إنها قضية العالمين العربى والإسلامى وهى بؤرة الصراع فى «الشرق الأوسط» وقلب النزاع العربى الإسرائيلى ولذلك كان يجب أن ينأى بها أصحابها عن الصراعات العقائدية والخلافات السياسية، إذ إن صاحب القضية يجب أن يجمع حوله الأنصار والمؤيدين، لا أن يكون طرفاً بينهم فى نزاعات فرعية وخلافات جانبية، فحركات الاستقلال الوطنى حرصت دائماً على الابتعاد عن اتخاذ مواقف حدية، تجعلها طرفاً فى صراع بعينه حتى لا تخسر المواقف، ولا تضيع منها الفرص، ولعلنا نتذكر موقف الراحل «ياسر عرفات» عند غزو «العراق» «للكويت» واتخاذه موقفاً مؤيداً للرئيس «صدام حسين»، يومها شعرنا أن الرجل يرتكب خطأً جسيماً فى حق قضيته ولقد كان، لذلك فإننا نعبر اليوم عن دهشتنا من دخول حركة «حماس»، وهى «المقاومة الفلسطينية الإسلامية» طرفاً حدياً فى الاستقطاب القائم فى المنطقة فى عملية شد وجذب من جانب «قطر» أحياناً، و«تركيا» أحياناً أخرى وغيرهما عند اللزوم، بالإضافة إلى اتخاذ موقف غير ودى من الدولة المصرية، صاحبة التضحيات الكبرى تجاه «القضية الفلسطينية»، وذلك يعكس فى نظرنا تغليب قيادات «حماس» وبعض القيادات الفلسطينية الأخرى للمصالح الشخصية، والنظرات الضيقة، والمواقف المرحلية على حساب القضية والمصالح العليا للشعب الفلسطينى، وليست هذه هى المرة الأولى ولا الثانية التى يحدث فيها ذلك، فقد وقف الفلسطينيون مواقف عدائية من «مصر» فى ظل سياسات «كامب ديفيد» وهذا مفهوم ولكنهم وقفوا أيضاً من الرئيس «عبدالناصر» قبيل رحيله مواقف مشابهة حتى إنه أغلق أيامها «إذاعة فلسطين» و«راديو العاصفة»، ولذلك فإننى أتساءل لصالح من تكتسب القضية الفلسطينية أعداءً وهميين تصنعهم بيديها وتنسى الغايات البعيدة لنضال الشعب الفلسطينى وشهدائه الذين حصدتهم آلة الحرب الإجرامية الإسرائيلية حتى الآن.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة