.jpg)
وقال موقع "صوت روسيا"، إن فيودور الابن البكر من عائلة فلاحة صغيرة، وتوفيت والدته أثناء الولادة وترعرع الطفل ونما بشكل عادى ولم يكن يختلف عن باقى أقرانه، ولكن بعد أن تجاوز الثمانى سنوات بدأ فيودر ينمو بسرعة غير طبيعية حتى أن الفتى كان ينام أثناء ذلك لعدة أيام.
.jpg)
وفى سن العاشرة بدأ والده يعتمد عليه فى الأعمال المنزلية، ويقال إن السكان المحليين يدعونه غالباً لمساعدتهم فى رفع الألواح الخشبية الكبيرة عند بناء المنازل، حتى أن التاجر كورجينيفسكى استأجره لتنظيف النهر من الصخور التى كانت تعيق عمل الطاحونة المائية.
.jpg)
وكانت تتناقل القصص بين السكان المحليين كيف كان الأطفال يختبئون فى أحذية العملاق، وكان الأخير يركض وراءهم لينزع القبعات من رؤوسهم كعقوبة لهم ويعلقها على أسقف المنازل أو على حافة السطح.
.jpg)
وبعد أن أصبح فى الرابعة عشرة من عمره وصل طوله نحو مترين، مما اضطر والده لرفع سقف المنزل، وحجز له سريرا خاصا، كما تم تصميم الملابس والأحذية بشكل خاص لهذا الفتى العملاق، وهذا الأمر كان يتطلب المزيد من المال على حساب بقية أفراد الأسرة.
.jpg)
ولهذا عندما شاهد صاحب السيرك الألمانى أوتو بيليندر الفتى العملاق الذى يشبه البرج العالى فى سوق مدينة فيتيبسك، أخذ يقنع والد فيودور السماح له السفر بصحبة السيرك إلى ألمانيا، حتى أن أوتو بيليندر وعد بأن يتكفل بملابس وأحذية العملاق، كما أكد الألمانى بأن الشاب بحجمه وقوته سوف يكسب الكثير من المال، وسوف يتمكن من مساعدة أسرته فيما بعد.
.jpg)
ومن بين العروض التى كان الفتى يدهش المشاهدين هو عندما كان يلوى بيد واحدة حدوة الحصان بسهولة تامة كما كان يعقد قضبان الحديد الملتوية ومن ثم يقوم بحلها، وكان يحطم بأضلاعه قطعة من الطوب الأحمر.
كما شارك ماخنوف فى عروض المصارعة، وكان منافسوه من أقدر المصارعين الذين حاولوا التغلب على هذا العملاق الغريب، وبطبيعة الحال كان النجاح حليف المصارعين المهرة فى أغلب الأحيان، لكن المهم بالنسبة للمشاهدين هو ظهور فيودور على خشبة المسرح.
.jpg)
وفى بداية القرن العشرين عاد فيودور إلى موطنه، وأول عمل يقوم به هو شراء أرض ومنزل من الإقطاعى بافل قسطنطينوفيتش كورجيننوفسكى الذى غادر البلاد للعيش فى فرنسا، وبدأ ماخنوف العمل على إعادة تصميم المنزل حسب حجمه.
.jpg)
وبعد ذلك قرر العملاق الزواج، وعلى الرغم من أن فيودور كان طيب القلب وزوج ثرى إلا أنه كان من الصعوبة بمكان العثور على عروس له، وبالفعل أصبحت المعلمة الريفية يفروسينيا ليبيديفا زوجا له التى كانت أقصر منه بنحو متر واحد.
وبعد الزفاف بتسعة أشهر ولدت ابنتهم ماريا، وبعد مرور سنة أخرى ولد ابنهم نيكولاى.
ومن بين المعلومات التى تم نشرها وزنه الذى قدر بنحو 182 كج، وما كان يدهش القارئ هى التفاصيل الأنثروبولوجية لهذا العملاق، فمثلاً كان طول أذنه يقدر نحو 15 سم أما الشفتان فكان عرضها 10 سم، أما طول القدم 51 سم وطول الكف 32 سم.
.jpg)
وكان العملاق يتناول الطعام أربع مرات باليوم كما إنسان عادى لكن الفارق هو أن كميات الطعام كانت أكثر بعدة مرات من متوسط غذاء الإنسان الطبيعى فقد كان يأكل 20 بيضة و8 أرغفة مستديرة من الخبر الأبيض مع الزبدة، ويحتسى لترين من الشاى كل صباح، أما وجبة طعام الغداء فقد كانت تتكون من 2.5 كج من اللحم وكيلو جرام من البطاطا و3 لترات من البيرة.
أما فى المساء فقد كان العملاق يتناول وعاء كبير من الفاكهة و2.5 كج من اللحم و3 أرغفة من الخبز ولترين من الشاى وقبل الذهاب إلى النوم كان يقدم له 15 بيضة ورغيف واحد من الخبر وليتر من الحليب أو الشاى.
مرض العملاق لم تتحسن صحته بسبب مشقة الحياة المتنقلة، وتفاقم المرض بسبب العمل الذى كان يمارسه فى طفولته أثناء تواجده فى المياه الجليدية وبدأ يشعر بصعوبة أكبر بالتحرك على أقدامه الضخمة.
ومن أجل تسهيل حركة العملاق قام أوتو بيليندر بإرسال فرس ضخم كهدية من ألمانيا، وبالفعل فقد أصبح فيودور مولعاً جداً بهذا الفرس، لكنها لم تحل مشكلة الحركة، وذلك لأن عند ركوبه الخيل كانت قدماه تلامس الأرض، وعندما كان يضطر للسفر إلى مسافات بعيدة كان يفضل العربات التى تجرها ثلاثة خيول.
.jpg)
وفى عام 1912 أى بعد ستة أشهر من ولادة الأطفال توفى أطول رجل فى العالم علماً بأنه لم يتحدد سبب الوفاة، ووفق بعض المصادر فقد توفى بسبب إصابته بمرض السل، وهناك من قال إنه توفى بسبب التهاب مزمن فى رئتيه.
ولدى القيام بتحضيرات للدفن قام صانع التوابيت بتصميم تابوت وسياج لجثة العملاق، لكنه اعتبر ما جاء فى النعى خطأ عندما جرى الحديث عن طول قدره 3 أمتار، ولذلك قام بتصميم تابوت عادى، وعندما اكتشف حقيقة الأمر اضطر على الفور القيام بتصميم تابوت بحجم العملاق.
يمكن قراءة الكلمات التالية التى نقشت على شاهدة الخبر: "فيودور أندريفيتش ماخنوف مواليد يونيو عام 1878 وتوفى فى 28 أغسطس عام 1912 عن عمر يناهز 36 عاماً وهو أطول إنسان فى العالم".
.jpg)