د. مصطفى النجار

ابكوا جنودنا واحفظوا أسماءهم

الثلاثاء، 22 يوليو 2014 09:08 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يا رب كل هذا الوجع فى رمضان، يسقط جنودنا، هؤلاء الغلابة البسطاء يعودون لأهلهم فى نعوش، شباب يبدأون الحياة ولم ينالوا من حظها شيئا، يقضون خدمتهم الإلزامية ويأملون فى الغد المشرق الذى يداعب أحلامهم، من قرى مصر ونجوعها جاءوا يحمون حدودنا ويرابطون سهرا وجهدا وشجاعة من أجل شعبهم، رابطوا من أجل الوطن فحصدهم القتلة غدرا وغيلة وجبنا ونذالة لتروى دماؤهم ثرى الوطن الذى لم تتوقف رماله عن شرب الدماء.
سرادق عزاء فى كل محافظة، تبدو مصر وكأنها تحولت لسرادق عزاء كبير يبكى فيه الشعب على أبنائه الذين لم يرتكبوا جرما ولم يقصروا تجاه وطنهم ولكنهم رحلوا فى موكب الرحيل الدامى.
نحن على موعد متكرر مع الوجع وحرقة القلب، نحن فى حرب حقيقية لن تجدى فيها التصريحات ولا التبريرات ولا أعذار المقصرين، جنودنا يسقطون والمجرمون لا يتوقفون، لا تسألنى هم إرهابيون أم مهربون ولكن حدثنى كيف نمنع تكرار هذا، كيف نحمى أبناءنا الذين يدفعون الثمن؟
هل نفكر يوما بعقلانية، هل نتبع الأسلوب العلمى لمكافحة الجريمة، هل نستطيع التنبؤ بمثل هذه العمليات وإجهاضها قبل وقوعها؟، مأساة مجزرة الوادى الجديد تشير الى نوع مرتفع ونوعى من التسليح لا يمكن أن يكون داخليا بل خارجيا جاء مخترقا للحدود وربما كان مصدره الجحيم الليبى الذى ندفع ثمن الفوضى التى أفرزها الواقع المرعب هناك.
نحن لا نتسرع فى اتهام أحد ولا توجيه اللوم ولا نقبل تسييس المأساة لكن لا يمكن السكوت بأى شكل عما حدث، مكان الحادث بالفرافرة يقع على بعد حوالى 500 كم عن القاهرة أى أن مجرد التفكير أن وصول هذا النوع من التسليح الإجرامى للعاصمة أو محافظات أخرى مثل أسيوط أو غيرها يجعلنا ننتفض من خطورة هذه السيناريوهات.
إعادة تقييم خطط مراقبة الحدود واتباع وسائل حديثة فى ضوء الإمكانيات المتاحة صار حتميا، لا شك أن حدودنا شاسعة ومفتوحة لكن هذا لا يبرر أن نعطى الفرصة لهؤلاء المجرمين على النيل منا بهذه الطريقة.
كل مأساة تحدث لا بد من أن تكون خطوة لمراجعة الأسباب التى ساهمت فى صناعتها، لا يمكن قبول تكرار هذه الكوارث دون أن يكون هناك درس تعلمناه وتغيير فى التعامل بناء على معطيات الأحداث ومستجداتها.
قلوبنا موجوعة ودموعنا لا تتوقف لأن الصدمة كبيرة ومرارة الفقد بلا حدود، نريد أن نشعر أننا نتعلم من أخطائنا نريد أن نرى ما يجعلنا نثق أننا نسير فى الطريق الصحيح لحماية الوطن وتأمين المصريين، هناك خلل ما طالما أننا نرى تكرر هذه المآسى، بلا جلد للذات ولا توظيف للأزمة أو تسييس لها نحن جميعا كمصريين فى خطر داهم يتهدد أمننا ويستهدف بلادنا لذلك علينا السعى للأخذ بكل الأسباب الممكنة لحماية أنفسنا.
أيها الشهداء هنيئا لكم الجنة، دماؤكم فى رقابنا ولن نترك ثأركم، اللهم ألهمنا الصبر وواسِ قلب كل أم شهيد، اللهم احفظ مصر وأهلها من كل سوء.





مشاركة




التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

الدكتور أشرف البربرى

كل الهوان الذى حدث و يحدث فى مصر هو نتاج وكسة 25 يناير و إنهيار الدولة

عدد الردود 0

بواسطة:

ايوب مصر

نبكيهم والفضل ليكم

يا كبييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييير

عدد الردود 0

بواسطة:

نحنوح من النحانيح مازال يستخدم الاسلوب الاخواني قتل القتيل والسير فى جنازته

تبكي شهدائنا امواتا وتهتف باسقاطهم احياءا،، خسئت وفر دموع تماسيحك لسنا بحاجه لهم

,,

عدد الردود 0

بواسطة:

طارق زهران

يأكلون مع الذئب .. ويبكون مع الراعى

عدد الردود 0

بواسطة:

نهى عمر

مقال انسانى من شخص صادق ومحترم

بدون

عدد الردود 0

بواسطة:

هبه اسماعيل

كلنا نبكى ونألم

احيى فيك إنسانيتك وضميرك الحى

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد طلال

ربنا يباركللك يادكتور

بدون

عدد الردود 0

بواسطة:

ايهاب محمود

مقالة رائعة .

بدون

عدد الردود 0

بواسطة:

ايناس بدر

محترم يا مصطفى كما عهدناك دائما ً

بدون

عدد الردود 0

بواسطة:

جمال سالم

الف لايك لا تكفى يا نجار

بدون

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة