أنا الشهيد ولدت منذ 10 أعوام وجدت نفسى وسط عائلة بسيطة حياتى لم أعشها مثلك لم ألعب مع الأطفال وألهو معهم بالشارع فى رمضان حتى السحور، وأخرج لصلاة التراويح فى أولى القبلتين وثالث الحرمين، لم أخرج مع أسرتى مرتديا ملابس جديدة للتنزه أو فى أى وقت آخر من العام، لم ألتحق بمدرسة، لم ولم ولم ولم ....هل تعلم لماذا.. ستقول لى السبب "هو".. كلا بل أنت أيها العربى الجانى.
أنا الشهيد.. لم أزرع حقلا أو أخرج من منزلى لاستظل بظلال شجرة بحديقته، لم أكون صداقات منذ الصغر وكل من عرفتهم مثلى ينيرون الجنة كالؤلؤ فى أعماق البحار قتلوا دون ذنب ..ستقول لى القاتل "هو" ..كلا بل أنت أيها العربى الجانى .
أنا الشهيد ..لم أر سطح منزلى، لم أرب حماما مثل أى طفل فوق سطحه، وأفرح بجوبه السماء، وأرفع رايتى البيضاء كى لا يبتعد عن عشتى الصغيرة التى صنعتها له، وأخرج لسوق يوجد فى بلدتى أبيعه وأشترى غيره.. ستقول لى الذى منعك "هو" ..كلا بل أنت أيها العربى الجانى.
أنا الشهيد.. لم أر برامج للأطفال مثل أى طفل، أعيش دائما فى ظلام دامس، أرى خلاله بوارز من وجه أبى وامى، أتحسس الأشياء، الطعام والشراب، أتسامر مع أسرتى وقلوبنا تفيض بالحزن على ما نحن فيه، نبكى بدون دموع ،وننام ويصاحبنا الجوع ..ستقول لى الذى يبكيك "هو" ..كلا، بل أنت أيها العربى الجانى .
أنا الشهيد ..لم أنم مطمئنا يوما ،إستيقظت ذات يوم من نومى على صرخات أبى وأمى فتحت غرفتهما وجدت أناس غرباء وجوههم غليه غضب الرحمن يحملون أسلحة، النجوم تملأ ما يرتدونه من ملابس، ويتحدثون بلغة غريبة، حاولوا جذب أمى وأخذها لأنها قاومت وتدخل أبى وجذبها منهم، أجهروا أسلحتهم فى الحال، وأسكنوا طلقاتهم فى صدورهم، سقطوا على الأرض حدوت صوب والدى لا أدرى ماذا أفعل معهما حاولت أغلق مكان خروجهما وهما ينظران إلى بابتسامة مليئة بالحزن ثم عانقانى وأراحا رؤوسهما على الأرض وأغمضا أعينهما وفارقا الدنيا.. ستقول الذى قتلهما "هو"..كل بل أنت أيها العربى الجانى.
أنا الشهيد.. لم أنم ليلة واحدة بعد رحيل والدى لا أردى ماذا أفعل فى سنى هذا كى أخذ بثأرهما، نظرت من شرفتى كعادتى حيث كنت أحضر كرسيا صغيرا وأضعه أسفلها أنظر منها يوميا إلى السماء وأدعو ربى أن نتحرر من، لكن المرة هذه كانت الأخيرة فأحدهم نظر إلى من إحدى الثكنات التى كانت تملأ محيط منزلنا بوجهه القبيح أراحنى وداوى جراحى بطلقته اللى هتكت برأسى وجعلت غرفتى ترتوى بدمائى وكرسى الصغير يبكى حينما رأنى ..ستقول لى الذى أراحك "هو" ..كلا بل أنت أيها العربى الجانى .
أنا الشهيد..لم تسألن حتى الآن من "هو" الذى أقصده،سأعرفه لك فى كلمات قليلة ستستنبط منها مشاهد وأحداث كثيرة على ما فعله ويفعله بنا، "هو" هذا من احتل واستعمر، وهدم ودنس، ودمر وخرب، واستقوى وبطش، وهتك عرض ثم قتل، وأنت صامت أعتقد أنك خائف كعادتك، استمع إذا لم تتدخل وتنقذ من تبقى من إخوتى الآن فاعلم أنك لا أقول لك حارب من أجلهم لكنى ادعوك أن تضغط من أجل وقف نزيف دمائهم.. ستقول لى: عرفت "هو " الآن وأعدك أن أفعل كل ما فى وسعى لكنى أن فعلت هذا هل سترتاح فى جنتك؟ .. سأقول لك لأول مرة، بلى سينير هذا قبرى بالطبع لأنى سأعلم أن ضميرك استيقظ أخيرا واستعدت عافيتك وحافظت على دماء إخوتى أيها العربى "الجانى" حتى الآن _ اعذرنى سأطلقه عليك حتى التنفيذ.
محمد محسوب يكتب: أنا الشهيد.. أيها العربى الجانى
الأحد، 20 يوليو 2014 08:03 م
ورقة وقلم
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة