محمد فودة

محمد فودة يكتب.. مصر تولد من جديد.. والمواطن يعيش حالة خاصة جداً

الأربعاء، 02 يوليو 2014 08:36 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إحساس غريب ينتابنى الآن، وشعور جارف يتملكنى ويسيطر على تفكيرى بأننا نعيش حالة خاصة جداً، أشبه بلحظة ميلاد عهد جديد، فكلما ذهبت إلى أى مكان أشعر بحالة من الغموض وأرى على الوجوه علامات الانتظار، حيث الكل فى حالة ترقب لما هو قادم، والكل فى حالة من الحركة غير العادية وهى والحق يقال حالة جديدة علينا لم نكن نشهدها من قبل طوال السنوات الثلاث الماضية حينما كانت الفوضى هى السمة الغالبة على كل شىء.
وكلما بحثت عن أسباب هذه الحيرة التى تعلو الوجوه، وهذا الخوف الذى تخبئه الأعين، أجد أنه انعكاس طبيعى لهذا الكم الهائل من التناقضات التى تحاصرنا من كل جانب، فتارة نسمع عن عجز فى الموازنة العامة للدولة، ثم تأتى بعدها أخبار سارة تفوح منها رائحة انفراجة قريبة، دون أن نعرف من أين جاء كل ذلك العجز بالتفصيل ودون أن نعرف أيضا كيف تم التغلب على هذا العجز ومحاصرته بتلك السرعة الفائقة فى الأداء بعد رفض الرئيس اعتماد الموازنة العامة، حينما قدمتها له الحكومة فى أول مرة.
أعتقد أن المواطن فى مثل هذه الحالة لابد أن يجد نفسه غارقاً فى حسابات لا يعلم عنها شيئا.. ويجد نفسه أيضاً لا يمتلك القدرة على كشف الحقيقة فيما تتناقله وسائل الإعلام بشأن نية الحكومة فى رفع أسعار البنزين والسولار، ثم يجد نفسه فى نفس التوقيت محاصراً بالعديد من التأكيدات، بأنه ليس لدى الحكومة أى نية فى رفع الأسعار فى هذا التوقيت تحديداً، وكأنها مجرد أخبار لجس النبض أو لتهيئة الأجواء، قبل أن يفاجأ المواطن بارتفاع فى أسعار البنزين والسولار.
وعلى جانب آخر ووسط هذا المناخ الذى يشهد صحوة غير عادية من أجل إعادة الانضباط إلى الشارع المصرى نجد مشكلات أكثر خطورة تظهر مجددا لتحاصر المواطن وتجعله فى حالة من الارتباك، فهل من المعقول قطع المياه لفترات طويلة عن عدة مناطق بشكل يكاد يكون متواصلاً، وعلى وجه الخصوص حينما تشتد درجة حرارة الجو، وهو التوقيت الذى يكون الناس فى أمس الحاجة إلى المياه، للتخفيف من حرارة الجو التى فاقت كل الحدود والتى تصل إلى حد عدم القدرة على تحملها. ونفس الشىء ينطبق على الانقطاع المتكرر فى الكهرباء، وما تسببه من مضايقات مستمرة للمواطنين، وخاصة فى شهر رمضان المبارك.
أليس من الأجدر بحكومة مهمة مثل حكومة المهندس إبراهيم محلب أن تقترب أكثر من المواطنين، الذين يعلقون عليها آمالا كثيرة، وأن تكون أكثر صراحة معهم حينما يتعلق الأمر بخدمات لا غنى عنها من أجل حياة كريمة، وأن تكون هذه الحكومة أكثر حسما فى مواجهة تلك المشكلات، وأن يكون الوزراء بنفس الروح القتالية التى اعتدنا أن نراها على رئيس مجلس الوزراء، وهو يتجول فى كل مكان على أرض مصر، للتعرف على احتياجات المواطن على الطبيعة.
وهذا بالطبع سوف ينعكس بالإيجاب على تفجر طاقات المواطن الإبداعية تجاه الوطن، فالمواطن حينما يشعر بأهميته وبقيمته لدى الدولة تتفجر بداخله القوة والعزيمة والإصرار على تجاوز المراحل الصعبة، وأبلغ دليل على هذه القوة العجيبة التى تكمن داخل المواطن المصرى التى تجلب بوضوح ولمسناها بشكل لافت للنظر فى أعقاب القرار الذى اتخذه الرئيس عبدالفتاح السيسى بالتنازل عن نصف راتبه للدولة، ليس هذا وحسب بل والتنازل أيضا عن نصف ثروته التى ورثها عن والده، من أجل صندوق «تحيا مصر» المخصص لدعم الاقتصاد المصرى، الذى أصيب بتدهور شديد خلال السنوات الثلاث الماضية، فما أن أعلن الرئيس عن هذا القرار حتى فوجئنا بهذه الروح التى سادت أرجاء مصر، حيث لم يتردد أحد فى التبرع لمصر كل حسب مقدرته المالية، وكان مشرفاً جداً تلك الاستجابة الفورية من رجال الأعمال الذين تبرعوا بمبالغ مالية كبيرة من ثرواتهم، من أجل دعم اقتصاد مصر، وهنا أتوقف أمام ما قاله المهندس محمد الأمين رجل الأعمال المعروف، حينما أعلن عن تبرعه واستجابته لدعوة الرئيس، حيث قال إن مصر أعطت لرجال الأعمال الكثير والكثير، وأنه قد آن الأوان لرد الجميل، وذلك من منطلق قناعته التامة بأنه حينما يتبرع بثروته فإنه لم ينقص حق أولاده فى هذه الثروة، لأن حاضر ومستقبل مصر هو فى حد ذاته تأمين لمستقبل الأجيال القادمة، التى إن لم يتم النهوض بالمجتمع بشكل سليم الآن نكون قد ارتكبنا فى حقهم جريمة كبرى.
ومن هنا أرى ضرورة أن يشارك جميع رجال الأعمال فى هذه المبادرة التى بكل تأكيد سوف تعود على المجتمع كله بالنفع والخير، ففى كل بلاد العالم تحصل الدولة الكثير من الضرائب من أجل تقديم الخدمات الضرورية لمواطنيها، بينما نحن هنا فى مصر ندفع أقل ضرائب، وفى نفس الوقت نطالب بالكثير من الخدمات التى ربما تفوق مقدرة الدولة.
لقد آن الأوان إلى أن يلمس المواطن تغييراً حقيقياً فى كل شىء.. نعم لقد آن الأوان لأن تتعامل الدولة بشفافية مع مواطنيها، وأن تكون هناك قرارات وحلول جذرية للمشكلات المزمنة التى أثقلت الهموم فوق كاهل المواطن البسيط. خاصة وأن الرئيس السيسى بحكمته الفائقة قد أغلق باب المطالبات الفئوية، والذى كان مفتوحا على مصراعيه طوال السنوات الماضية.. فتلك المطالبات أضرت بالاقتصاد المصرى كثيراً، وجعلت الدولة تدفع الثمن حتى الآن.
وهنا تكمن أهمية تلك المرحلة التى نحن مقبلون عليها الآن، فهى مرحلة مهمة وتتسم ببزوغ نجم الدولة القوية.. الدولة التى تعيد للمواطن حقه فى العيش والحرية والكرامة الاجتماعية.. وهى مطالب عادلة للمواطن الذى ينتظر ما تخبئه له الأيام بفارغ الصبر.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 6

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

دفن رؤوسنا فى الرمال وتجاهل مشاكلنا من جذورها هو الخطر الحقيقى الذى يهدد كل حياتنا

بدون

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

بدون خطط وبرامج زمنيه مدروسه ستكون كل خطواتنا عشوائيه وعبثيه ومجرد مسكنات وقتيه

بدون

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

حكومتنا للاسف تزيد البلبله والحيره فى الشارع المصرى بل وتؤكد الشكوك فى حل اى مشكله

بدون

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

هل حكومتنا الرشيده تعى معنى اشتعال الاسعار وزيادة الضرائب ورفع سعر البنزين وقطع المياه

والكهرباء - اهلا بجهنم يا حكومه

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

حتى نظافة البلد وتنظيم المرور ومراقبة الاسواق- الحكومه عاجزه ثم يتكلمون عن هيبة الدوله

بدون

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

هذه الحكومه على ما يبدو لن تعمر طويلا مع السيسى - السيسى يريد خيول وليس سلاحف

بدون

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة