رثيت لحالة الأمة، وما يجرى فى قلبها النابض، أوجعتنى آلام حالها، وهى تتمزق وتتفرق بين الحين والآخر. وأسأل نفسى كما يسأل كل وطنى وعربى مخلص لوطنه وبلده: ماذا حدث لأمة محمد ؟ وماذا جرى لها ؟
انتشرت الخصومات والقلاقل بين بعض البلاد، ونحن الذين سمحنا لأنفسنا بذلك، بأن تندس العداوة والشحناء، العدو يفرح ويلهو، ونحن ننزف الدماء هنا وهناك، وأصبح منا المعارض والمختلف فى الرأى، وجرى بيننا الشيطان كى يلهو متلهثًا ليسكن أجسادنا ويعشش بيننا كأفراد وأوطان.
رحل بانى الأمة الإسلامية ورسول الإنسانية (صلى الله عليه وسلم) الذى كان همه وشغله الأكبر هو أن يترك الأمة مبنية على أسس وقواعد متينة لا تنفك ولا تنحل أبدًا، لكن للأسف الشديد بدأت الأمة فى حالة من الانهيار والانكسار والأوجاع، ولم نحافظ على وحدتنا ومبادئنا وقيمنا، وأصبحنا نرى بلدا ينهار تلو الآخر، ونحن صامدون هامدون، لا نجد الحل ولا المصالحة بين الأطراف المتخاصمة وتنهار الواحدة تلو الأخرى.
من العاقل فى الأمة حتى أسأله ويرتاح ضميرى، بل الأمة العربية جميعها ترتاح وتنام هنيئة وسعيدة.
لقد لعب الحظ دوره وخدم الأمريكان واليهود فى أن ينالوا من شرقنا الأوسطى، ويحاولون تمزيقه وتفريقه إلى دويلات صغيرة ومشكلات تتراكم، ولم يسأل كل عربى ووطنى يقيم داخل وطنه: لماذا أوطاننا هى المقصودة والمستهدفة؟.
وعلى كل العقلاء من بين الأمة أن يراعوا كل الدسائس والمؤامرات والمكايد من هؤلاء الحاقدين علينا، فلماذا لم نلم الشمل ونرجع إلى ضمائرنا حابين متحابين، نترك ونرمى من وراء ظهورنا البغضاء والشحناء والخصومات، وأن يكون هدفنا الأول هو اتحادنا وبناء أوطاننا، وأن نرفق ببعضنا البعض.
علينا أن نشبع جوعنا بالحب والعطاء، علينا أن نعمل لأولادنا وأحفادنا من بعدنا ونترك لهم مستقبل مشرق ينير لهم طريقهم.
رحم الله الزعيم الخالد (جمال عبدالناصر) عندما كان شغله وهمه هو أن تكون العرب والأمة العربية يدا واحدة مبنية على الإخلاص تجمع ولا تفرق.
.. وعلى كل بلد ووطن عربى أن يراعى بلده بإخلاص، وأن يراعى الجيرة بين الأوطان الأخرى من خلال بناء جدران وحدود قوية تساعد على بناء البلاد، وليس لتخريب البلاد، إلى كل الأوطان أنظروا ماذا ترك الراحلون؟ وماذا سوف يترك الباقون؟ انظروا لأبنائكم وأحفادكم ماذا سوف تكون سيرتكم، وماذا سوف يسجل التاريخ لكم الخير أم الشر.
يا أمة العرب همنا واحد وسعادتنا ووحدتنا واحدة. أفيقوا من الغفلة ورابطوا الأيادى وأجعلوا دمائنا واحدة.
ولا تتركوا الفرصة أم الأعداء لينالوا منا الواحد تلو الآخر.
حماك الله يا مصر
محمد شوارب يكتب: غفلة العرب وضياع مستقبل الأمة
الأربعاء، 02 يوليو 2014 12:24 ص