ننشر تفاصيل ليلة مرسى بسجن طرة.. المعزول للضباط: "مبارك ذلكوا ولسه بتضربوا تعظيم سلام ليه وأنا لسه رئيس".. المعزول طلب العشاء ورفض أكل السجن.. ويسخر من شفيق "ده مبيعرفش يتكلم وعايز يبقى رئيس"

أسرارا كثيرة تحجبها أسوار السجون التى تخفى خلفها ما يفعله قيادات جماعة الإخوان، ورجاله المحبوسون جميعا على ذمة عدة قضايا.

واخترقت «اليوم السابع» الحصار المنيع والحراسة المشددة على قيادات الإخوان داخل محبسهم من خلال شخص دائم التواجد بين قيادات الإخوان، وننشر تفاصيل ليلة الرئيس المعزول محمد مرسى، بسجن طرة يوم الأربعاء الماضى، استعدادا لمحاكمته بقضية "أحداث الاتحادية" المقامة بأكاديمية الشرطة، يوم الخميس الموافق 26 يونيه، وقد بات مرسى يوم الأربعاء الموافق 25 يونيه بطرة بعد انتهاء محاكمته فى نفس القضية، فى ظل وجود حراسة مشددة وتكتم على وجود الرئيس المعزول بطرة.


فى البداية وصل مرسى لطرة فى الساعة السادسة مساء من يوم الأربعاء، وسط حراسة مشددة من قبل قوات الأمن، الأمر الذى وصل لبعض قيادات الإخوان داخل طرة، من بينهم نائب المرشد العام لجماعة الإخوان الإرهابية خيرت الشاطر، الذى حاول بدوره الوصول لمرسى والحديث معه، إلا أن التشديد الأمنى المتواجد حول مرسى لم يسمح له بذلك الأمر.

فى الساعة الثامنة مساء طلب مرسى أن يصلى المغرب داخل محبسه، وهو ما وافق الأمن عليه على الفور، وبعد صلاة المغرب، طلب مرسى من قوات الأمن التى تقوم بحراسته داخل محبسه بطرة وجبة العشاء، فقام أحد الجنود بإحضار وجبة مكونة من "قطعتين من اللحمة وطبق أرز وطبق بامية وطبق صغير من المخلل" ، فنظر مرسى للطعام بسخرية قائلا، "أيه اللى أنتوا جابينه ده أنا مبكولش أكل السجون"، فرد أحد الضباط عليه قائلا "هو ده الموجود"، فقال مرسى "وأنتوا بتعملونى ليه كده أنا لسه رئيس جمهورية"، فرد أحد الضباط "دلوقتى معزول ومتهم بالقتل وخيانة الوطن"، فرد مرسى فى غضب "أنا رئيسك واللى بيحصل ده جريمة كلكوا هتتحسبوا عليها"، فرد الضابط فى سخرية "إن شاء الله ربنا يسهل"، فرد مرسى وبدى عليه علامات الغضب "مبارك كان بيذلكوا ولسه بتضربوله تعظيم سلام وأنا اللى كنت عايز أكرمكم بتعملوا كده معاية للأسف أنتو ملكوش غير اللى يذلكوا بكرة تندموا على اللى بتعملوه دلوقتى".

وساد الصمت الزنزانة الخاصة بالمعزول بعد عدم رد أى من المتواجدين على المعزول، ورفض المعزول الطعام الذى قدمه الجنود ولم يتناول العشاء فى تلك الليلة.

فى الساعة الخامسة صباحا، طلب مرسى من الحراسة أن يصلى الفجر، بالمسجد مع نائب المرشد العام لجماعة الإخوان "خيرت الشاطر"، إلا أن الأمن أقنعه بصعوبة ذلك الأمر نظرا لشدة الحراسة المفروضة عليه، فقام مرسى بالصلاة بمفرده داخل الزنزانة، وفى الركعة الأخيرة من الصلاة على صوت مرسى بالدعاء قائلا "اللهم عليكم بهم، اللهم أرنا يوما بهم، اللهم لا تدعهم ينعمون بالدنيا وأرنا عذابك بهم فى الدنيا والأخرة، حسبى الله حسبى أنت وكفى".

فى الساعة السابعة صباحا، تم تجهيز مرسى للانطلاق إلى مقر المحاكمة بأكاديمية الشرطة، وداخل المدرعة قال مرسى لأحد الضباط "يعنى أنا نايم من غير عشا وهروح المحكمة من غير فطار أنتوا عايزين تخلصوا منى ولا أيه"، فقال الضابط "القوات جابت لحضرتك الأكل أمبارح يا فندم وأنت اللى رفضت"، فقال مرسى "مش وقته دلوقتى أنا جعان وعايز أفطر لو سمحت"، فرد الضابط "إن شاء الله أول ما نوصل هجيب لحضرتك فطار"، فرد مرسى "أما نشوف".

بعد انتهاء محاكمة مرسى بأكاديمية الشرطة، علم مرسى بقرار محكمة اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية برئاسة المستشار عبد الوهاب عبد الرازق، بعدم قبول الطعن المقدم من الفريق أحمد شفيق رئيس الوزراء الأسبق على تزوير الانتخابات الرئاسية 2012، والتى فاز فيها مرسى، فدخل مرسى فى نوبة ضحك هيسترية وظل يردد "شفيق" ويضحك، ثم قال "هو الأهبل ده كان فاكر ظانه رئيس ده شكل رئيس ده مبيعرفش يتكلم كلمتين على بعض"، ثم دخل فى نوبة ضحك أخرى أثارت اندهاش قوات التأمين، خاصة وأنها المرة الأولى الذى يظهر فيها مرسى بتلك الطريقة، وظل مرسى يردد عبارات تسخر من شفيق من بينها "ده حرامى، ده جبان وهربان"، دون أن رد من قوات الأمن التى أكتفت بالاستماع لمرسى، وظل مرسى على هذه الحالة إلا أن وصل لطرة لإقلاع طائرته متوجهة إلى سجن برج العرب بالإسكندرية.

جدير بالذكر أن محكمة جنايات القاهرة المنعقدة بأكاديمية الشرطة، المنعقدة برئاسة المستشار أحمد صبرى يوسف وعضوية المستشارين حسين قنديل وأحمد أبو الفتوح وأمانة سر ممدوح عبد الرشيد والسيد شحاتة، أجلت محاكمة الرئيس السابق محمد مرسى، وعددا من قيادات الإخوان فى قضية أحداث اشتباكات الاتحادية، لجلسة 15 يوليو المقبل لاستدعاء الأطباء الشرعيين الذين قاموا بتشريح جثة شهيد الصحافة الحسينى أبو ضيف ومحمد محمد السنوسى.