مائدة الرحمن مشهد عبر التاريخ.. بدأها الرسول فى الطائف خلال هجرته إلى يثرب.. وسماها الفاطميون "دار الفطرة".. واستخدمها الملك فاروق فى الدعاية السياسية

الأربعاء، 02 يوليو 2014 02:32 م
مائدة الرحمن مشهد عبر التاريخ.. بدأها الرسول فى الطائف خلال هجرته إلى يثرب.. وسماها الفاطميون "دار الفطرة".. واستخدمها الملك فاروق فى الدعاية  السياسية صورة ارشيفية
كتبت مروة يوسف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مائدة الرحمن من أشهر طقوس شهر رمضان الكريم، وهى ما تسمى بمائدة الإفطار لتكون من أبرز مظاهر التكافل الاجتماعى بين المصريين، وهو ما يميز الشارع المصرى فى ذلك الشهر عن باقى الأيام والشهور، المعنى والإحساس واحد لكنها اختلفت فى شكلها ومحتوى الطعام المقدم بين الأحياء الراقية والشعبية.

البداية كانت فى عهد رسول الله:
يقول بعض المؤرخين، إن أول من أقام مائدة رحمن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، حين أقام مائدة للوفد الذى جاء إليه من الطائف أثناء وجوده بالمدينة، واتخذوا من المدينة مكانا يستقرون فيه لفترة، فكان الرسول هو المضيف، حيث كان يرسل إليهم إفطارهم وسحورهم مع بلال بن رباح، وجاء من بعده الخلفاء الراشدون ليقتدوا به وجاء عمر بن الخطاب ليؤسس دارا كاملا للضيافة يفطر فيها الصائمون .
الدولة الطولونية:
بداية موائد الرحمن لا يعرف تاريخ بدايتها فى مصر لكن هناك آراء تشير أن مائدة الإفطار بدأت فى مصر مع الأمير أحمد بن طولون مؤسّس الدولة الطولونية، فهو أول من أقام مائدة الرحمن فى السنة الرابعة من ولايته، فكان يجمع التجار والأعيان على مائدة كبيرة فى أول يوم من شهر رمضان ويخطب فيهم قائلا "إنى جامعكم حول تلك الأسمطة لأعلمكم طريق البر بالناس"، وفى العام ٨٨٠ هجرية أمر بتعميم الموائد الرمضانية فى كل أنحاء دولته، وأن يكون مقرها فى الأماكن العامة لتكون قريبة من الفقراء.
الفاطميون:
بعض المؤرخين أرجعوا أنها بدأت فى مصر مع تأسيس الدولة الفاطمية وكان الخليفة المعز لدين الله الفاطمى، أول من وضع تقاليد المائدة فى عهد الدولة الفاطمية، ليكون الصائمون من أهل جامع عمرو بن العاص هما زائرو المائدة خلاف أنه كان يخرج من قصره 1100 قدر من جميع ألوان الطعام، لتوزّع على الفقراء.

وبدأت تحت اسم "دار الفطرة"، لكن تراجعت موائد الرحمن مع المماليك والعثمانيين بسبب اندلاع الحروب، وبدأ إحياؤها مع الاستعمار الإنجليزى والفرنسى، حين بدأت الجمعيات الخيرية تعيدها للفقراء، ومع مطلع السبعينيات بدأت موائد الرحمن بالازدهار وانتشرت فى العديد من الدول العربية والإسلامية ولكن كانت النواة مصر.
موائد الرحمن فى عهد الملك فاروق "بروتوكول سياسى":
باتت موائد الرحمن فى عهد الملك فاروق ما هى إلا بروتوكول سياسى بإطعام المساكين الذين كانوا يهتفون بالدعاء لمولاهم الملك فاروق باعتباره ولى النعم، فكانت تسمى بالمائدة الملكية فى قصر عابدين، وذلك بحضور كبار رجال القصر على أنهم شرف المآدب الملكية فى رمضان، ثم يتوافد على القصر آلاف الناس من رعية الملك من جميع الطبقات ليتناولوا الطعام.

‏ العصر الحديث:
بدأت مع أصحاب الورش والمصانع، فى أن يفطروا العمال لديهم ولكن على نطاق ضيق، وفى عام1967 ظهر بنك ناصر الاجتماعى ليشرف على موائد الرحمن المعروفة بشكلها الحالى من أموال الزكاة، وكان أشهرها المائدة التى تقام بجوار الجامع الأزهر التى تفطر أربعة آلاف صائم يوميا، ومن هنا ظهرت مشاركة الوزراء ورجال السياسة والفنانين ورجال الدين، لتصبح وسيلة إما للتقرب إلى الله أو كدعاية سياسية.
موائد رمضانية قبطية:
نتيجة للنسيج الواحد بين المسلمين والأقباط فى مصر، نجد أن كثير من الأقباط شاركوا الصائمين المصريين فى إقامة بعض الموائد كنوع من المشاركة الوجدانية وتأكيدا على وحدة عنصرى الأمة، ويذكر أن أول مائدة رمضانية قبطية فى مصر كانت فى حى شبرا عام 1969 على يد القمص صليب متى ساويرس راعى كنيسة مار جرجس .
ليس الصائمون الفقراء فقط:
كان قديما يشارك فى الإفطار على مائدة الرحمن هم الفقراء والمحتاجون فقط ثم تطور الأمر وأصبح من رواد هذه الموائد الموظفين والأسر الراغبين فى المشاركة والشباب المحبين للمة، حيث يبدأ الحجز على هذه الموائد بعد أذان العصر مباشرة، ويستمر توافد الرواد عليها حتى أذان المغرب، ولن تقتصر على المصريين بل الأجانب أيضا يشاركون الصائم المصرى المسلم الإفطار واللمة.



موضوعات متعلقة:

خبيرة اقتصاد منزلى تنصح بترشيد استخدام أطعمة ولائم رمضان

إفطار جماعى بسيدى جابر قبل الاحتفال بذكرى ثورة 30 يونيو بالإسكندرية





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة