"لو كان الأمر بيدنا لأنهينا الأزمة القبرصية الآن أو على الأكثر بنهاية هذا العام"، هكذا يلخص رئيس جمهورية قبرص الشمالية "درويش إير أوغلو" رغبته فى إنهاء الوضع الذى تعيشه الجزيرة المعزولة منذ قرابة النصف قرن مع شطريها اليونانى والتركى دون الوصول لتسوية ترضى الطرفين، فالرئيس الذى لا يعترف بدولته سوى تركيا أكد على أن عدم وجود ضغط دولى من العالم وبصفة خاصة الدول الإسلامية التى تشاركهم نفس الديانة سبب رئيسى فى نظر الطرف الآخر للمسلمين الأتراك كأقلية رغم أنهم يتقاسمون معهم 37% من المساحة الكلية للجزيرة، وعددهم يتجاوز الـ200 ألف شخص.
"أوغلو" أكد فى حوار خاص لليوم السابع تطلعه لبناء علاقات قوية مع مصر، مشيرا إلى أنه لا يجب أن تؤخذ قبرص التركية بذنب الخلاف السياسى بين مصر وتركيا، موضحا أنه ينتظر دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسى له لزيارة القاهرة وتوطيد العلاقات بين الجارتين.
وفى ذكرى احتفال قبرص التركية بمرور 40 عاما على استقلالها، توجه الدعوة للعالم العربى والإسلامى للاعتراف بشمال قبرص ودعمها، فهل تجد هذه الدعوة استجابة.
السيد الرئيس.. المفاوضات بين جمهورية شمال قبرص مع الجانب اليونانى إلى أين وصلت وماذا تحقق منها؟
تمر المفاوضات الآن بحالة من التباطؤ بسبب انتخابات الرئاسة التى تجرى حاليا فى الجانب اليونانى، ومن ثم على الرئيس القادم إعلان بيان صريح بضرورة استكمال المفاوضات ولو كان الأمر بيدنا لأنهينا الأزمة القبرصية القبرصية بنهاية هذا العام، الآن المفاوضون على الجانبين يلتقون مرة أسبوعياً ونحن كقادة نلتقى مرة شهريا، وقد وضعت شمال قبرص على طاولة المفاوضات فكرة عمل خارطة طريق على الطرفين الالتزام بكل بنودها ولكن الجانب اليونانى لم يقبل بهذه الخارطة، ونحن نعتقد أنه بالمعدل الذى تمشى به المفاوضات ومع التغيرات الطارئة على الجانب اليونان يمكن أن يصل الجانبين لتسوية نهائية بنهاية هذا العام.
ما البنود الموجودة على أجندة المفاوضات التى تحدد طبيعة الاتفاق بين الطرفين؟
شكل التسوية المطلوبة واضح بالفعل ويقوم على أساس تحديد منطقه مشتركة لها حكم فيدرالى تساوى بين كلا الطرفين فى الحقوق السياسية، بناء على الضوابط التى وضعتها الأمم المتحدة، وللوصول لهذه الأهداف هناك 6 فصول على طاولة المفاوضات كالآتى:
الحكومة والسلطة المشتركة، الاتحاد الأوروبى، الاقتصاد، الأملاك، المنطقة الخاصة بكل طرف، والضمانات التى سيتم وضعها للالتزام بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه.
سيدى الرئيس أود أن أسأل عن زيارة جو بايدن نائب الرئيس الأمريكى لدولة شمال قبرص.. هل تعتقد أن هذه الزيارة تدعم المفاوضات؟
حقيقة زيارة جو بايدن جاءت فى إطار النقاش حول موضوع الغاز الطبيعى فى منطقة البحر المتوسط، حيث جاء بايدن هنا ناشداً تحقيق توازن فى الدول التى تم اكتشاف الغاز الطبيعى بها فى المنطقة وهى الاردن تركيا مصر لبنان إسرائيل وقبرص بجانبيها بالطبع، ولكنه جاء هنا ليؤكد على أن تظل اليد العليا فى المنطقة للولايات المتحدة، فكما تعرفون فروسيا الاتحادية أيضاً تحاول فرض سيطرتها الآن على سوريا وتحاول التوغل بطريقتها الخاصة فى المنطقة.
ماذا عن العلاقة بين جمهورية شمال قبرص والعالم الإسلامى والعربى ، لماذا تأخرتم فى طلب الدعم من دول هذه المنطقة؟
نحن عضو مراقب فى منظمة التعاون الإسلامى، ولكنى لا أستطيع القول بأننا وجدنا الدعم المتوقع من الدول الإسلامية، وعندما نتقابل مع قادة هذه الدول نسمع منهم العديد من الكلمات والوعود الجميلة، ولكن أياً من هذه الوعود دخل فى حيز التنفيذ، على الرغم من أن الدعم الأكبر الذى يأتى مباشرة بعد تركيا من المتوقع أن يأتى من المسلمين الموجودين فى الدول الإسلامية وبنتمنى لو تعيرنا هذه الدول انتباه أكثر وبصفة خاصة مصر، ولكنهم للأسف يتعاملون مع قبرص من المنطلق اليونانى، ونحن حينما نطلب يد العون من العالم الإسلامى نجد أن قبرص اليونانية تحتج على الفور على مطالبنا بل توافق الدول الإسلامية على هذه الاحتجاجات، وهنا علينا لفت الانتباه إلى أن واحدا من أهم الأسباب التى تجعل الجانب اليونانى يرفضنا هو هويتنا التركية المسلمة.
لديكم الآن خمسة مكاتب تمثيل فى منطقة دول التعاون الخليجى، فكيف أثرت هذه المكاتب على تواجدكم بالمنطقة؟
روابطنا مع دول الخليج ترتكز حتى الآن على الجانبين التجارى والسياحى، وندعو رجال الأعمال الخليجيين للاستثمار فى شمال قبرص وكلنا أمل أن تنمو العلاقات بيننا وبين هذه المنطقة بشكل أكبر فى الفترة المقبلة، خاصة على الصعيدين الدبلوماسى والاقتصادى، كما ننوى التوسع فى إقامة مكاتب تمثيل بهذه المنطقة الهامة من العالم العربى وبصفة خاصة فى قطر والبحرين.
ماذا عن العلاقة بين مصر وشمال قبرص، ولماذا نجد أن العلاقات مع هذه الدولة الكبيرة أكثر قوة مع الجانب اليونانى؟
للأسف هذا صحيح، فالعلاقة بين مصر وقبرص اليونانية أقوى، كما أن توتر العلاقات بين مصر وتركيا فى الفترة الأخيرة أثر علينا، خاصة أنه تم التعامل معنا من منظور هذا الخلاف وهذا ظالم لنا حيث نطلب أن تتعامل معنا مصر كدولة مستقلة، وعليه فأننا نتمنى أن تعود العلاقات الطيبة بين مصر وتركيا فى الشهور المقبلة ، كما نود أن نوطد علاقتنا الشخصية كجمهورية شمال قبرص مع مصر لأنها دولة كبيرة فعلا.
وهل حاولتم مخاطبة رأس السلطة الجديدة فى مصر بقيادة الرئيس السيسى؟
لم يكن متاحاً لنا المشاركة فى تنصيب الرئيس السيسى فلم تتم دعوتنا كما تم دعوة رئيس الجانب اليونانى من قبرص، ونرغب بالفعل من الاستفادة من الدور العربى لمصر، خاصة أنها الضلع الثالث لمثلث الدول القوية بمنطقة الشرق الأوسط المتمثل فى مصر، وإيران، وتركيا.
تجرى حالياً الاستعدادات للانتخابات الرئاسية التركية على قدم وساق.. ما رأيك فيها خاصة أن تغيير الرئيس التركى قد يقلب حسابات جمهورية شمال قبرص التركية رأساً على عقب؟
أعرف اثنين من المرشحين لرئاسة تركيا جيداً جدا هما كمال إحسان أوغلو ورجب طيب أردوغان رئيس الوزراء، فالأول يأتى من خلفية إسلامية أكاديمية والثانى من خلفية سياسية، وأعتقد أننا فى الفترة المقبلة سنجد كل حزب يقف وراء مرشحه وبقوة ولكن الكلمة الأخيرة ستكون للشعب التركى.
أود أن أسأل عن علاقتك مع شعبك فالرئيس الأول رؤوف دكنتاش اشتهر بسيرته بين الناس والتحدث مباشرة معهم والجلوس على المقاهى وسطهم، ماذا عنك أنت؟
بدأت حياتى السياسية كطبيب بين الناس، ثم عملت بالسياسة وأنا أيضاً وسطهم، وهناك قلة من مواطنين قبرص الشمالية لم أصافحهم يداً بيد وأنا أحرص على تواصلى دائماً معهم وبابى مفتوح للجميع، وبالطبع كان الرئيس دكنتاش شخصا عظيما وعائلته أكملت مسيرته من بعده ومازلنا نهتدى على طريقته الفريدة فى التعامل مع الشعب.
أخيراً، اليوم الــ20 من يوليو هو عيد استقلال جمهورية قبرص الشمالية، هل ترغب فى توجيه رسالة للعالم بهذه المناسبة خاصة فى الدول العربية؟
العشرون من يوليو ذكرى تاريخية مهمة جدا بالتأكيد، فهو اليوم الذى أعلنا فيه استقلال شمال قبرص عن قبرص اليونانية وإنشاء دولتنا، لذا فهذا التاريخ يجسد فى أذهاننا معانى الحرية والديمقراطية والوطنية والدولة، لذا نتوقع من العالم والدول الاسلامية تقدير هذا اليوم ومشاركتنا فى الاحتفال بذكراه.
رئيس قبرص الشمالية فى حواره لليوم السابع..الخلافات التركية أزمت علاقتنا بمصر وننتظر دعوة السيسى لزيارة القاهرة..نتمنى أن تهتم مصر بدولتنا..لا يجب أن تُؤخذ قبرص التركية بذنب الخلاف السياسى بين الدولتين
الأحد، 20 يوليو 2014 03:35 ص