لافتة "مغلق" تتصدر أبواب السينمات ومحال الكشرى فى رمضان.. "الخيم والمقاهى" والمسلسلات للترويح عن الصائمين.. طارق الشناوى: السينما كانت البطلة فى الستينيات..وطبيب نفسى ينصح بتنظيم الوقت فى الشهر الكريم

الإثنين، 21 يوليو 2014 03:08 م
لافتة "مغلق" تتصدر أبواب السينمات ومحال الكشرى فى رمضان.. "الخيم والمقاهى" والمسلسلات للترويح عن الصائمين.. طارق الشناوى: السينما كانت البطلة فى الستينيات..وطبيب نفسى ينصح بتنظيم الوقت فى الشهر الكريم صورة أرشيفية
كتب حسن مجدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لافتة "مغلق" تقف على أبواب محلات الكشرى، جنازير تحيط أبواب السينما، إعلانات المسلسلات تتزاحم على أرصفة الشوارع مثلما تتزاحم فى شاشة التليفزيون، خيم رمضانية ودخان الشيشة يملأ الليل، النفخ والعصبية تملأ الشوارع أكثر من زحام السيارات.. هذه المظاهر وغيرها العشرات هى التى ترسم ملامح شهر رمضان منذ سنوات وحتى الآن، بهدوء تسللت لنا دون أن نعرف لماذا أو كيف، واستقرت كعادات بعضها يملأ الشوارع وبعضها يختفى طوال الشهر الكريم رغم عدم تواجد أى رابط بين وجودها أو اختفائها وبين رمضان سواء من شعائر الصيام أو شعائر الدين، أو حتى أحداث التاريخ التى أنشأت عادات مثل الكنافة والقطائف والمسحراتى والفانوس وغيرهم.

يقول "صالح محمد" الشاب العشرينى الذى تخرج فى كلية الحاسبات والمعلومات "أول مدفع إفطار ببساطة يعنى الاستعداد لبداية السهر، الشيشية، لمة الأصدقاء، مش عارف بالضبط سبب ارتباط السهر والخروج والشيشية برمضان، لكن الحقيقة اللمة فى الوقت ده بتكون مختلفة، وطعم القعدة والسهر مختلف، وبيتهيألى معظم شباب جيلى بيعملوا كده".

على الجانب الآخر يرتفع الريموت إلى أيدى "حنين حسنى" قبل ارتفاع كوب ماء الإفطار، فرمضان بالنسبة لها ببساطة يعنى اللمة حول شاشة التليفزيون، التجول بين عشرات المسلسلات والنجوم، وتقول "رمضان يعنى المسلسلات، أكيد الجانب الدينى مهم وقراءة القرآن، لكن المسلسلات بقت حاجة أساسية فى رمضان، وهى أكتر حاجة بتجمع الناس حواليها، وبتعمل طعم لرمضان فى كل البيت، وكمان مهمة بالنسبة للبنات اللى مش هتقدر تسهر برة البيت خصوصا فى رمضان ده اللى الفطار فيه بيخلص حوالى الساعة 8، وبتكون الفرصة الوحيدة عشان نتسلى أو نشوف حاجة مختلفة هى المسلسلات والدراما".

وعن غلق محلات الكشرى فى شهر رمضان، يقول فؤاد أحمد أحد أصحاب محلات الكشرى فى حى الدقى: فى أكلات الناس ما اتعودتش أنها تاكلها فى رمضان وخلاص، زى الكشرى، وزى السمك، ليه مش عارفين، بس هو الحال بقى كده من سنين، فإحنا غالبا بنستغل الوقت ده عشان نجدد المحلات وبندى العمال إجازات وبنفتح آخر عشر أيام فى الشهر الكريم أو بعد ما بيخلص خالص.

الناقد الفنى طارق الشناوى، يعود بالقصة إلى البداية ويقول: فى الخمسينيات كانت الكلمة العليا فى رمضان للسينما، وكانت السينمات تتعارك على فيلم إسماعيل يس لتقوم بعرضه، وفى ذلك الوقت كانت الأفلام تعرض فى نهار رمضان كوسيلة لتسلية الصائم، وكانت تقام الحفلات إما عقب آذان الظهر، أو عقب آذان العصر حتى ظهر التليفزيون فى الستينيات، وبدأ يجذب جمهور السينما، خصوصا أن مشاهدته أسهل من المنزل، وبدأ التليفزيون فى ذلك الوقت تقديم محتوى جيد لتعلق السينما لافتات "مغلق للتحسينات" رغم عدم تواجد تحسينات أو صيانة وإنما لمنع الحرج من غياب الجماهير.

يتابع "بعد ذلك بدأ ظهور الفوازير مع ثلاثى أضواء المسرح وتوالت بعدهم الفوازير لتربط المشاهدين فى شهر رمضان بالتليفزيون، ولكن النقلة الأكبر وزيادة هذا الارتباط جاءت بسبب الفضائيات وما أدرته المسلسلات والدراما عليهم من ملايين الأعمال فى رمضان لأن 80% من القوة الإعلانية تتركز فى رمضان، فتزايد الإنتاج بشكل ضخم وتزايد معه عدد المسلسلات وجذب نجوم السينما إلى التليفزيون ليصبح فى النهاية شهر رمضان مرتبطا بالتليفزيون بطريقة غير مسبوقة.

ولعلم النفس رأى فى هذه العادات التى يرتبط تواجدها أو اختفائها بشهر رمضان، ويقول الدكتور محمد عادل الحديدى، أستاذ الطب النفسى بجامعة المنصورة "هذا الارتباط يسمى الارتباط الشرطى، وهو ارتباط سلوك معين، بحدث معين حتى لو لم يكن هناك أى علاقة أو ارتباط بينهما، وكثيرا ما يتأثر جسدنا بهذا الارتباط بأشكال نلاحظها مثلا حين يجرى لعابنا على رائحة الطعام، أو بطريقة نفسية فى سعادة أو حزن.

ويتابع: تكرار الحدث وارتباط هذه الأشياء برمضان يأتى لأن حدوثها فى هذا الوقت يتبعه نوع من أنواع البهجة، ولذلك تستمر الطقوس رغم عدم وجود رابط بينها وبين الوقت بسبب البهجة التى يبحث عنها الأشخاص، ومع الوقت تتطور الطقوس وتتحول إلى عادات ويتم توارثها وتنتقل مثل العدوى بين الناس.

فى بعض الأحيان يتحول هذا الارتباط إلى إدمان، فيصبح رمضان طوال اليوم للمسلسلات، أو للخروج، أو لمزيد من الطعام، وعن هذا يقول "الحديدى": حينما تتحول أى عادة إلى إدمان فإنها من الممكن أن تدمر صاحبها، وهذا ما بدأنا نشاهده فى رمضان بشكل كبير، ولذلك يجب أن نعمل على التخلص من هذا الإدمان والارتباط بشكل تدريجى، بحيث نحافظ على الجيد منها ونترك غير الجيد، وذلك يكون بشكل تدريجى، وعن طريق توزيع اهتماماتنا، وإنشاء جدول زمنى لليوم يتبدل بين الشعائر الدينية والخروج والاستمتاع بالدراما وزيارة الأهل، وغيرها من الأشياء التى تعودنا عليها فى الشهر، ولكن دون الوقوع فى حبال الإدمان.


أخبار متعلقة:


نصائح طبية قبل عمرة العشر الأواخر من رمضان.. الاطمئنان على وظائف أعضاء الجسم.. الحصول على التطعيمات والاحتفاظ بكمية أدوية كافية وبعض الحلوى.. تجنب الشمس وشرب السوائل بكثرة

ليلة رمضانية بمذاق شعوب العالم مع شباب "رسام وطن"






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة