فى كل مناسبة دينية أجد عقلى يفكر ويرتب بفضل ربى كيف نربطها بعلم التنمية البشرية وبحياتنا الواقعية لأن الله تعالى لا يفعل شيئًا عبثًا، كما قال تعالى "إِنَّا كُلَّ شَىْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَر" سورة القمر وعلينا أن نفكر ونتعمق ونتأمل فى كل شىء لنخرج منه باستفادة تدوم معنا طول العام بل وتستمر بمشيئة الله على مدار سنوات الحياة.
تعالوا لنرى رمضان بعين إدارية تمر بثنايا علم التنمية البشرية الذى يُعرف بأنه علم "توسيع خيارات البشر" هذا العلم الذى يفتح مجال التفكير والتدبير لاكتشاف الجديد واكتساب المزيد من أجل تحقيق غاية الله فى العباد، ألم يخلق الله الإنس والجن ليعبدون ومن بعد ذلك يقوموا بتعمير الأرض بفكر سليم ودين وسطى صحيح وعمل وجهد نسير به على الطريق من أجل نفس صالحة وأمة قوية سواء كانت أم الدنيا مصرنا الأبية أو جميع بلادنا سواء الأردنية أو المغربية أو السودانية والإماراتية والفلسطينية والليبية ولا ننسى السعودية وكل البلاد العربية.
فيما قبل بداية شهر رمضان نجدنا نفكر ونقول بلغتنا العامية البسيطة "حنصوم أزاى الجو حر أوى واليوم طويل ربنا يقوينا بقى.. بس حنصوم حنصوم".
فعلا لامجال لغير الصيام حتى وإن ازداد الحر وارتفع العناء فعلى قدر المشقة يكون الأجر والثواب فهى نفحات لا يدركها ولا يعيها إلا أولو الألباب أصحاب العقول السليمة والنفوس المهذبة الرشيدة والأهم هو نقاء القلب والسريرة.
رمضان هدف لا يمكن التنازل عنه والتضحية به رضوخا لبعض العقبات والمشقات وهكذا يجب أن نفكر فى كل أهدافنا فى الحياة فبالتأكيد سوف تواجهنا عقبات ومصاعب تحاول أن تقف فى طريق أحلامنا الشخصية والمؤسسية والمجمتعية وعلينا ألا نستسلم مطلقًا لها وسيكون التوفيق حليفنا من بعد الاستعانة بالله ثم بذل الجهد والعرق والعمل بعلم و بصدق و اخلاص وذكاء.
النجاح فى الصيام هو هدف رمضان والنجاح فى الحياة هو هدف الإنسان وما أجمل أن يكون ذلك تمهيدًا وإخلاصًا لمقابلة وجه الكريم وطمعًا فى جنة النعيم، ونجد فى إطار تحقيق هذه الأهداف سواء فيما يخص رمضان أو يخص الحياة عامة مجموعة من الوسائل يجب أن نستعين بها لتحقيق ما نريد والوسائل للصيام هى الامتناع عن الطعام والشراب لوقت محدد يبدأ من وقت الفجر لوقت الغروب فأى هدف غير محدد بوقت لن نصل إليه ولن نستطيع تحقيقه.
وفيما يخص أهداف الحياة نحتاج أيضا لوسائل نحقق بها أهدافنا ومنها الإقبال على العلم والعمل والاجتهاد وإدارة الوقت بذكاء والابتعاد عن أعداء النجاح الذين يحاولون إيقاف الانطلاقات.
ولننظر لتحفيز ربنا لنا فى رمضان وبعد رمضان لأننا لن ننجح بدون تحفيز "تذكر لحظة إرتـوائك وقت الإفطار بل فكر عندما يعطيك فى العشر الأواخر ليلة القدر ليرفع الهمة ويزيد العزم والإيمان ويختم لك بالعتق من النيران ومن بعدها صلاة العيد مع الأهل والأحباب فما أجمل فرحة الصائم بيوم فطره.
نفس التحفيز نحتاجه فى حياتنا الطبيعة لنحقق أهدافنا المستقبلية نحتاج تحفيز داخلى ذاتى قبل التحفيز الخارجى لأننا كما قلنا هناك أعداء كُثر للنجاح، فكر دائما فى النجاحين العظام كم كانوا يلاقوا احباطات ممن حولهم من الناس ولكن رغبة النجاح أهم وأقوى من أى عقبات، وانتظر... ألا يكفيك تحفيز رب العالمين الذى قال " وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ" وكذلك قال "هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ" سورة الرحمن.
رمضان فرصة ومنحة لتجديد الآمال وتحفيز الذات وشكر نعم وآلاء وأفضال رب العالمين سواء الظاهرة منها أو الباطنة فلنجدد العزم والحماس ونقود أنفسنا لمزيد من النجاحات الشخصية والمؤسسية والمجتمعية وبالتأكيد رضا الله وجنة الرحمن هما أعلى الأمنيات.
د.أحمد كمال الدين يكتب: رمضان فرصة لتجديد الآمال وتحفيز الذات
الإثنين، 21 يوليو 2014 02:10 م
د. أحمد كمال الدين"خبير التدريب والتنمية البشرية"
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة