أشرف الزهوى يكتب: كل سنة وأنت طيب يا باشا

الأحد، 20 يوليو 2014 10:04 ص
أشرف الزهوى يكتب: كل سنة وأنت طيب يا باشا صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"تستخدم التهنئة فى مصر أحيانا لهدف آخر، فعندما يسعى رجل الشرطة لمنع المواطن من مخالفة القانون يأتى الرد المعهود" كل سنة وأنت طيب يا باشا" والمعنى هنا يختلف عن قصد التهنئة.

الشعب المصرى الأصيل يميل بطبعه إلى التآلف والتراحم لذلك تجد المسئولين عندما يقبلون على تنفيذ قرار إزالة لعقار يكتفون بضربة من اللودر فى منطقة غير مؤثرة بحيث يظل العقار قائما وذلك حتى لايضار صاحب العقار الذى خالف القانون. وعندما يضبط رجل المرور أحد السيارات المخالفة ويشرع فى تحرير مخالفة يبادر قائد السيارة بالنزول والتوجه لرجل المرور ويلتمس منه العفو مع عبارة كل سنة وأنت طيب يا باشا. وتتطور الأمور فى بعض الأحيان فيركب المسئول رأسه ويصر على تطبيق القانون بحذافيره وهنا يتدخل المارة لحثه على العفو والصفح وكأن تطبيق القانون فى حد ذاته نوع من الظلم . ويلجأ البعض إلى ترضية المسئول الذى يحمل سيف تطبيق القانون بالبحث عن أحد أقاربه للتوسط لديه وقد يتطور الأمر لدفع ترضية مالية أو هدايا عينية . قد يلجأ المواطن إلى استخراج رخصة قيادة فيجد الوسيلة التى تمكنه من الحصول على الرخصة بسهولة وقد يضطر لدخول اختبار القيادة عدة مرات دون جدوى. يعتمد تطبيق القانون وضبط المخالفات أحيانا على الأهواء الشخصية للمسئول فقد يعفو عن شخص ويصر على تنفيذ القانون على شخص آخر ارتكب ذات المخالفة. أن ما يحدث فى مصر يعمق الشعور بالظلم لدى البعض ويشجع البعض الاخر على التمادى فى مخالفة القانون طالما وجد السبيل للإفلات من الوقوع تحت طائلته . نحن فى تلك المرحلة المهمة من تاريخ مصر فى حاجة ماسة لتفعيل سيف القانون على الجميع ولامكان للمجاملات أو الوساطات وعلينا أن نحد من تفشى الرشوة . لانختلف فيما بيننا الآن عن رغبتنا فى تطهير مصر من كل مظاهر الفساد الذى عشش لسنوات طويلة فى أغلب مؤسساتنا .

ويبقى الدور الأهم وهو تنقية القوانين من العوار والثغرات التى تمكن البعض من التلاعب به وجعله مطاطيا يطبق بقوة على من أرادوا، ويصبح مرنا يفلت منه من شاءوا . وعلى الجميع ممن استغلوا هذه الأوضاع فى مصر لسنوات طويلة أن يدركوا أن الشعب فى أغلبه لن يقبل باستمرار هذه التفرقة فى المعاملة وأن القانون سيصبح سيفا مسلطا على رقاب كل المخالفين دون استثناء.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة