من عالم الغيب نرتحل فى رحلة من الأيام والشهور وبعض الألم، نخرج إلى ما يسمى حياة ليقابلنا الأهل بفرحة نردها لهم بصرخة ودهشة تملأ الوجود، وتمضى بنا أيامنا ساعات وثوانى وسنوات تشير إلى ساعات السفر، ونفرح ونحتفل بالذكرى السنوية للصرخة الأولى، قد تتحول حياتنا إلى ضحكة وقد تستمر الصرخة، لكننا فى كل الأحوال علينا مواصلة الرحلة، بين مسافتين نسافر، فى العقل وعلى الأرض وفى الحقيقة والخيال، ما أجمل السفر حين تمتطى صهوة الخيال وتتأمل المسافة بين الصرخة وبين الفرحة، بين لحظتين تسافر وتنقلك الذكرى إلى من تحب وتهفو نفسك إلى لقياه وتعبر البحور وتخترق حواجز اللامعقول وتشف روحك وتتطلع إليه فلا تجد إلا سرابا، وتعود من رحلتك دامع العينين خالى الوفاض والبال مشغول يتنقل بك فى حيرة وينقلك مرة أخرى بين مسافتين، تتطلع إلى من حولك.. تنقل عينيك تبحث عما يؤرق قلبك أو يريحه فلا ترتاح، مازالت المسافة بعيدة بين ما تحلم به وبين ما تقع عليه عيناك، مازالت المسافة بين الفقر والغنى تتجاوز المنطق وكل القيم فلم يعد الإيمان ما وقر فى القلب وصدقه العمل، هناك مسافة ممتدة تفصل بينهما وبين السماء وبين الأرض نحن جميعا ضحايا على مستوى الكون والحياة، أغنياء كنا أم فقراء مادامت المسافات تفصل بيننا فى الوطن الواحد، لم يعد القلب واحد حتى على مستوى الأُمم والشعوب والأوطان مازالت المسافة ممتدة تفصل بين الإنسان وبين الإيمان بين الفرحة وبين الدهشة وعلينا مواصلة السفر.. بين مسافتين نسافر.
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة