليا فى السعودية، لسببين أولهما أن الرياض ستكون أكثر جاهزية فى الفترة الجديدة لاستقبال البطولة، والثانى هو أن الموعد الجديد يتواكب مع فترة ما بعد مناسك فريضة الحج، وهو ما يمثل مشكلة للحجاج عند مغادرة جدة"، علماً بأن قرعة البطولة ستقام يوم 12 أغسطس المقبل، وسط حضور ممثلى المنتخبات المشاركة فى البطولة.
ويتم تقسيم المنتخبات الثمانية إلى مجموعتين بواقع أربعة منتخبات فى المجموعة الواحدة، على أن يصعد الأول والثانى من كل مجموعة إلى الدور نصف النهائى.
الأزمات السياسية تعصف بكأس الخليج.. "داعش" يُهدد استعدادات العراق.. و30 يونيو تضع قطر فى ورطة أمام السعودية
الثلاثاء، 22 يوليو 2014 10:07 ص